تيمور: اضطرابات جديدة.. والمتمردون يرفضون إجراءات التهدئة الرئاسية

TT

ديلي ـ أ.ف.ب: رفض زعيم الجنود المتمردين في تيمور الشرقية الفريدو رينادو امس الاجراءات الرئاسية التي تهدف الى إعادة الهدوء الى البلاد، بينما اندلعت مواجهات عنيفة مجددا في العاصمة ديلي. وتوجه نحو ثلاثين شابا معظمهم ملثمون الى سوق في الهواء الطلق قرب مطار ديلي يشجعهم رجل على درجة نارية يهتف: «هاجموهم.. هاجموهم». واحرق الشبان ثماني عربات ومبنى ومحلا تجاريا ومنزلا كانت كلها خالية عند وقوع الهجوم. وكما في الايام السابقة لم تسفر الحوادث عن سقوط ضحايا وتوقفت فور وصول قوات حفظ الامن الدولية التي قامت بتفتيش الشبان وتجريدهم من اسلحتهم.

وجاء هذا بعد هدوء ساد المدينة صباح امس إثر اعلان الرئيس شانانا غوسماو تولي القيادة الكاملة للجيش والامن وعزل وزيري الدفاع روكي رودريغيز والداخلية روجيرو لوباتو المتهمين بأنهما لم يتمكنا من تجنب اندلاع العنف. لكن زعيم الجنود المتمردين البالغ عددهم حوالي 600 (حوالى اربعين في المائة من القوات التيمورية) الفريدو رينادو رأى ان تولي غوسماو قيادة الجيش «خطأ»، وطالب برحيل رئيس الوزراء ماري الكاتيري. وقال رينادو لوكالة الصحافة الفرنسية من قاعدته خارج مدينة ديلي: «هذا ليس حلا. الكاتيري مجرم ويجب ألا يسمح له بالبقاء على رأس الحكومة. الرئيس ارتكب خطأ». وكان الكاتيري اقال في نهاية ابريل (نيسان) الماضي رينادو والجنود الـ 600 الذين فروا تعبيرا عن احتجاجهم على ما يعتبرونه تمييزا بحقهم. واثار اجراء معاقبة رينادو والجنود انتقادات عديدة وجهت الى رئيس الوزراء واعتبر كثيرون انه تسبب في اندلاع العنف. وكان رئيس الوزراء يتولى فعليا قيادة الجيش الا انه نفى ان يكون حرم من هذه المهمة، موضحا ان الفوضى السياسية تعم كل البلاد. واضاف في حديث لاذاعة «ايه بي سي» الاسترالية ان «الدفاع والامن جزء من الحكومة حتى الآن وانا رئيس الحكومة». وفي مواجهة استمرار الازمة، دعت جهات مهمة مانحة للبلد الصغير، وخصوصا استراليا والاتحاد الاوروبي في بيان «كل الاطراف الى انتهاز فرصة الحوار للتوصل الى حل سلمي». وكتب المانحون ان التقدم الذي تحقق منذ استقلال تيمور الشرقية في 2002 «يجب ألا يمحى بسبب اعمال العنف». ونشر نحو 2250 من العسكريين الاستراليين والنيوزيلنديين والماليزيين في عطلة نهاية الاسبوع ويفترض ان يصل 120 دركيا برتغاليا اليوم. ومنذ انتشار هذه القوات لم يسجل سقوط قتلى، في حين قتل نحو 20 شخصا الاسبوع الماضي.