تواصل عمليات انتشال الجثث من المقابر الجماعية في العراق

في إطار التحضير لمحاكمة صدام بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: تشهد الجثث التي يجري انتشالها من مقابر جماعية يتم العثور عليها جنوب العراق، على جرائم نظام صدام حسين في قمع الانتفاضة الشيعية عام 1991.

وانتشلت 28 جثة من مقبرة جماعية اكتشفت اخيرا في جنوب العراق وسيتم ارسالها فيما بعد الى بغداد كأدلة على الجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع صدام حسين.

وزرعت في رمال الصحراء أعلام صفراء صغيرة تشير الى مكان الجثث التي باتت هياكل عظمية لا تزال عليها الثياب التي كان الضحايا يرتدونها عند مقتلهم. ومعظم الجثث موثوقة الأيدي خلف الظهر ومعصوبة العينين ويمكن رؤية الثقوب التي خلفها الرصاص في ثيابها.

واوضح مايكل ترمبل، المسؤول في منظمة الارتباط الاميركية المكلفة جرائم النظام السابق «لدينا في بغداد مختبر للطب الشرعي متطور جدا يسمح لنا باجراء كل التحاليل الضرورية في افضل الظروف». وتقوم المنظمة التي تمولها الولايات المتحدة بمساعدة السلطات العراقية في التحضير لمحاكمة صدام حسين واعوانه السبعة بتهمة ارتكاب جرائم بحق الانسانية.

وينشط فريق من 11 شخصا بينهم اختصاصيون في علم الاثار والانتروبولوجيا الجنائية، في هذه المنطقة الواقعة وسط الصحراء جنوب غربي بغداد حيث أقامَ مخيما على عجل لتحليل مواقع حددت عام 2003 على انها قد تكون تحوي مقابر جماعية تعود الى 15 عاما.

وقمع نظام صدام حسين بشكل دام عام 1991 انتفاضة شيعية جنوب البلاد أعقبت هزيمة الجيش العراقي في الكويت أمام الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وأوضح قاضي التحقيق في المحكمة الجنائية العراقية العليا رائد جوحي متحدثا في موقع المقبرة الجماعية «اشار لنا شهود الى حوالى مئتي موقع تم احصاؤها اليوم لدى وزارة حقوق الانسان».

ويحاكم صدام حسين ومعاونوه منذ 19 اكتوبر (تشرين الاول) الفائت بتهمة تصفية 148 من سكان قرية الدجيل الشيعية ردا على محاولة اغتيال صدام لدى مرور موكبه في القرية عام 1982. وقال جوحي «في ما يتعلق بقمع الانتفاضة الشيعية عام 1991، فان عدد الضحايا يتجاوز مائة الف شخص بحسب الوثائق التي في متناولنا وقد يصل الى 180 الفا بحسب معلومات ما زال يتعين التحقق منها».

وتبدو المقابر الجماعية في جنوب البلاد اقل حجما من المقابر الجماعية الضخمة التي خلفتها عملية الأنفال التي اطلقها نظام صدام حسين عام 1988 ضد الاكراد شمال العراق واوقعت اكثر من مائة الف ضحية، وغالبا ما تحتوي هذه المقابر الجماعية على اكثر من مائتي جثة.

وأوضح ترمبل «ان المقابر الجماعية أصغر حجما في الجنوب حيث كان القمع أقل تنظيما وأبطأ من القمع ضد الاكراد»، مشيرا الى ان «قوات الأمن كانت تعتقل مجموعات صغيرة، من الرجال بشكل اساسي، فتقتلهم ثم تدفنهم على وجه السرعة».

وتم احصاء ما لا يقل عن 18 موقعا موزعا على مسافة سبعة كيلومترات حول المقبرة الجماعية يمكن ان تكون تحتوي على مقابر جماعية اخرى وما زال يتعين تفتيش هذه المواقع، الامر الذي سيزداد صعوبة مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة الى 45 درجة مئوية. وقد يكون احد المواقع حيث بدأت عمليات التفتيش الخميس، يحتوي على ثلاث الى 12 جثة جديدة.