صاروخ لـ «سرايا القدس» يوقظ بيرتس من نومه في «سديروت»

جيش الاحتلال يعتقل ذوي وزوجات المطلوبين لإرغامهم على تسليم أنفسهم

TT

في سعيها للضغط عليهم لإرغامهم على تسليم انفسهم، واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي اعتقال ذوي المطلوبين في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت فجر امس في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس والدة المطلوبين من «كتائب شهداء الأقصى»، الشقيقين خليل وفريد ابو ليل.

وفي نفس العملية اعتقل جنود لواء المظليين التابع لقيادة المنطقة الوسطى الذي داهم المخيم في الساعات الأولى من فجر امس والد المطلوب هاني الحشاش، وزوجة المطلوب ناجح شاهين، وكلاهما من كبار المطلوبين، وينتميان لكتائب الأقصى.

وقال شهود العيان إن جنود الاحتلال قاموا بنقل المعتقلين الى معسكر حوارة، الواقع الى الجنوب من مدينة نابلس. ومن المتوقع ان يخضع المعتقلون للتحقيق حول مكان وجود المطلوبين. ونشبت خلال عملية الاعتقال مواجهات بين الاهالي وجنود الاحتلال اسفرت عن اصابة فلسطينيين. وفي تطور آخر ذكرت الإذاعة العبرية الرسمية أمس ان ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة صوب مواقع واهداف إسرائيلية وان احدها أصاب منزلا لا يبعد سوى 100 متر عن منزل وزير الدفاع عمير بيريتس في بلدة سديروت في منطقة النقب الغربي، جنوب اسرائيل.

وقال جيش الاحتلال ان الصاروخين اصابا منزلاً في سديروت وان دمارا هائلا حدث في المنطقة وان صاروخا اخر سقط في منطقة قريبة. وحسب تقارير الشرطة الإسرائيلية فان حالة من الذعر اصابت الكثير من سكان الحي.

ونقل موقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر في البلدة أن بيريتس كان يغط في النوم في بيته عند سقوط الصاروخ، وأنه استيقظ على صوت الانفجار. وتفقد وزير الدفاع البيت الذي تعرض للقصف برفقة قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الجنرال يوآف جيلانت. وقال بيريتس لسكان المنزل إنه رغم أنه رجل سلام، إلا أنه سيعمل كل ما في وسعه من أجل العمل على وقف اطلاق الصواريخ. وتعهد بأن تدفع حركات المقاومة الفلسطينية ثمناً كبيراً جراء ما قامت به. من جهتها اعلنت سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخ. وفي مؤتمر عقدته في مدينة غزة صباح امس قالت السرايا إنها أطلقت صاروخين من طراز «قدس» متوسط المدى باتجاه سديروت، وأن احدها سقط قرب منزل بيريتس. واعتبرت السرايا أن القصف يأتي في إطار الرد على «جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني». وقال متحدث باسم السرايا «ليعلم (بيريتس) إنه ليس بمنأى عن صواريخ السرايا المظفرة، وأن تهديداته باستهداف المجاهدين الأبطال سوف تقابل بقصف عنيف وبعمليات استشهادية تكون رادعاً له ولجيشه المهزوم». واضاف أن عملية القصف جاءت في سياق الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، خاصة جريمة اغتيال نشطاء من سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى أول من أمس في شمال غزة والضفة. واضاف «نؤكد على خيار استمرار الدم والشهادة؛ الخيار الأوحد في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة بحق أهلنا على امتداد الوطن المحتل». وأوضح المتحدث أن سرايا القدس تتعامل مع تهديدات الاحتلال بجدية ومسؤولية. وقال: «عندما أعلن العدو الصهيوني قبل أقل من شهر عن وجود قوات خاصة سوف تنزل إلى القطاع كنا نتعامل مع هذا الموضوع بكل جدية، ونحن وبحمد لله في سرايا القدس على تغيير دائم في تكتيكنا واستراتيجيتنا الحربية». وكشف النقاب عن أن «الوحدة الهندسية بسرايا القدس تمكنت من تطوير صاروخ قدس 4 وهو تطور نوعي في صناعة الصواريخ»، لافتاً إلى أنه «تم تجريبه وأن الأيام المقبلة ستشهد إطلاق المزيد منه». وتوعد اسرائيل قائلاً «بإذن الله سبحانه وتعالى سوف ترون التغيير الذي يحدث في إطلاق الصواريخ، الأيام القادمة التي ستثبت لكم هذا الكلام». وعن التهديدات الإسرائيلية باغتيال الأمين العام للجهاد الإسلامي رمضان شلح، قال المتحدث باسم السرايا «عندما مشينا في هذا الدرب كنا نبتغي من الله إحدى الحسنيين، إما النصر وإما الشهادة»، مشيرا إلى أن إسرائيل هددت كثيرا باغتيال قادة الجهاد الإسلامي. وفي ختام المؤتمر الصحافي عرضت سرايا القدس نموذجا لصاروخ «قدس 2» الذي استخدمته في عملية القصف صباح أمس.

يذكر أن سبعة فلسطينيين قتلوا برصاص جيش الاحتلال أول من أمس، أربعة منهم في قطاع غزة. وشددت قوات الاحتلال على أنها ستواصل عملياتها البرية في عمق قطاع غزة، علاوة على القصف الجوي والمدفعي. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن ضابط كبير في الجيش قوله إنه جرت عدة محاولات في الماضي لتنفيذ عمليات مشابهة. وأضاف أنه تمت دراسة العملية جيداً ونفذت عدة خطوات استباقية لتسهيل تنفيذها. واشار الضابط الى أن خلايا المقاومة تدرس جيداً عمليات الجيش في محاولة لتعطيلها، ومن هنا كانت الحاجة لتنفيذ عملية برية من هذا النوع، مشدداً على أن هناك مناطق في شمال غزة ذات طبيعة خاصة، لا تتيح للجيش تنفيذ عملياته إلا من خلال قوات برية.