طالبان: لدينا 40 انتحاريا واكتسبنا الخبرة من «القاعدة»

نجاة حاكم قندهار من هجوم انتحاري أسفر عن 4 قتلى بينهم امرأة

TT

نجا حاكم ولاية قندهار الأفغانية امس، من هجوم انتحاري ادى الى مقتل المهاجم وثلاثة مدنيين، في وقت افاد فيه متحدث باسم طالبان، بان الحركة اكتسبت الخبرة من تنظيم «القاعدة» ولديها الآن 40 انتحاريا افغانياً مستعدون لشن هجمات.

وقالت وزارة الداخلية الافغانية، في بيان أرسل الى «الشرق الأوسط»، ان المهاجم فجر سيارته المملوءة بمتفجرات في مدينة قندهار الجنوبية، مستهدفا حاكم الولاية أسد الله خالد، على ما يبدو، مما ادى الى مقتل المهاجم وثلاثة مدنيين ابرياء بينهم امرأة. واضاف البيان، ان الهجوم اسفر ايضاً عن اصابة 13 شخصاً بجروح. وذكر البيان ان المهاجم كان يحاول قيادة سيارته من طراز «تويوتا» الملغومة باتجاه سيارة اسد الله خالد في المنطقة الاولى بقندهار، الا ان الحراس منعوه من الوصول الى سيارة الحاكم ففجر العبوة وسط اشخاص مدنيين عاديين. وقال مسؤولون، ان حاكم قندهار كان يتحرك بسيارته ضمن قافلة للقوات كندية. وتابع بيان وزارة الداخلية، انه لم يتم التعرف على الفور على هوية المهاجم الا ان الشرطة بدأت التحقيق في الامر.

ويأتي هذا الهجوم الانتحاري، بعد سلسلة عمليات مماثلة نفذت غالبيتها في جنوب البلاد. فقد فجر انتحاري نفسه الجمعة وتسبب في مقتل ثلاثة مدنيين في طريق خارج قندهار. وفي اقليم زابل المجاور قتل الجيش الافغاني أربعة من مقاتلي طالبان واعتقل ثلاثة كانوا يختبئون في قرية في منطقة شاه جوي. وفي اقليم باكتيكا الجنوبي، قتل مسؤول صحة بالحكومة المحلية وشقيقه اثناء توجهه للعمل اول من امس. وفي منطقة شمال وزيرستان الحدودية مع باكستان، قتل جنديان وجرح آخرون في اشتباك وقع بين قافلة عسكرية ومسلحين. وقالت وكالة رويترز للانباء امس، ان متحدثا باسم حركة طالبان يدعى قارئ يوسف اتصل بها من مكان مجهول، لاعلان المسؤولية عن أحدث سلسلة من الهجمات الانتحارية في قندهار على مدى الشهور القليلة الماضية. وتأتي هذه الهجمات في وقت يشهد الجنوب الافغاني أشرس معارك بين طالبان من جهة والقوات الافغانية والاجنبية من جهة اخرى منذ اطاحة نظام طالبان في اواخر عام 2001، واسفرت عن مقتل اكثر من 400 شخص. ويتزامن تزايد أنشطة طالبان في الجنوب مع استعداد قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الاطلسي لتولي السيطرة على الاقاليم الجنوبية من القوات التي تقودها الولايات المتحدة.

من جهة ثانية، قالت مصادر هولندية امس، ان تصاعد هجمات طالبان في جنوب افغانستان دفعت البرلمان الهولندي ليناقش من جديد مسألة ارسال قوات هولندية اضافية للمشاركة في مهمة الحلف الاطلسي. واوضحت المصادر ان البرلمان يعتزم خلال الايام المقبلة مناقشة ارسال قوات اضافية في اغسطس (آب) المقبل. وكان الجنرال دايك برلين، احد قادة الجيش الهولندي، قد قال انه لا يستبعد ارسال معدات وقوات اضافية لمواجهة هجمات طالبان. وكانت الحكومة الهولندية قد وافقت في ابريل (نيسان) الماضي قد وافقت على زيادة عدد جنودها في افغانستان ليصل الى 1400 جندي بدلا من 1200.

