بعد عمليات الترحيل.. مسلحون يرغمون عوائل على البقاء في مناطقهم ببغداد

TT

كشف رئيس لجنة المهجرين في مجلس محافظة بغداد الشيخ مازن الشيخاني، أن آليات التهجير اختلفت تماما خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأصبح التهديد يتم لإجبار العوائل على البقاء بدلا من إجبارها على الرحيل.

واعتبر الشيخاني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» هذه الظاهرة تطورا ايجابيا «يبشر بخير». وأضاف «أن آخر المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن خطباء وأئمة الجوامع في منطقة اللطيفية قاموا بأداء صلاة مشتركة حضرها جمهور غفير من السنة والشيعة، كما أن هناك معلومات نقلت إلينا من عوائل شيعية تقطن في مناطق أبو غريب واللطيفية والطارمية ومناطق أخرى، تفيد بأن مجاميع مسلحة، قامت بإبلاغ كافة العوائل الشيعية الساكنة في هذه المناطق بأنهم إذا رحلوا فسيعدون أعداء لهم، وأنهم سيقاتلون كل من سيرحل عن هذه الديار، وان بقاءهم أسلم لهم، وأنهم يجب أن يتعاهدوا على أن يتحمل الكل أي الشيعة والسنة ما يحصل خيرا كان أم شرا، وبالمقابل ستقوم هذه الجهات بحمايتهم وتأمين سير حياتهم في تلك المناطق».

كما ذكر الشيخاني أنه شخصيا ساعد على «منع رحيل أكثر من عشر عوائل سنية في إحدى المناطق وعن طريق الاستعانة ببعض شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة، الذين أقنعوا تلك العوائل بالعودة الى مساكنها»، مؤكدا أن هذا «يعد منعطفا إيجابيا في ظاهرة التهجير الذي حدث نتيجة تدهور الوضع الأمني في تلك المناطق، وأيضا يقع جزء كبير من اللوم على عاتق الدولة والمؤسسات الدينية؛ فلو عدل الخطاب السياسي والديني لما حدث الذي حدث».

وبنفس الاتجاه علمت «الشرق الأوسط» أن مجلس محافظة بغداد قام بدراسة هذه الظاهرة، وقرر أن يعقد مؤتمرا جماهيريا ضخما يدعو إليه رجال دين وشيوخا من السنة والشيعة، بهدف إشاعة روح المحبة والتعاون ووضع حد لعمليات التهجير التي طالت، وبحسب آخر إحصائية أعلن عنها رئيس لجنة التهجير، (15) ألف عائلة، أي ما يزيد على مائة ألف فرد ومن مختلف المناطق، وأكثرها تلك التي حدثت في العاصمة بغداد وضواحيها.