خمس مخدات في مقبرة فرعونية تثير جدلا بين علماء الآثار

كتبت عليها ثلاث كلمات «الحياة والاستقرار والصحة»

TT

اعلن الدكتور زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للآثار المصرية امس انه تم اكتشاف تابوت وخمس مخدات منقوشة عليها بالهيروغليفية ثلاث كلمات «الحياة والاستقرار والصحة» في مقبرة بوادي الملوك يعتقد انها تعود لوالدة الفرعون توت عنخ امون التي توفيت اثناء ولادته. واشار حواس في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» الى ان نتائج الحفر جزء من اعمال بعثة اميركية في وادي الملوك في الاقصر (جنوب مصر) وتعتبر اكبر كشف منذ 84 عاما. وتثير المخدات الخمس حالة من الغموض والجدل بين علماء الاثار، لانها المرة الاولى التي يتم فيها اكتشاف مخدات داخل توابيت الدفن في مصر القديمة. ومن المقرر ان تبث محطة «ديسكفري» الاميركية فيلما وثائقيا عن المقبرة المكتشفة الجديدة يوم الاحد المقبل. واوضح زاهي حواس أنه تم ايضا العثور على تابوت صغير طوله نحو 42 سم، كان مخصصا «للاوشابتي» التي تعرف باسم التماثيل المجيبة. وقال ان المقبرة تعرضت للسرقة، ثم استخدمت عصر الاسرة الـ 19 في التاريخ المصري القديم كمخزن لادوات التحنيط. واعرب عن اعتقاده بانه سيتم العثور على مقتنيات اخرى خلال الايام المقبلة.

وقالت خبيرة المنسوجات إلسي فان روج في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» امس انها لا تعرف سببا لوجود خمس مخدات في مقبرة فرعونية. ومن جهته قال الباحث الاثري احمد عثمان إنها المرة الاولى التي نعرف فيها ان التوابيت المصرية استخدمت فيها مخدات. واعرب عن اعتقاده ان المخدات :«كانت للراحة الابدية للمتوفي من فراعنة مصر». وكانت البعثة الاميركية قد اكتشفت شهر فبراير (شباط) الماضي، على مقبرة محفورة في الصخر على عمق 18 قدما على شكل مستطيل ويبلغ عرضها مترا ونصف المتر تقريبا وطولها حوالي مترين، وتبعد نحو خمسة امتار عن مقبرة توت عنخ امون. وعثر في الجهة الغربية منها على ثماني حفر طول الواحدة منها 26 سنتمترا وهي عبارة عن سلالم حفرت في الصخر. وعثرت البعثة على سبعة توابيت خشبية في حالة سيئة. وجميع الادلة الاثرية التي اكتشفت في المقبرة، بحسب خبراء الاثار، اتفقوا على انها تعود بصورة او اخرى للفرعون الشاب توت عنخ امون او الى الاسرة 18 من التاريخ المصري القديم، او على الارجح انها ربما تعود للملكة نفرتيتي زوجة الفرعون اخناتون الذي حكم مصر من 1352 الى 1336 قبل الميلاد. وتعرف المقبرة الجديدة المكتشفة باسم «ك في 63» وهي تبعد عدة امتار عن اشهر مقبرة اكتشفت حتى الان وتحمل رقم «ك في 62»، وهي التي تعرف بمقبرة توت عنخ امون في البر الغربي للاقصر. ويقود البعثة الاثرية الاميركية الدكتور شادن من جامعة ممفيس، وقد عمل من قبل في مقبرة الفرعون آي، آخر ملوك الاسرة الـ 18. وقال الدكتور شادن، 68 عاما: «كنت اتوقع كشفا مهما». وأكد حواس ان هذه المقبرة «هي الاولى التي يتم العثور عليها منذ عام 1922 اثر كشف المنقب عن الاثار، البريطاني هيوراد كارتر، عن مقبرة توت عنخ امون التي تحمل رقم 62 وبهذا الكشف الجديد يصبح عدد مقابر وادي الملوك63 مقبرة».

وهذا هو القبر الثالث والستون الذي يتم اكتشافه في وادي الملوك منذ تم مسح المنطقة في القرن الثامن عشر للميلاد. وكان الاكتشاف مفاجئا للكثيرين حيث يسود الاعتقاد بأن عصر الاكتشافات انتهى منذ100 سنة. وتابع حواس قوله ان «المقبرة هي الثانية في هذا الوادي التي يعثر فيها على اكثر من مومياء بعد مقبرة أمنحتب الثاني جد فرعون التوحيد اخناتون من الاسرة الثامنة عشرة» وعثر على مقبرة أمنحتب الثاني سنة1898 وكان بئر الدفن فيها يضم 12 مومياء. وكان قد عثر على اول خبيئة تضم عددا كبيرا من المومياوات خارج وادي الملوك في قرية القرنة على الشاطئ الغربي للاقصر. وضمت المقبرة اربعين مومياء ملكية عثر عليها سنة1887 اثر قيام احد افراد اسرة عبد الرسول بالابلاغ عنها للجهات المختصة. ونقلت كل المومياوات التي عثر عليها في حينه الى المتحف المصري في العاصمة المصرية. وألهمت هذه الخبيئة المخرج شادي عبد السلام في اخراج وانتاج «المومياء»، احد اهم افلام السينما المصرية الذي نقل قصة الكشف. والخبيئة الثانية التي عرفت باسم «خبيئة كهنة امون» عثر فيها على مائة مومياء لكهنة «الإله امون». يذكر ان كنوز الفرعون توت عنخ امون التي اكتشفها البريطاني هوارد كارتر عام 1922 بكنوزها الذهبية النفيسة نجت من النهب على ايدي لصوص المقابر، ومنذ ذلك التاريخ اصبح الفرعون الشاب واحدا من اشهر الفراعنة عالميا بسبب الكنوز الاثرية التي عثر عليها في مقبرته. وكان المصريون القدامى قد استخدموا منطقة وادي الملوك قرب الأقصر جنوب مصر مدفناً للفراعنة منذ عام 1540 قبل الميلاد وطيلة 500 سنة لاحقة.