اسكوتلنديارد تواصل البحث عن «قنبلة قذرة» مزودة بغاز السيانيد

نقل عبد القهار من المستشفى إلى مركز بادنغتون جرين.. و«الغرباء» الأصولية تنفي عضوية المشتبهين في صفوفها

TT

قال محامي أحد الشقيقين، المتهمين بالتخطيط لصنع قنبلة كيماوية لشن هجوم في بريطانيا، إن موكله نفى أي ضلوع له في هذا المخطط، فيما واصلت الشرطة تفتيش منزله.

واعتقل عبد الخير الرجل البالغ من العمر 20 عاما خلال غارة فجر يوم الجمعة الماضية حين داهم 250 ضابط شرطة ارتدى بعضهم سترات واقية من المواد الكيميائية منزله بمنطقة فوريست جيت بشرق لندن. وأصيب أخوه عبد القهار كلام البالغ من العمر 23 عاما بالرصاص في كتفه خلال الغارة التي هي واحدة من كبريات الغارات منذ الهجمات الانتحارية التي شهدتها لندن في يوليو/ تموز، غير أن الشرطة قالت انها لا صلة لها بهذه الهجمات.

وقالت مصادر بالشرطة، إن معلومات مخابرات أشارت الى أن المنزل ربما كان استغل في تصنيع قنبلة سامة لشن هجوم في بريطانيا.

وقالت اسكوتلنديارد امس انها تركز بحثها على المنزل الواقع في منطقة فوريست جيت في شرق لندن وتسكنها أعراق مختلفة وبها عدد لا بأس به من المسلمين. وقامت الشرطة بعمليات «تفتيش محدودة» اول من امس في اماكن عمل المشتبه فيهما.

وقال جوليان يانج محامي عبد القهار، المتهم البالغ من العمر 20 عاما للصحافيين «موكلي ينفي اي ضلوع في ارتكاب أو الاعداد أو التحريض على اعمال ارهابية او اي شيء له صلة بالمتفجرات أو الاسلحة». وقالت مصادر مقربة من الشرطة البريطانية ان الرجل الذي اصيب بطلق ناري في كتفه نقل امس من مستشفى بارك رويال الى مركز شرطة بادنغتون جرين بوسط لندن للتحقيق معه. وأضاف المحامي «حتى الآن لم أر أي أدلة تظهر ضلوع موكلي. ليست هناك أدلة بالمعنى الحرفي للكلمة».

وقال مصدر بالشرطة، ان ضباطا يبحثون عن «عبوة كيميائية قابلة للاستخدام «يمكن أن تقتل، ألا وهي قنبلة تقليدية مزودة بمواد سامة من غاز السيانيد».

وقال يانج انه لم يحصل على تفاصيل عن المخطط المفترض. كما رفض تقارير صحافية أشارت الى أن موكله أصاب شقيقه بالرصاص في معركة مع الشرطة. وأضاف «على حد علمي فان هذا عار عن الصحة».

الى ذلك ذكرت تقارير صحافية أن الحملة الكبيرة التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن في اليومين الماضيين ترجع إلى توفر معلومات لدى المخابرات البريطانية حول وجود تخطيط لشن هجوم باستخدام مادة السيانيد السامة.

وقالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية في عددها الصادر امس، إن مخبر من اصدقاء المشتبهين ابلغ المخابرات البريطانية ان الشقيقين من اصول بنغالية كانا يعدان «قنبلة قذرة» مزودة بمواد سامة.

وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء توني بلير كان على علم من المخابرات بتفاصيل العملية ومخاطرها قبل اقتحام شقة المشتبه فيهما واعتقالهما.

في الاطار نفسه علمت الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية أن أحد أصدقائهما أبلغ عنهما بعد ما سمع حوارا بينهما حول كيفية تعبئة برميل من المادة السامة.

