أميركية تصطاد الأصوليين على الإنترنت بصور قطع رؤوس

قالت إن هذه الصور كموسيقى الروك للمتطرفين

TT

تسترعي الاميركية شانين روسميلر عبر الإنترنت انتباه الأشخاص الذين هم مشاريع كي يصبحوا إرهابيين، عن طريق إلصاق كليبات فيديو مع رسائلها الإلكترونية تصور غربيين أثناء قطع رؤوسهم. وقالت روسميلر «إنهم ينجذبون بقوة حينما يشاهدون أعمال قطع الرؤوس. فبالنسبة لهم هذه الفيديوات شبيهة بأفلام موسيقى الروك. أنا دائما أعطي انطباعا بأنني واحدة منهم». المظاهر الخارجية خادعة. وفي ثانويتها بولاية مونتانا كانت تقود المشجعين في المباريات. والآن في سن الخامسة والثلاثين، هي أم لثلاثة أطفال وتعمل بدوام جزئي مساعدة قانونية وقاضية في المحكمة المحلية مقابل راتب سنوي قدره 23 ألف دولار.

وهي منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 وجدت عملا ليليا بلا أجر، يعتمد على استخدام الإنترنت للعثور على المشتبه في تورطهم بالإرهاب، وهي تقوم بالبحث عنهم في الليل بينما تكون عائلتها نائمة. ويبقي زوجها التقني راندي المتخصص بإنشاء الشبكات ثمانية كومبيوترات مع نظامين للنطاق الواسع تعمل في البيت.

وإذ تقدم نفسها باعتبارها ناشطة للقاعدة عبر الإنترنت، فإنها ساعدت رجال الاستخبارات الأميركيين بنصب كمائن لمسك أميركيين، أحدهما من الحرس الوطني يعمل في ولاية واشنطن وتمت ادانته بتهمة التجسس، والآخر من بنسلفانيا قال المدعون العامون في قضيته، إنه كان يسعى لتفجير منشآت نفطية. وتمت إدانة الحارس الوطني في عام 2004. وكانت روسميلر الشاهد الأساس ضد الشخص من الحرس الوطني، الذي يقضي الآن حكما بالسجن المؤبد، وقيل لها إنها ستدعى كشاهد في قضية الرجل من بنسلفانيا. وتركز نشاطات روسميلر على المشتبه فيهم من الأجانب، حسبما قالت. وتمكنت من تسليم المحققين الفيدراليين 60 مجموعة معلومات حول مشتبه فيهم يعيشون خارج الولايات المتحدة.

وقدمت لصحيفة «واشنطن بوست» مئات الصفحات من رسائل إلكترونية تبادلتها مع من يريدون أن يصبحوا «جهاديين» خارج الولايات المتحدة. وقالت روسميلر إنها تلتقي كل أسبوع بمسؤولين استخباريين في مونتانا. وهم يقدمون بدورهم ملاحظاتهم حول مدى فائدة المعلومات التي تقدمها لهم. وقالت إن ضباط الاستخبارات الخارجية قد اعتقلوا أكثر من 12 شخصا ساعدت هي في الكشف عن هويتهم. وأصبح عمل روسميلر الليلي مكشوفا للعلن في عام 2004، حينما شهدت ضد الجندي رايان أندرسون، الذي يعمل ضمن الحرس الوطني في قاعدة لويس واش. وقالت روسميلر إنها رصدته يوم 6 أكتوبر (تشرين الاول) 2003، حينما ظهر وهو يكتب بالإنجليزية على ندوة إنترنت بالعربية. ويبدو أنها أقنعته بكونها عضوا بالقاعدة وكتب هو لها ردا على رسالتها طالبا «هل هناك امكانية لأخ هو موجود الآن مع الطرف المخطئ أن ينتمي ثم يهرب لاحقا؟» وتم إيقاف اندرسون قبل ستة أيام من إرسال وحدته إلى العراق. وكانت روسميلر الشاهد الأساس في المحكمة العسكرية، وخلال ذلك نشرت رسائلها الإلكترونية معه في الصحف. وخلال ساعات قليلة اتصل شخص بلكنة شرق أوسطية بالمحكمة التي تعمل فيها وطلب عنوانها. وفي فبراير (شباط) الماضي، حضرت أيضا للمحكمة بعد أن طرحت نفسها على الإنترنت باعتبارها ميدانيا من القاعدة، وعرضت أموالا لمايكل كيرتس رينولدز الذي قال عنه مدع عام من بنسلفانيا إنه مشتبه في ضلوعه بالتخطيط لتفجير أنابيب للنفط والغاز.

واصطادت روسميلر مشتبهين أميركيين في الإرهاب، بينما كانت تهيئ الطعم لاصطياد سمكة كبيرة: متطرفون يتكلمون العربية من الشرق الأوسط وباكستان. وللعثور عليهم قالت إنها ابتكرت صنارة تتكون من شخصيات رجالية على الإنترنت. وهؤلاء يقومون بتسليط الشتائم على «الأميركيين القذرين» ويوزعون أفلام فيديو عن قطع الرؤوس على مواقع إنترنت اعلامية، حسبما جاء في مخطوطات الرسائل المتبادلة عبر الإنترنت معهم.

وباستخدام هذه الشخصيات التي تتقمصها تمكنت من تبادل الحوار مع بعض المتطرفين الميالين للكلام. وقالت روسميلر إنها تتحدث بالدرجة الأساسية معهم بالعربية، التي بدأت بتعلمها بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وهي تستخدم أيضا برنامجا للترجمة خاصا بالكومبيوتر، وقالت إن المباحث الاميركية تزودها من وقت إلى آخر بمتحدث لغته الأم هي العربية. وكجزء من أسلوبها باستخدام الإنترنت بدأت تعرض النقود والأسلحة للقتال في العراق لقتل «الكفرة» وقالت إن عملها أدى إلى اعتقال عدة رجال في السنة الماضية تدربوا كي يدخلوا إلى العراق لمقاتلة الوحدات الأميركية إضافة إلى اعتقال أكاديمي من الشرق الأوسط كان يسعى للحصول على تمويل القاعدة.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»