الصين ترحب بحرارة باستخدام السخانات الشمسية.. بعد ارتفاع مبيعاتها في أوروبا

يمكنها العمل في درجة حرارة دون الصفر وفي الأجواء الملبدة بالسحب والضباب

TT

ارتفع سوق بيع سخانات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية في أوروبا بنسبة 18 في المائة في عام 2005 مقارنة مع عام 2004 وذلك حسب عدد الأجهزة المركبة طبقا للارقام التي نشرتها «تيكسول» الخميس الماضي. وما مجموعه 14 مليون متر مربع ( 150 مليون قدم مربع) هي سخانات المياه الشمسية التي تعمل في اوروبا حتى نهاية العام الماضي، بارتفاع 18 في المائة (1.9 مليون متر مربع) في عام 2004). وتأتي المانيا في مقدمة الدول الاوروبية التي تستعمل سخانات المياه الشمسية حيث بلغت 5.6 مليون متر مربع، وفي فرنسا زادت بنسبة 134 في المائة خلال عامي 2004 – و2005.

وفي الصين، يأمل هوانغ مينغ اليوم ان تضع المياه الساخنة مدينة ديتشو على الخريطة مرة أخرى بعد ان حققت شركته ثروة من انتاج سخانات مياه تعمل بالطاقة الشمسية تعتمد على تكنولوجيا غير متطورة نسبيا وتصدرت هذه الاجهزة البسيطة التي توضع فوق اسطح المنازل جهود توليد طاقة متجددة. ويقول اريك مارتينوت الباحث الزائر في جامعة تسينغهوا في بكين ان 30 مليون اسرة صينية على الاقل تمتلك هذا الجهاز وفي العام الماضي استأثرت الصين بنحو 80 بالمائة من السوق العالمية.

واضاف في تقرير لرويترز «نشهد معدل نمو سنويا بين 15 و20 في المائة ولا أرى تباطؤا". ويقول هوانغ ان شركته تشاينا هيمين للطاقة الشمسية ومقرها ديتشو هي الاكبر في سوق تكاد تكون صينية بالكامل. وتبلغ حصتها حوالي 14 بالمائة. ويستغل رئيس بلدية ديتشو نجاح تجربة السخانات الشمسية مقتفيا اثر تجربة مدينتي اوكسفورد البريطانية واديليد الاسترالية لاستضافة مؤتمر دولي للطاقة الشمسية. وتتميز الطرز الرئيسية للسخانات التي تنتجها شركة هوانغ برخص الثمن والفعالية مما يجعلها مجدية اقتصاديا لسكان الحضر ممن ينتمون للطبقة المتوسطة ويبدأ سعرها من حوالي 1500 يوان (190 دولارا) ويرتفع السعر بالنسبة للمنازل الفاخرة الى 18000 يوان (2250 دولارا).

ويقول ان الاجهزة يمكنها العمل في درجة حرارة دون الصفر وفي الاجواء الملبدة بالسحب والضباب والدخان بفضل كفاءة التكنولوجيا المستخدمة.

واضاف هوانج «يمكنها ان توفر مياها ساخنة حتى في الشتاء حين تنخفض درجات الحرارة الى 20 درجة تحت الصفر وفي مثل هذا التلوث» مشيرا الى سماء المدينة الرمادية اللون.

زاد الطلب عليها من جانب مشتري المنازل مما دفع عددا كبيرا من شركات البناء لتزويد المباني بهذه السخانات كما زاد من الطلب تعهد الحكومة بتطوير جميع المباني في المدن الكبرى لتحقق كفاءة اكبر في استهلاك الطاقة بحلول عام 2020. وتوليد الطاقة من الرياح او من خلال الالواح الشمسية الاكثر شيوعا مكلف وعادة ما يحتاج دعما حكوميا. وانتشرت السخانات بسرعة اكبر بكثير. وجميع الاجهزة لها نفس التصميم الاساسي وهي عبارة عن صف من الانابيب الزجاجية التي تمتص اشعة الشمس موضوعة بزاوية اسفل خزان ماء مغلف بطبقة عازلة. وساعد على نمو الطلب حتى في الشمال الشرقي المتجمد والصحراء الغربية شديدة البرودة الفراغ الذي يفصل بين الانبوب الداخلي المغلف بمادة تحتجز الطاقة والانبوب الخارجي.

وينتقل ضوء الشمس بين الانابيب الزجاجية دون عائق ولكن الطاقة التي يولدها تحاصر داخل الانبوب المركزي لتنتقل للمياه.

ويقول هوانغ «يمنع الفراغ خروج الجزيئات الحاملة للحرارة لعدم وجود اتصال مباشر بين الانبوب الداخلي والخارجي». وانتاج هذه الساخنات اسهل من انتاج الالواح المعروفة التي تولد الطاقة ويسهم المصنع الذي يعتمد على تكنولوجيا غير متطورة نسبيا على خفض التكلفة لما يتراوح بين 120 و150 دولارا لكل متر مربع وهو يقل كثيرا عن تكلفة السخانات المشابهة في اوروبا وتتراوح بين 700 و800 دولار. كما ساعدت سهولة التصميم على ظهور عدد كبير من الشركات المبتدئة الصغيرة الا ان جودة البعض مشكوك فيها.

وقال مارتينوت «انها صناعة لامركزية بدرجة كبيرة رغم انها توظف حوالي 250 الفا وهو حوالي ثمن اجمالي العاملين في صناعة الطاقة المتجددة في الصين». واضاف «ربما نشهد مركزية اكبر ليصبح هناك عدد قليل من الشركات الكبرى». وذكر ان الشركات الاكبر ستسهم في زيادة الصادرات الضئيلة حاليا.

ومن شبه المؤكد ان تصبح شركة هيمين من القوى الكبرى الجديدة. وقال هوانغ ان الايرادات سوف ترتفع ما بين 80 و100 بالمائة هذا العام ولكنه احجم عن ذكر ارقام باليوان. وكعضو في البرلمان الصيني ساعد هوانغ في صياغة قانون جديد للطاقة المتجددة لقي استحسانا في بكين مع تنامي القلق الرسمي من الاعتماد على النفط المستورد والفحم الملوث للبيئة. وبدأ هوانغ حياته العملية في قطاع آخر في صناعة الطاقة اذ تدرب كمهندس نفط لكنه وضع في اعتباره المخاوف من بلوغ انتاج النفط نقطة الذروة التي يتراجع بعدها مما دفعه لتغيير مساره. وقال «قال لي احد اساتذتي ان الموارد النفطية ستكفي 50 عاما فقط لذا رأيت ان الشمس ربما تغرب عن هذا القطاع».