قيادتا أسرى حماس والجهاد: أبو مازن استغل وثيقة «الوفاق» لخدمة برنامجه السياسي

هنية يجدد رفض حكومته للاستفتاء بعد اجتماعه مع الرئيس

TT

دعا كل من الشيخ عبد الخالق النتشة، قائد أسرى حركة حماس، والشيخ بسام السعدي، قائد أسرى حركة الجهاد الاسلامي في سجون الاحتلال، والموقعين على وثيقة «الوفاق الوطني»، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، الى عدم اجراء استفتاء على الوثيقة. وقال النتشة والسعدي، انهما مستاءان من الطريقة التي توظف بها الوثيقة من قبل البعض.

وفي رسالة بعثا بها من سجن «هداريم»، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، قالا: «نؤكد على استيائنا من المسار الذي أصبحت تروج فيه الوثيقة من قبل بعض الأطراف بشكل يسيء للأسرى، ويسيء للهدف الذي من أجله صدرت الوثيقة، حتى أصبحت بعض أسماء القادة الموقعين عليها يروج أنها متعارضة مع مواقف تنظيماتهم في الخارج»، على حد تعبير الرسالة. ودعا النتشة والسعدي الى ضرورة إعطاء الحوار الوطني الهادف والعميق فرصة، معتبرين أن دعوة أبو مازن للاستفتاء على الوثيقة «استغلال غير مقبول، لغياب الأسرى خلف القضبان ومحاولة لاستغلال مكانتهم المعنوية والاعتبارية في الشارع الفلسطيني، وتوجيه لخدمة برنامجه السياسي». وأضافا: «إننا كقيادة لحركتين في السجون، نعلن أننا جزء لا يتجزأ من القرار السياسي لحركتينا في الخارج». وتابعا القول: «اجتهادنا الخاص في موضوع الوثيقة التي حاول البعض تحريفها لا يلغي أبدا التزامنا المطلق بما يصدر عن قيادتنا في الخارج من قرارات».

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية مجددا رفض حكومته للاستفتاء على وثيقة الأسرى الذي دعا إليه أبو مازن في المرسوم الرئاسي الذي أصدره اول من امس ، وحدد 26 يوليو (تموز) المقبل موعدا له. وقال هنية في مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية في اعقاب اجتماع مع ابو مازن في مقر إقامته بمدينة غزة، لم يحقق شيئا. انه ابلغ ابو مازن برفض الحكومة لإجراء الاستفتاء، وان الحكومة ترى اهمية لمواصلة الحوار بدل إجراء الاستفتاء. ووصف هنية لقاءه مع ابو مازن الذي يفترض ان يكون قد التقاه مرة ثانية الليلة الماضية، بأنه كان «صريحا وواضحا ومنطلقا من تقدير اللحظة الدقيقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني». واكد أنه طرح على ابو مازن المآخذ القانونية والسياسية على الاستفتاء، التي وردت في الرسالة التي وجهها هنية الى الرئيس يوم الخميس الماضي. وعبر هنية عن تخوفه من أن يؤدي الاستفتاء الى «حدوث شرخ تاريخي في الساحة الفلسطينية وان يشكل تهديدا خطيرا للوحدة الوطنية». من ناحيته، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، ان ابو مازن أبلغ هنية في اللقاء عزمه إجراء الاستفتاء في موعده المحدد، مشيرا إلى خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية. واضاف ابو ردينة أن ابو مازن شدد على مسامع هنية على أن باب الحوار سيبقى مفتوحا للوصول الى اتفاق بشأن وثيقة الوفاق الوطني.