لبنان: قباني وقبلان يرفضان استغلال الحريات العامة للإساءة إلى رمز ديني

استمرار المساعي لتطويق تداعيات التعرض لأمين عام «حزب الله»

TT

استمرت في لبنان المساعي لتطويق تداعيات التحرك الشعبي الذي حصل ليل الخميس ـ الجمعة احتجاجاً على تناول برنامج «بس مات وطن» الذي تبثه المحطة اللبنانية للإرسال (إل.بي.سي) التلفزيونية الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله، وما رافق هذا التحرك من اعمال شغب وتعديات طاولت مواطنين واملاكاً عامة، خصوصاً في بيروت ومناطق لبنانية اخرى.

وفي هذا السياق، التقى امس مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، كما استقبل المفتي قباني وفداً من «حزب الله».

وقد اكد قباني وقبلان، في بيان مشترك «احترامهما للحريات العامة، خصوصاً حرية التعبير» لكنهما اكدا ايضاً «رفضهما استغلال هذه الحرية للاساءة الى رمز ديني». ودعوا المراجع الرسمية ووسائل الاعلام الى «معالجة موضوع التجريح المرفوض وغير المبرر لشخص السيد نصر الله الذي يجمع اللبنانيون على احترامه ومحبته وتقدير دوره الوطني في تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي».

الى ذلك، قال عبد المجيد عمار، عضو وفد «حزب الله» الذي زار المفتي قباني انه «ينبغي على المعنيين بالشأن الاعلامي العام ان يلتفتوا اكثر الى تطبيق القانون الذي يراعي حرية التعبير. ونحن مع هذا القانون تماماً، على الا يتم استغلاله تحت عنوان حرية التعبير للاساءة الى المقامات والقيادات الدينية والوطنية وخاصة التي تمثل بدلالتها ورمزيتها المقاومة (...) ونحن نستنكر هذه الاساءات التي لا نعتبرها بريئة. ونحن جئنا لنضع سماحة المفتي في الوقائع الميدانية التفصيلية من خلال المواكبة التي قام بها حزب الله في ضبط الامور».

وقال عمار رداً على سؤال: «كنا نحب ألا يكون وزير الاعلام (غازي العريضي) طرفا في هذه المشكلة. واعتقد انه كان هناك فلتان كبير جداً في الوسط الاعلامي. والكثير من الاطراف تحاول بث بذور الفتنة. والإعلام يشكل في حال عدم ضبطه الاداة التي يمكن ان تساعد على هذا الامر».

من جهته، قال البطريرك الماروني نصر الله صفير: «ان ما شهدناه في بحر الاسبوع الفائت لا يدل على اننا نحترم كرامة الانسان، لا بل يدل على العكس من ذلك ان مجتمعنا لا يزال يعاني من مرض نقصان المناعة».

وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في تصريح ادلى به امس: «رأينا بالأمس كيف انه من خلال رسم كاريكاتوري لشخص يملك صفة دينية لكنه سياسي (نصر الله) انطلق الشغب في البلد. ورأينا كيف ان ما يسمى القادة الملهمين وغيرهم من الاحزاب الكلية وفي الانظمة الكلية كيف ذبحوا الحرية والتنوع. التنوع هو مستقبل لبنان ومستقبل العالم العربي لأنه من خلال التنوع نحترم الرأي الآخر».

من جهته، قال النائب علي بزي (حركة «امل»): «ان من يتوهم او يعتقد ان المخطط الذي يستهدف لبنان والمنطقة سيكون هو بمأمن منه واهم». واكد «ان محاولات البعض لاستدراج عروض الفتن الطائفية والمذهبية هي محاولات سوف ترتد على الجميع».

وقال عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النيابية، النائب عباس هاشم: ان القصد مما بثه برنامج «بس مات وطن» الاسبوع الماضي «كان ضرب رمز المقاومة او ما يسمى بالحالة الشيعية. وهنا لا اريد ان اتهم المعد والمخرج شربل خليل ولا ان ابرئه. ولكن ما حصل في هذا البرنامج هو بداية المس بالهالة الشخصية. وهذا لا يجوز على مستوى الاخلاق وعلى مستوى المبادئ والقيم. الكل يتحدث عن حرية التعبير ونحن لا نتحدث عن نقد الفكر السياسي او نقد الاداء او النهج، لان هذا حق مكتسب، لكننا نتكلم عن كرامات الناس التي ليست ألعوبة بيد احد».

اما وزير الصناعة بيار الجميل فقال: «المؤسف انه للمرة الثانية على التوالي خلال اشهر قليلة نلمس وجود ارادة خارجية لا تزال تعمل على احياء الفتن بين اللبنانيين وتوريط الدولة مجدداً في صراعات داخلية لدفعها الى اتخاذ مواقف وخطوات لا ترغب في الوصول اليها، بينما المطلوب من جميع اللبنانيين الدفاع عن مشروع اعادة بناء الدولة واستكمال المسيرة الاستقلالية التي دفعنا ثمنها الكثير من الشهداء والتضحيات».