دبلوماسي أميركي ينتقد «تورط» بلاده في الاقتتال الدائر في مقديشو

واشنطن تقرر نقله من نيروبي إلى تشاد والخارجية تصف الواقعة بأنها «شخصية»

TT

في وقت كثر فيه الحديث في الولايات المتحدة وخارجها عن «تورط واشنطن» في الاقتتال الدامي، الذي يجري حالياً في العاصمة الصومالية مقديشو بين أمراء حرب وجماعات اسلامية، اضطرت وزارة الخارجية الاميركية الى نقل أحد دبلوماسييها في سفارتها بالعاصمة الكينية نيروبي الى تشاد، بعد ان وجه انتقادات لتمويل أمراء الحرب الصوماليين.

وعقّب سيان ماكورماك الناطق باسم الخارجية الاميركية على واقعة نقل الدبلوماسي الاميركي مايكل زوريك من كينيا الى تشاد قائلاً «هناك طرق وقنوات يمكن لأي دبلوماسي في اي سفارة أن يستعملها، عندما يتعلق الأمر بوجهات نظر مخالفة للادارة، يمكنه من خلالها أن يعبر عن وجهات نظره»، مشيراً إلى أن نقل زوريك «مسألة شخصية»، وهو لا يرغب في الحديث عنها، مؤكداً انه لا يستطيع تقديم ايضاحات، طالما ان المسألة شخصية. وتجاهل ماكورماك اسئلة وجهها صحافيون حول ما إذا كان الدبلوماسي، الذي كان مسؤولاً عن الملف الصومالي في سفارة بلاده في نيروبي، نقل الى تشاد كعقوبة على انتقاداته.

وذكرت تقارير نشرتها الصحف الاميركية امس، أن واقعة مايكل زوريك تدل على وجود «تباين حاد» في وجهات النظر داخل الخارجية الاميركية حول الوضع في الصومال. واشارت هذه التقارير الى أن مايكل زوريك كان يعارض خططاً اميركية استخباراتية لملاحقة اشخاص يعتقد ان لهم علاقة بتنظيم «القاعدة»، وذلك بتقديم دعم مالي لأمراء حرب من بينهم وزراء في الحكومة الصومالية الحالية.

ولم تعلن واشنطن حتى الآن تأييداً علنيا لأمراء الحرب، لكنها قالت إنها ستعمل مع أية جهة تعتقد أنها يمكن أن تكون حليفة في حربها واسعة النطاق ضد الارهاب. وكان الدبلوماسي مايكل زوريك عمل من نيروبي على تشجيع تشكيل حكومة صوالية تضم تحالفاً واسعاً عام 2004، لكن هذه الحكومة الضعيفة ظلت تتخذ من مدينة «بيدوا» مقراً لها بعد ان لم تستطع التحرك نحو العاصمة مقديشو الواقعة تحت سيطرة الميليشيات وأمراء الحرب. وقتل حوالي 320 شخصاً في القتال الدائر حالياً في مقديشو بين مليشيات اسلامية تطالب بتطبيق الشريعة عبر محاكم اسلامية، وأمراء حرب يطلقون على أنفسهم اسم «التحالف المناوئ للإرهاب»، وهي المجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة. وما يزال القتال دائراً في العاصمة الصومالية، خاصة في شمال شرقي مقديشو.