ونقلت رويترز ايضاً، عن قائد من طالبان قوله «ان الحركة بدأت تكتسب قوة في أفغانستان وهي عاقدة العزم على تكثيف هجماتها ضد القوات الاجنبية والحكومية». واضاف الملا حياة خان ان «الشعب الأفغاني بدأ يتعاون معنا بشكل كامل»، مشيرا الى «غضب الافغان من القوات الاجنبية»، خصوصاً بسبب القصف الذي شنته القوات الاميركية في الآونة الاخيرة على بلدة في جنوب البلاد وادى الى مقتل الكثير من المدنيين.

وقال خان، الذي وصف نفسه بانه قائد لطالبان في منطقة سبين بولداك التابعة لقندهار: «أصبح شعب أفغانستان يضيق ذرعا بالاميركيين. انهم يقتحمون المنازل ويعتقلون الناس بشكل عشوائي ويعذبونهم. هذه الفظائع زادت من الغضب بين أبناء الشعب». وأردف قائلا: «انهم يقدمون لنا المأوى، ويعيروننا أسلحتهم بل ويشاركوننا في الجهاد. حتى الناس داخل الحكومة يتعاونون معنا».

وذكر المتحدث ايضاً أن طالبان تعد انتحاريين وتعهدت بتنفيذ مزيد من الهجمات ضد القوات الاجنبية. وقال: «هناك 40 انتحاريا على الاقل في جماعتي مستعدون للهجمات. كلهم من الافغان». ومضى يقول: «ليس من الصعب الآن اعداد انتحاريين. في الماضي كانت القاعدة تعد طالبان للهجمات الانتحارية، ولكننا اكتسبنا الخبرة الآن. أنا نفسي قادر على تدريب أفراد». وأوضح أن طالبان أقامت معسكرات تدريب في اقليمي هلمند وقندهار، بما في ذلك منطقة سبين بولداك. وقال ايضاً: «سنواصل جهادنا حتى تخرج القوات الاجنبية. لقد زدنا من عدد الهجمات وسنكثفها».

وقالت رويترز، انها اجرت في منطقة تشامان الباكستانية الحدودية المقابلة مع خان، الذي قاد شاحنة صغيرة لمسافة نحو 500 متر حتى يصل الى المكان. واضافت ان المقابلة مع خان اجريت داخل الشاحنة ثم عاد الى أفغانستان من دون حرس. وقال خان: «فرضت باكستان قيودا على المجاهدين بسبب الضغوط الاميركية، لكننا نأتي هنا بالفعل سرا. لا يمكننا التحرك بحرية كما كنا نفعل».

ورفض خان اتهامات الحكومة الافغانية بأن طالبان تشن هجمات من مكان آمن في باكستان، وقال بدون تقديم تفاصيل: «نحن ننظم عملياتنا الخاصة وننفذها داخل أفغانستان وليس باكستان. انها مجرد دعاية ولكننا نحصل بالفعل على المساعدة المالية من الانصار داخل باكستان». وذكر خان أيضا أنه لا يهاب الموت «فقد ضحى شقيقي وعمي بحياتهما في سبيل الله وأنا أيضا مستعد لذلك». وتابع قائلاً: «جميع المسلمين ملزمون بجهاد الكفار مثل اليهود والمسيحيين. نحن ننفذ واجبنا».

واكد ان القائد الاعلى لحركة طالبان الملا عمر «موجود في أفغانستان وهو يرشدنا بشكل كامل». واوضح انه التقاه قبل اطاحة نظام طالبان عام 2001، ومنذ ذلك الحين وهو على اتصال بكبار القادة فقط ونحن نتلقى التعليمات من خلالهم.

الجمهوريون يحركون المواضيع الاجتماعية للهروب من الملفات الحساسة