أفغانستان: البرلمان يطالب بمحاكمة الجنود الأميركيين.. وعودة التوتر إلى الجنوب

التحالف يقول إن جنوده أطلقوا النار على متظاهري كابل «دفاعا عن النفس»

TT

وافق مجلس اللويا جيرغا الافغاني (البرلمان) على مقترح يدعو الحكومة الى محاكمة الجنود الاميركيين المسؤولين عن حادث سير تسبب الاثنين الماضي في اسوأ اعمال عنف وشغب تعرفها كابل منذ سنوات، في وقت افاد مسؤولون بان مقاتلي طالبان قتلوا 12 على الاقل من افراد الشرطة وخطفوا نحو 40 آخرين في هجومين منفصلين في جنوب البلاد.

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» للانباء الاميركية عن صالح محمد سلجوقي، مساعد رئيس البرلمان قوله ان المشرعين تبنوا المقترح غير الملزم الثلاثاء بعد مناقشاتهم الاحداث الدامية التي شهدتها كابل الاثنين. واوضح سلجوقي ان المقترح يقول «ان اولئك المسؤولين عن الحادث يجب تسليمهم الى السلطات القضائية الافغانية».

وجاء هذا في وقت عاد الهدوء الى العاصمة الافغانية امس في اعقاب اعمال الشغب الدموية، التي فرضت السلطات بسببها حظراً للتجوال خلال الليل. كما يأتي بعد تأكيد متحدث باسم التحالف في افغانستان ان جنود التحالف الذين فتحوا النار خلال تظاهرات الاثنين اثر حادث السير كانوا «في وضع الدفاع المشروع عن النفس»، غير ان المتحدث الكولونيل الاميركي توم كولينز، نفى خلال مؤتمر صحافي بكابل ان يكون الجنود اطلقوا النار مباشرة على الحشد الغاضب الذي راح يرشق الجنود بالحجارة، وهو ما رواه العديد من الشهود منذ الاثنين. وقال الكولونيل ان شريط فيديو عن الحادث يظهر ان الجنود اطلقوا النار «فوق الحشد»، الا انه اشار الى ان هذه ليست سوى «العناصر الاولى» من تحقيق جار.

ويقول مسؤولون افغان ان خمسة اشخاص قتلوا في حادث السير الذي سببته شاحنة قال الجيش الأميركي ان مكابحها اصيبت بعطب اثناء نزولها من تل. وقد تسبب الحادث في مظاهرات عنيفة قتل فيها سبعة اشخاص. لكن كولينز قال ان الوزارات الافغانية ابلغت الجيش الاميركي بأن العدد الاجمالي للقتلى في الحادث واعمال الشغب بلغ 20 شخصا.

الى ذلك، قال مسؤولون امس ان مقاتلي حركة طالبان قتلوا 12 على الاقل من افراد الشرطة الافغانية وخطفوا نحو 40 منهم في هجومين منفصلين في جنوب البلاد. ففي اقليم زابول (جنوب) قتل محمد رسول المسؤول البارز بالشرطة وأصيب اربعة اشخاص منهم مسؤولان محليان كبيران بجروح بعد ان أطلق افراد من طالبان صاروخا على سيارتهم الليلة قبل الماضية. وقال يوسف ستانيزاي المتحدث باسم وزارة الداخلية: «كانوا ضمن التعزيزات التي ارسلت لمساعدة مجموعة من الشرطة على الطريق السريع تعرضوا لهجمات من جانب طالبان على احد طرق زابول». وقال مسؤول في زابول طلب عدم نشر اسمه ان أكثر من عشرة من رجال الشرطة قتلوا في الهجوم الذي شنته طالبان. كذلك، قال مسؤول في كابل طلب عدم نشر اسمه هو الآخر ان الغارة على زابول جاءت بعد بضع ساعات من هجوم طالبان على قاعدة للشرطة في منطقة تشورا في اقليم اوروزغان المجاور وخطفها نحو 40 من رجال الشرطة. وقالت وكالة «رويترز» ان مراسلها في المنطقة تلقى اتصالا هاتفيا من مجهول عرف نفسه بأنه الملا أحمد، أحد قادة طالبان، وقال ان المقاتلين احتجزوا رجال الشرطة كرهائن وان قيادة طالبان ستقرر مصيرهم. وأكد ان طالبان قتلت 12 شرطيا في الهجوم قبل ان تخطف الباقين. كذلك، قال رئيس شرطة ولاية اوروزغان، حجي رضا خان، ان المقاتلين سيطروا الليلة قبل الماضية على المقر العام للشرطة وعلى مبنى حكومة ولاية شورا في الاقليم وارغموا قوات الامن على الفرار بعد معارك استمرت بضع ساعات. وأضاف قائلاً: «سيطروا خلال الليل على المقر العام لكنهم رحلوا صباحا» و«وسط المحافظة هو حاليا منطقة مهجورة، لكننا نستعد للعودة اليه فور حصولنا على تعزيزات». ويجري حاليا نشر قوة هولندية من نحو 1300 عنصر في اوروزغان للمساعدة على ارساء الاستقرار وتعزيز وجود الحكومة المركزية وسلطتها.

وتأتي أعمال العنف في زابول واوروزغان وسط سلسلة من العمليات التي قامت بها قوات التحالف في الجنوب على مدى الاسبوعين الماضيين، وقتل فيها نحو 350 شخصا غالبيتهم في غارات جوية. وكانت غالبية القتلى من عناصر طالبان الا ان بينهم ايضاً العشرات من رجال الشرطة و17 مدنيا على الاقل وأربعة من افراد القوات الاجنبية. وتعد هذه الاضطرابات الاعنف من نوعها من اطاحة قوات التحالف بنظام طالبان في اواخر عام 2001.