قبل 5 أشهر من الانتخابات النصفية للكونغرس

TT

قبل خمسة أشهر من الانتخابات النصفية للكونغرس التي يتوقع أن يكون موقع غالبية الرئيس جورج بوش فيها صعبا، قرر الجمهوريون تحريك المواضيع الاجتماعية التي تهم قاعدتهم الانتخابية، بدءا بمسألة حظر زواج مثليي الجنس. ويواجه الكونغرس الكثير من الملفات الساخنة على جدول اعماله، في طليعتها تخصيص أموال بشكل عاجل للعراق وافغانستان ومواصلة عملية اقرار الموازنة وابرام الاتفاق الذي تم التوصل اليه قبل ثلاثة اشهر مع الهند بشأن برنامجها النووي وصولا الى تحريك مشروع بناء مراكز تكرير بهدف خفض اسعار الوقود التي سجلت ارتفاعا كبيرا. وبدل الخوض في هذه الملفات، سيعود اعضاء مجلس الشيوخ اليوم من اسبوع امضوه في دوائرهم الانتخابية للدخول في نقاش حول موضوع ذي قيمة رمزية كبيرة بنظر الناخبين المحافظين، وهو تعديل دستوري يحدد الزواج على انه قران بين رجل وامرأة.

ودعا بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي، اول من امس، الى اجراء تعديل دستوري يعرف الزواج بانه «اتحاد بين رجل وإمرأة من اجل خدمة بعضهما بعضاً وخدمة الآخرين ولتوفير الرفاهية للاطفال واستقرار المجتمع». واعتبر ان «الزواج لا يمكن أن ينفصل عن جذوره الطبيعية والثقافية والدينية».

والمشكلة التي تواجه الجمهوريين في الكونغرس هي أن عدداً من الاعضاء في مجلسي الكونغرس يعتقدون بأن منع زواج المثليين يجب الا يكون بتعديل الدستور، بل عن طريق التشريعات القانونية في الولايات، وان من حق كل ولاية اتخاذ القرار الذي ترغب فيه، مثله في ذلك مثل قضية حظر التدخين في الاماكن العامة.

وكان بوش عبّر في وقت سابق عن معارضته الصريحة لموضوع زواج المثليين، لكنه كان يبدي تعليقات لاذعة ومبطنة حول ظاهرة المثليين نفسها، إذ قال: «أعتقد ان الزواج هو بين رجل وإمرأة، وانا لا اعرف شيئاً عن العلاقات الاخرى». وتعد الولايات المتحدة «محافظة جدا» في التعامل مع مسألة مثليي الجنس مقارنة بأوروبا. وقال بوش في خطابه الاسبوعي إن الناخبين في 19 ولاية سبق لهم ان وافقوا على تعديلات لحماية التعريف التقليدي لرابطة الزواج، مشيراً الى ان القوانين الدستورية في 45 ولاية من مجموع 50 ولاية تعرف الزواج بانه «اتحاد بين رجل وامرأة». ويتوقع ان يكون موضوع منع زواج المثليين قضية ساخنة في ولايات اداهو وساوث كارولاينا وساوث داكوتا وتينيسي وفيرجينيا وويسكونسون خلال الانتخابات النصفية للكونغرس في الخريف المقبل.

ويتهم الديمقراطيون الجمهوريين بأنهم يركزون على قضايا هامشية للهروب من الملفات الساخنة. وفي الوقت الذي يدفع فيه الجمهوريون الكونغرس نحو «جدول أعمال اجتماعي» حافل، يسعى الديمقراطيون الى اجتذاب الناخبين عبر التركيز على قضايا استهلاكية مثل قضية الطاقة وارتفاع سعر البنزين. وكانت هيلاري كلينتون، عضو الكونغرس والمرشحة الديمقراطية الأبرز لانتخابات الرئاسة المقبلة، تحدثت قبل أسبوعين في «نادي الصحافة الوطني» وقصرت حديثها في اللقاء على قضية الطاقة، بل دعت الاميركيين الى العودة «للفحم» بعد ارتفاع أسعار المحروقات.

وتوجد حاليا عدة قضايا اجتماعية أمام الكونغرس، ويسعى الجمهوريون الى البت في بعضها بهدف التأثير على الناخبين. ويأتي هذا تزامنا مع نشر نتائج استطلاعات للرأي أمس تشير الى تراجع كبير في شعبية الرئيس بوش وحزبه.

وفيما تبدي منظمات دينية يمينية مثل «فوكوس اون ذي فاميلي» ارتياحها لمعاودة طرح مسألة زواج المثليين، تستشف منظمات اخرى انتهازية في عودة الاهتمام «بالدفاع عن الزواج التقليدي». ورأى جو غلوفر رئيس منظمة «فاميلي بوليسي نتوورك» ان الرئيس يثبت من خلال انتظاره حتى عشية المناقشة في مجلس الشيوخ لطرح المسألة علنا انه لا يكترث كثيرا بهذا الملف. ولفت الى ان بوش «لم يحرك ساكنا ولم يمارس اي ضغوط ولم يدفع اعضاء مجلس الشيوخ الى الدفاع عن تحديد الزواج على انه قران بين رجل وامرأة، وبالرغم من ذلك يعتقد ان في وسعه إلقاء كلمة عشية عملية التصويت وطمأنة المحافظين وكأنه قام بعمل مهم».