فرنسا خططت لخطف أبو حمزة قبل مونديال 1998

محامية الأصولي المصري لـ الشرق الاوسط موكلي تحول إلى «نباتي» في سجن بيل مارش.. وكل من أراد الشهرة فليطعنه

TT

كشفت مصادر صحافية بريطانية امس ان الاستخبارات الفرنسية بحثت في امكانية خطف القيادي الاصولي ابو حمزة المصري من لندن لمنع وقوع هجوم ارهابي خلال مونديال 1998.

وذكرت صحيفة «التايمز» نقلا عن كتاب «مصنع الانتحار» للكاتبين شيان أونيل ودانيال مكجروري، الذي تنشر فصولا منه منذ امس، ان هذه الخطة التي لم تبلغ مراحل متقدمة تقضي بخطف الاصولي المصري الاصل في الشارع ونقله في شاحنة صغيرة واقتياده بسرعة الى الاراضي الفرنسية على سفينة ترفع العلم الفرنسي. وقدم الكاتبان في كتابهما تفاصيل جديدة ودقيقة عن قصة حياة أبو حمزة المصري منذ قدومه من مصر كلاجئ سياسي عام 1979 إلى الفترة التي انتهى خلالها سجينا وراء القضبان. ويقول الكاتبان إنه كان بإمكان مسؤولي الهجرة في بريطانيا إبعاد المواطن المصري مصطفى كامل مصطفى، أبو حمزة لاحقا، عن البلاد «كمهاجر غير شرعي قبل وقت طويل من بداية إثارته للمتاعب». ويقول الكاتبان إن أبو حمزة، كان شخصا مختلفا بالكامل عن مصطفى ذاك الطالب البالغ من العمر 21 سنة عندما وطئت قدماه للمرة الأولى أرض مطار هيثرو في 13 يوليو (تموز) عام 1979. ويضيف الكتاب في وصفه للشاب مصطفى: «كان يرتدي الجينز وقميص ـ التـي شرت. وكنت ترى أيضا سلسلة من الذهب تتدلى من عنقه. كان باردا، ونعم كان محبا للنساء». من جهتها، قالت مدثر ارني، محامية ابو حمزة، في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» إن الاعلام هو الذي يشن اليوم حملة كراهية ضد موكلها الموجود خلف القضبان، والذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه. واضافت ان «كل من اراد الشهرة اليوم من الصحافيين فليطعنه، ويوجه اسهمه الى ابو حمزة بدون ادلة او قرائن». واكدت انه تابعت ما نشرته «التايمز» خلال اليومين الماضيين، وبموجب الادلة التي تحت يديها تستطيع ان تؤكد ان ابو حمزة لم يتزوج زوجته الاولى من اجل الحصول على الاقامة في بريطانيا». وقالت انهم للأسف يكذبون ويكذبون ويلفقون ضد موكلها». وأوضحت انها زارت موكلها قبل اسبوعين، وفوجئت بخسارته كثيرا من وزنه، بسبب رفضه تناول اللحوم داخل السجن، لأنها حسب اعتقاده، «غير مذبوحة وفقا للشريعة الاسلامية». وافادت ان موكلها تحول الى « نباتي» يرفض تناول اللحوم مثل بقية الأصوليين في سجن بيل مارش، بسبب رداءة الطعام المقدم لهم. واشارت الى انه من المدهش ان الاعلام يستخدم ذراعه القوية ضد رجل محتجز في سجن بيل مارش لا يستطيع الدفاع عن نفسه. واستغربت ربط موكلها بتهديدات ضد المونديال العالمي في فرنسا. وقالت انها تعودت على مثل تلك الاخبار التي تربط موكلها بأي مشتبه يعتقل في بريطانيا او اوروبا او اميركا. واوضحت ان كل مصيبة او كارثة تحدث يستطيع الإعلام الغربي ان يربط موكلها بها. وأدانت محكمة اولد بيلي ابو حمزة، 47 عاما، بحيازة أشرطة مسموعة ومرئية بهدف التشجيع على الكراهية العرقية، وأدانته أيضا بحيازة وثيقة لاستغلالها لأغراض إرهابية. ويقبع أبو حمزة بالفعل في سجن بيل مارش منذ مايو (أيار) 2004 وهو يعتزم استئناف الحكم. ونقلت «التايمز» البريطانية عن رجل اكتفت بنشر اسمه الاول جيروم وكان يعمل في السفارة الفرنسية في لندن «عندما يطأ السفينة تكون العملية قد انجزت».

ويؤكد الكتاب الذي يحمل عنوان «مصنع الانتحار: ابو حمزة ومسجد فينسبري بارك» ان باريس كانت تخشى وقوع هجوم انتحاري، وخصوصا من قبل مجموعات جزائرية متطرفة، بينما كانت تعد لاستضافة دورة كأس العالم لكرة القدم. الا ان عددا من السياسيين، بدءا من وزير الداخلية حينذاك جان بيار شوفينمان الى الادارة العامة للأمن الخارجي (الاستخبارات) كانوا قلقين من موقف بريطانيا حيال المشتبه بضلوعهم في الارهاب.

ويشير الكتاب الى ان جيروم تحدث بغضب عما بدا وكأنه «حلف مع الشيطان» بين لندن والجماعات الاصولية المتطرفة في العاصمة البريطانية حيث تسمح لهم بالقاء الخطب وتشكيل تنظيمات والقيام بدعاية إعلامية طالما انهم لا يتعرضون لأمن الاراضي البريطانية.

وينقل الكتاب عن عميل في الاستخبارات الفرنسية قوله انه تمكن من دخول المسجد وتأكيده انه «لو عبر جيروم عن استيائه من الشرطة البريطانية لتعاطفها مع ابو حمزة لكانوا ردوا: «انه لا يفعل اي شيء خطأ ولا نستطيع توقيفه للاشيء».

ويتابع ان «الفرنسيين كانوا يعتقدون ان المؤامرة لمهاجمة دورة كأس العالم حقيقية، ويجري التخطيط لها في لندن وان مسجد فينسبري بارك كان عاصمة لندنستان».

وقالت الصحيفة «تم ابلاغ اسماء عدد من المشبوهين الى البريطانيين، لكن اجهزة الأمن لم تفعل شيئا».

واضافت نقلا عن الكتاب نفسه «انهم لم يأخذوا هذه المعلومات محمل الجد حتى عندما قال الفرنسيون انه اذا حدث اي شيء فانهم سيحملون علنا بريطانيا مسؤوليته».

ويؤكد الكتاب ان السلطات الفرنسية استجوبت مرة ابو حمزة الذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات في بريطانيا لكنه قال انه لا يملك اي معلومات عن القضية.

فقد كان الامر يتعلق بكريستوف كيز البوسني الذي اعتنق الاسلام وقاتل في الحرب وقتل برصاص الشرطة الفرنسية في روبيه عام 1996 اثر كشف خطة لمهاجمة قمة مجموعة السبع.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، ان الامام السابق لمسجد فينسبري بارك المعروف بخطبه المناهضة للغرب، الذي حكم عليه في فبراير (شباط) الماضي بالسجن سبع سنوات بعد ادانته بـ11 تهمة، اكد في شهادة ميلاد في اكتوبر (تشرين الاول) 1980، انه والد طفلة ولدت لزوجته الاولى البريطانية فاليري ترافيرسو. وبعد اربعة ايام على الولادة، طلب ابو حمزة من محاميه توجيه رسالة الى وزارة الداخلية البريطانية للحصول على تصريح بالإقامة، مؤكدا انه متزوج من بريطانية، وأنجب منها طفلة.