منظمة الصحة العالمية : خمسة ملايين يموتون سنويا من التدخين

تحذير أسترالي.. احترس من إلقاء أعقاب السجائر في الشوارع

TT

أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان نشرته امس في جنيف بمناسبة اليوم العلمي لمكافحة التدخين ان ما يقل عن خمسة ملايين انسان يموتون سنويا من جراء التدخين، وان عدد المدخنين في العالم قارب مليارا و200 مليون انسان ارتفعت فيها نسبة النساء الى 30 بالمائة. وفي سويسرا مقر منظمة الصحة العالمية منع كافة الموظفين من التدخين، واجبرت المنظمة موظفيها من الخروج في البرد والمطر الى خارح المبنى لكي يدخنوا.

وتطبيقا للاتفاقية الدولية لمنع التدخين التي ابرمت في منظمة الصحة العالمية العام الماضي، اعلنت احدى كانتونات سويسرا منذ ايام منع التدخين للشباب بالقوة، ويسري هذا القرار على كافة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما. وقد اعلنت سلطات كانتون ـ ارتنين ستونبهول ـ في القطاع الألماني السويسري ان الشرطة ستغرم كل فتى تجده يحمل سيجارة ويدخن في الشارع، وسيسري مفعول هذا القرار في غضون ثلاثة اسابيع. وقال عمدة مدينة ـ هانويل كومير ـ ان صحة شبابنا في خطر ولن ندع كبريات شركات التبغ تثرى على حساب صحة الأجيال. وقد اثار قرار العمدة استياء لدى الشبيبة واعتبروه مساسا بالحرية الشخصية وحقوق الإنسان. ويقول البيان من الكانتون: «ان أضرار التدخين السلبي على المارة لا يمكن استدراكها الا بمنع التدخين» وقد منع العمدة ايضا تعاطي الكحول، وقال: «لقد اعطيت أوامري للشرطة بتطبيق القرار وانا مسؤول عنه»، واضاف في البيان «نحن ندعو الأهالي للتعاون معنا للقضاء على آفة التدخين» حسبما جاء في البيان. وقد تصل غرامات المخالفين الى العقوبة بدفع مبلغ 5000 فرنك اذا ما شوهد مرة اخرى يخالف احكام القرار... ويعيش في مدينة ارتنين 5500 نسمة وسيواجه عمدة المدينة مسؤولياته امام 660 تلميذا في المدينة، قائلا: «انا لا اطبق قرارا إلا لصالح صحة الشباب» ناصحا الأهل بالتعاون لتطبيق هذا القرار، وحتى الآن لم يقدم احد المواطنين باحتجاج على هذا القرار، لكن عمدة المدينة قال «لا اريد ان يموت اطفالنا بين 5 ملايين إنسان يموتون كل عام نتيجة التدخين». بالمقابل اعلنت احدى منظمات حماية البيئة في جنيف انها ستنظم مسابقة اعتبارا من الخامس من يونيو (حزيران) المقبل تمنح فيها جائزة تقدر بخمسة آلاف فرنك سويسري لمن يتخذ قرارا فوريا بوقف التدخين ولمدة شهر تجريبي، وبدأ المدخنون يسجلون اسماءهم ويتصلون مع المنظمة المعنية.

كما وزعت منظمة الصحة العالمية في جنيف تعميما الى كافة الحكومات تطلب فيه اعطاء هذا اليوم الأهمية اللازمة بمنع إشهار التدخين والوقوف امام باعة السجائر والمطالبة بإتلاف علبهم. ومن الدول العربية التي اتخذت قرارات جريئة السعودية التي أصدرت الأوامر بمنع التدخين في المكاتب الحكومية والمصالح والمؤسسات الحكومية والعامة ومنع الإعلان أو الدعاية للسجائر في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة إضافة لفرض رسوم جمركية زائدة على استيراد التبغ.

وفي بروكسل، قال معهد الاحصاء الاوروبي في بيان وزع امس ان عدد المدخنين في دول الاتحاد الاوروبي الـ25 بالاضافة الى خمس دول اخرى مرشحة للحصول على عضوية الاتحاد قد تراجع الى نسبة 27% بعد ان كانت النسبة قد وصلت في عام 2002 الى 30 %.

