إسرائيل تهدد باستهداف رئيس الحكومة الفلسطينية

TT

وجه عدد من المسؤولين الإسرائيليين، أمس، تهديدات باغتيال قادة حركة «حماس»، بسبب ما سموه «دورهم المباشر في إطلاق صواريخ «قسام» باتجاه البلدات الإسرائيلية الجنوبية». وفي حين قال وزير الدفاع، عمير بيرتس «يجب ألا يشعر أي من قادة «حماس» بالحصانة بسبب مناصبهم الحكومية»، وجه رئيس لجنة الخارجية والأمن، تساحي هنغبي، تهديدا صريحا الى رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية. وقال «هو شخصيا يتحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ على إسرائيل».

ونقلت محافل إسرائيلية عن مصادر في هيئة أركان جيش الاحتلال قولها إن «العد التنازلي» لاستهداف قادة «حماس» قد بدأ. وحسب المصادر فإنه في حال واصلت «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لـ«حماس»، قصف المستوطنات داخل النقب، ونفذت الحركة عمليات داخل اسرائيل، فإن مستوى الاستهداف سيطال كل مستويات القيادة في الحركة حتى لو كانت هذه المستويات ممثلة في البرلمان أو الحكومة. وأشارت المصادر الى أن هنية نفسه لا يملك أي حصانة أمام عمليات الاغتيال في حال واصلت «حماس» عملياتها ضد إسرائيل. وأشارت المصادر الى أن غزة يمكن أن تشهد من جديد ذات المشاهد التي خبرتها عندما قامت إسرائيل باغتيال الشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، القائدين السابقين للحركة. وأشارت المصادر إلى أنه حتى من دون إعلان «كتائب القسام»، عودتها للعمل المقاوم، فإن لدى إسرائيل معلومات مؤكدة على أنها هي التي تقدم القذائف الصاروخية للجان المقاومة الشعبية، التي تعتبر حليف «حماس» الأوثق في الساحة الفلسطينية. وتوقعت المصادر أن يبحث المستوى السياسي قريباً اقتراحات يتقدم بها الجيش والأجهزة الاستخبارية لاستهداف قيادات من «حماس» في حال تواصل إطلاق الصواريخ.

وأشارت المصادر الى أن لدى جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك» يتوفر 97 إنذارا حول عمليات تفجيرية تنوي حركات المقاومة تنفيذها داخل إسرائيل. واحتل موضوع التوتر الأمني في قطاع غزة، حصة الأسد من جدول أعمال الحكومة في جلستها العادية، أمس، وتقرر إعطاء الجيش حرية العمل لتصفية الخلايا الفلسطينية التي تطلق الصواريخ. وقال رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، في مستهل الجلسة إن اسرائيل «مضطرة الى محاربة الإرهابيين الذين يطلقون الصواريخ، لأن من واجبها حماية أمن سكانها». وتطرق الى القذيفة التي أدت الى مجزرة شاطئ غزة، حيث قتل خمسة أفراد من عائلة فلسطينية واحدة يوم الجمعة الماضي، فقال «نحن نحقق في الموضوع لمعرفة حقيقة ما جرى هناك. ونعبر عن أسفنا لمقتل الأبرياء الفلسطينيين، لكننا لا نعتذر. فالقتلة هم أولئك الذين تسببوا في التوتر الأمني. نحن من جهتنا نفذنا انسحابا كاملا من قطاع غزة، ومع ذلك فإننا نتعرض يوميا للصواريخ، وهذا ما لا يمكن احتماله بعد. وسنرد عليه بكل قسوة».

وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن هناك اشارات أولية في التحقيق تدل على انه ليس، مؤكدا أن العائلة الفلسطينية قتلت من قذيفة اسرائيلية. فمن المعلومات المتوفرة يتضح ان هناك احتمالا أن يكون السبب صاروخ «قسام» أطلق بشكل غير دقيق وسقط على الشاطئ مثلما يحدث عادة. وأضاف «في البداية تهرب الفلسطينيون من التعاون في التحقيق معنا وحجبوا عنا معلومات مهمة عن ظروف الحادث، فرفضوا تحديد موعد الانفجار بالساعة وبالدقيقة، ورفضوا تحديد المكان الدقيق للانفجار. لكنهم أبلغونا أمس (أول من أمس)، بهاتين المعلومتين فزادت احتمالات أن يكون الانفجار ناجم عن إطلاق فلسطيني. إذ في الوقت الذي وقع فيه الانفجار لم يكن هناك إطلاق إسرائيلي».

بيد أن الفلسطينيين رفضوا الادعاء الإسرائيلي وقالوا إن التحقيق الفلسطيني يشير بشكل مؤكد الى أن الإطلاق إسرائيلي.