عالم يهودي وراء حملة نقابة أساتذة الجامعات البريطانية لمقاطعة إسرائيل

قال إنه يفعل ذلك بدافع اعتزازه بيهوديته وخطأ ما تفعله الدولة العبرية

TT

في الوقت الذي تزعم فيه اسرائيل ان حملة المقاطعة لها في بريطانيا بسبب سياستها العنصرية تجاه الفلسطينيين، هي حملة اساسها معاداة لليهودية وللسامية، أعلن عالم بيولوجيا (علم الاحياء) يهودي هو البروفسور ستيفن روز انه هو الذي يقف وراء هذه الحملة وانه يفعل ذلك بدافع اعتزازه بيهوديته وقناعته بأن ما تفعله اسرائيل ضد الفلسطينيين من تنكيل عنصري هو أمر معاد لليهودية.

وقال البروفسور روز، في مقابلة مع صحيفة «معاريف» الاسرائيلية تنشر اليوم في تل أبيب، ان قرار مقاطعة الجامعات البريطانية للجامعات الاسرائيلية التي لا تتخذ موقفا علنيا صريحا ضد سياسة الأبرتايد (العنصرية) التي تديرها اسرائيل، هو بداية تحرك جماهيري دولي يستهدف الوصول الى مقاطعة دولية واسعة شبيهة بالمقاطعة التي فرضها العالم الغربي على نظام الأبرتايد العنصري في جنوب أفريقيا طيلة عشرات السنين وأدى الى سقوط هذا النظام. وأكد ان هذا النضال سيتكلل بالنجاح في نهاية المطاف مهما يطل الزمان.

وكان المؤتمر السنوي لنقابة اساتذة الجامعات في بريطانيا التي تضم 67 ألف عضو قررت بأكثرية ساحقة قبل يومين مقاطعة الجامعات الاسرائيلية التي لا تتنكر بشكل واضح وصريح لسياسة التنكيل العنصري الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. فأثار القرار زوبعة يهودية كبرى في بريطانيا والعالم واعتبروه قرارا معاديا للسامية ولليهودية. لهذا قرر البروفسور روز أن يتكلم ويوضح دوره الأساسي في هذا النشاط فقال: «أنا يهودي يعتز بانتمائه. تربيت في بيت يهودي متدين في عائلة قضى معظمها في معسكرات الابادة النازية لا لشيء إلا لكونهم يهودا وهاجر القسم الآخر منهم الى اسرائيل. والدي كان أحد النشطاء في منظمات جماهيرية معادية للعنصرية بكل أشكالها، بما في ذلك اللاسامية. وأنا أكمل هذا الطريق. وأفعل ذلك ليس لأنني يهودي يكره نفسه بل لأنني يهودي يحب شعبه». وأضاف البروفسور روز، ان الصراع مع الفلسطينيين لم يعد شأنا اسرائيليا صرفا بل انه يهم الجميع «ان القمع والتنكيل اللذين تمارسهما اسرائيل ضد الفلسطينيين هو وصمة عار على جبين الانسانية جمعاء. ومن سخريات القدر ان اليهود، الذين تعرضوا لأبشع صنوف التنكيل في أوروبا، هم الذين يمارسون هذه السياسة. وأقول لليهود بكل اخلاص انهم إذا لم يتبنوا العدالة والسلام بصدق لن يستطيعوا العيش طويلا. عليهم أن يعترفوا بالنكبة الفلسطينية وبمسؤوليتهم عنها. عليهم أن يعترفوا بأن الفلسطينيين هم اصحاب وطن. عاشوا في هذه البلاد وفلحوا تلك الأرض ويشعرون بالانتماء اليها بالضبط مثل اليهود، ولا يجوز التعامل معهم وكأن علاقتهم بالأرض دونية».

وانتقد روز سياسة اسرائيل والغرب بأسره من حكومة «حماس»، وقال: ان مقاطعة الحكومة هو تصرف غير اخلاقي حيث ان الشعب الفلسطيني انتخبها بشكل ديمقراطي وكل من يعاقبه على ذلك هو غير ديمقراطي.

يذكر ان البروفسور روز هو عميد كلية البيولوجيا في الجامعة البريطانية المفتوحة ويعتبر عالما كبيرا في مجاله، حصدت أبحاثه العديد من الجوائز والميداليات.