وقال البيان ان هناك 80% من الأوروبيين يساندون حظر للتدخين في الاماكن العامة والمكاتب والمصالح العامة، ويرى 40% من الاوروبيين ضرورة حظر التدخين في المقاهي. وفي بلجيكا هبط عدد المدخنين من صغار السن الذين تقل اعمارهم عن 17 عاما ووصلت نسبة هؤلاء الى 12% بين اقرانهم بعد ان كانت النسبة العام الماضي قد وصلت الى 15%.. جاء ذلك في نتائج دراسة محلية أجريت على اكثر من 2300 صبي بلجيكي في تلك المرحلة، وأضافت الدراسة ان نسبة التدخين والمدخنين قد تراجعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الاخيرة وقد سجلت نسبة التراجع بين الشبان خلال مرحلة التعليم الاعدادي والمراحل الاولى من التعليم الثانوي حيث تراجع عدد المدخنين من 33% الى 15%.

وفي استراليا، فاض الكيل بسيدني، ثاني كبرى المدن، من المدخنين المستهترين الذين يلقون أعقاب سجائرهم في الشوارع. وتزامن اليوم العالمي لمكافحة التدخين مع بدء انتشار فريق مكون من 30 فردا يرتدون ملابس مدنية في شوارع سيدني في اطار حملة لمكافحة التدخين والقاء النفايات.

ويفرض أفراد الفريق الذين أطلقت عليهم وسائل الاعلام المحلية اسم «مكافحو الاعقاب» و«قوة مكافحة الاعقاب» غرامة على المدخنين الذين يلقون أعقاب سجائرهم في الشوارع لا في سلال القمامة قيمتها 60 دولارا استراليا (45 دولارا اميركيا).

وتقفز الغرامة الى 200 دولار استرالي للمدخنين الذين يلقون سجائرهم مشتعلة. وقالت مونيكا بارون القائمة بأعمال الرئيس التنفيذي للمدينة ان 45 مدخنا دفعوا غرامات في الاسابيع الماضية لالقائهم أعقاب السجائر عشوائيا.

وأضافت أن اكثر من 15 الف عقب سجائر كانت تلقى يوميا في المدينة عام 2005 وان الكثير منها وجد طريقه الى مصارف مياه الامطار التي تصب في مرفأ سيدني ذي الشهرة العالمية.

وقالت بارون في بيان «المنهج الصارم الجديد الذي لا نعتذر عنه يهدف الى تقليل الملايين من أعقاب السجائر التي تنثر في شتى أنحاء المدينة كل يوم وهو ما يضر بالمجاري المائية». ويقدر مسؤولون أن نحو 32 مليار عقب سجائر ألقيت بشكل غير لائق في شتى أنحاء استراليا عام 2005. وقالت وسائل اعلام محلية ان بعضا ممن ضبطوا متلبسين دفعوا الغرامات. وفي نيوزيلندا، شن سياسي من طائفة الماوري امس حملة بهدف فرض حظر شامل على التدخين المسؤول عن ثلث عدد الوفيات بين السكان الاصليين. واستهل هوني هارايويرا امس بإعلان أنه يجهز وثيقة لجعل إنتاج وتصنيع وبيع منتجات التبغ غير مشروعة، وكذا طرح عريضة في جميع أنحاء البلاد تحث على تبني مشروع الوثيقة.

وبوصفه عضوا في حزب الماوري المعارض فإنه ليس ثمة ضمان بأن الحكومة ستدعم اقتراحه المتشدد، ولكن الائتلاف بقيادة حزب العمال يحظر بالفعل التدخين في جميع أماكن العمل والمقاهي والحانات والمطاعم ويدعم حملة على مدى خمس سنوات للحد من استعمال التبغ. ويعلم المناهضون للتدخين أن المناوئين لهم سيحاربون حظر التدخين باعتباره قيدا على حقوق الانسان، ولكنهم يقولون إنه على الرغم من أن فرض حظر شامل ربما يبدو مستحيلا إلا أن هذا هو ما حدث عندما دعوا إلى حظر التدخين في الحانات والمطاعم في الماضي.