وجاءت التحريات بعد ذلك لتزيد الشكوك حول وجود المادة التي قد يتسبب انفجارها في تكوين سحابة سامة كبيرة فوق منطقة واسعة. وشنت الشرطة العملية بمساندة الاستخبارات الداخلية (ام آي 5) ورجال الاطفاء وفريق للحماية الصحية». وقالت متحدثة باسم شرطة اسكتلنديارد في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط» امس «ان البحث سيتواصل. قلنا اننا نعمل بناء على معلومات مخابرات». واضافت ان المتهم المصاب (عبد القهار كلام) تم نقله من المستشفى الى مركز شرطة بادنغتون جرين لبدء التحقيق معه، بعد ان استقرت حالته.

وقال مصدر بالشرطة ان ضباطا يبحثون عن «عبوة كيميائية قابلة للاستخدام» يمكن أن تقتل، الا وهي قنبلة تقليدية مزودة بمواد سامة من السيانيد»، وهو ما يفسر حضور ممثلين عن قطاعات صحية اثناء عملية المداهمة. ومن جهتها رفضت حركة «الغرباء»، التي كان يتزعمها القيادي الاصولي عمر بكري الذي سافر الى بيروت بعد هجمات لندن يوليو/ تموز الماضي، ومنعت الحكومة البريطانية عودته، مزاعم صحافة التابلويد بان الشقيقين البنغالين اعضاء في الحركة الاصولية. وقال بيان من «الغرباء» التي حلت محل «المهاجرون» اكتوبر (تشرين الاول) الماضي ان اجهزة الاعلام يجب ان تبحث عن الادلة التي استدعت حملة المداهمات الكبيرة ضد منزل مسلم بريطاني. الى ذلك، رفضت لجنة شكاوى الشرطة المستقلة التي تحقق في واقعة اطلاق الرصاص امس التعقيب على تكهنات نشرتها صحف بأن الرجل أصيب بالرصاص في معركة مع الضباط وأن الشرطة لم تطلق الرصاص.

وقال متحدث باسم اللجنة «تحقيقنا في الظروف المحيطة باطلاق الرصاص مستمر». ولم يستطع المتحدث تحديد المدة التي سيستغرقها التحقيق. وقالت كيت روكسبيرج محامية الرجل المصاب أول من أمس ان الشرطة أطلقت النيران عليه دون سابق انذار.

وتسلطت الاضواء على الشرطة البريطانية المسلحة منذ قتلت بالرصاص برازيليا بريئا يدعى جان شارل دي مينيسيز بعد أسابيع من التفجيرات الانتحارية التي وقعت في العاصمة البريطانية لندن العام الماضي حيث تعرفوا على هويته خطأ على أنه أحد منفذي التفجيرات. وقال المحامي يانج ان القضية أعادت الى ذهنه واقعة قتل مينيسيز بالرصاص. وقال اسان رحمن المتحدث باسم أسرة تسكن في منزل مجاور، كان افرادها قد احتجزوا ثم أطلق سراحهم فيما بعد لـ«رويترز»: ان الرجلين المعتقلين أخوان ومسلمان يعود أصلهما الى بنغلاديش.

وقالت الشرطة انها لم تعثر على ما يثير الريبة خلال تفتيش اولي للمنزل وان الجيران ليسوا معرضين للخطر.

وقال كتيب اصدرته وزارة الصحة البريطانية عام 2004 ضمن مكافحة مخاطر الحرب البيولوجية للارهابيين، ان السيانيد من اخطر المواد غير العضوية السامة للانسان، اذ يمكن ان يؤدي الى الموت خلال ثوان معدودة بسبب نقص الاكسدة الخلوية التي تصيب الخلايا. ويوجد السيانيد على شكل غاز هيدروجيني او على شكل صلب. ويحتاج الانسان الى كمية لا تتجاوز 0.2 من الغرام ليلقى حتفه المباشر خلال ثوان. يؤدي استنشاق السيانيد الى تسمم الجسم عن طريق ايقاف عمليات الاكسدة الخلوية وموتها، قبل ذلك يعاني الانسان من اعراض سريرية متعددة نذكر منها: الشعور بالدوخة والغثيان والتقيؤ وفقدان الوعي وبالنهاية توقف القلب والموت المفاجئ. واشارت الدراسات الحديثة الى ان استنشاق 200 الى 500 جزء من هيدروجين السيانيد موجودة في مليون جزيء من الهواء لمدة30 دقيقة، تؤدي الى موت الانسان.