في خطوة تعتبر سابقة في المغرب، رفع نائب مغربي شكوى ضد إمام مسجد واتهمه بترويج افكار سياسية. وقدم النائب عبد القادر البنة، من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (غالبية حكومية)، رئيس بلدية قرية بامحمد بمحافظة تاونات (شمال شرق)، شكواه لدى مصالح الدرك الملكي ومحافظ المنطقة، ضد خطيب الجمعة بمسجد محمد الخامس في البلدة نفسها، واتهمه باستغلال خطبة الجمعة لبث أفكار تدعو الى الحقد والكراهية والتحريض على قتله وتكفيره.
وقال البنة لـ«الشرق الأوسط» إنه لجأ الى تدوين الشكوى قانونيا حتى يتعظ من يستغل المساجد للقيام بالدعاية السياسية، مشيرا الى ان الخطيب الذي لا تروقه مقالاته المنشورة في يومية «الأحداث المغربية»، كان عليه الرد على صفحات نفس الجريدة أو أية صحيفة أخرى، حتى ولو اقتضى الأمر أن يكون الرد قاسياً، بدل استغلال منبر المسجد الذي حرص النائب البنة شخصيا على أن يكون مكانا يليق بمواطني المنطقة، إذ عمدت في السنوات الأخيرة البلدية التي يرأسها الى تجديد بنايته، ومده بكل الحاجيات الضرورية.
وبشأن ما إذا كان سيتابع الخطيب قضائيا، أكد البنة أنه ضد ذلك لكونه يؤمن بحرية التعبير، واعتراضه نابع فقط من استغلال الإمام، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لمنبر المسجد لنفث ما سماه «سمومه» وقيامه بدعاية سياسية مضادة ضد حزبه الاتحاد الاشتراكي، مذكرا انه تدخل شخصيا لدى وزير الشؤون الاسلامية السابق، كي يقود الخطيب وفدا من حجاج المنطقة.
وبخصوص موقف وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربية، قال النائب البنة، إنه راسلها وعلم أن مصالحها وبخت الخطيب على سلوكه وقررت ضرورة حصوله على إذن من المجلس العلمي لمدينة فاس (وسط المغرب) لإلقاء خطبه، وتقديم اعتذار رسمي للنائب البنة، مشيرا الى أنه يرفض أن يكون الاعتذار متضمنا في خطبة الجمعة حتى لا تتحول المساجد لمقار حزبية.