الطفلة هدى غالية: لن أقبل اعتذار إسرائيل

TT

بالكاد استطاعت الطفلة هدى غالية التي فقدت جميع أفراد عائلتها في المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل على شاطئ العطاطرة في غزة يوم الجمعة الماضي، البدء في الكلام بعد أن خنقتها العبرات في المؤتمر الصحافي الذي نظمته وزارة الاعلام الفلسطينية صباح امس. وبحضور عم الطفلة ولفيف من رجال القانون ومسؤولي المنظمات الأهلية الفلسطينية، قالت هدى وقد خنقتها الدموع مرة ثانية «أنا أريد أن أعيش بأمان ومن دون خوف، لا أريد أن تنطلق القذائف لتقتل الأطفال».

وأكدت هدى أن استهداف عائلتها كان مقصودا من قبل قوات الاحتلال، مشددة على أنها لن تقبل اعتذار دولة الاحتلال عما لحق بها وبعائلتها من فجيعة، قائلة «لن أقبل اعتذارهم.. أبدا لن أقبل اعتذارهم». وعلا صوت نحيب الطفلة مرة ثانية عندما سألها الصحافيون عن كيفية قضائها اول ليلة لها من دون عائلتها، وظلت تبكي حتى طلب عمها من الصحافيين مراعاة نفسيتها. وأكد عمها يونس أن ابنة اخيه نامت الليلة الاولى بعد تناولها الأدوية المهدئة، مشيرا الى أن حالة من الهستريا والهلع أصابتها. وتمنى يونس من وسائل الإعلام أن تتفهم أبعاد الفاجعة التي ألمت بابنة اخيه، مؤكدا أن جميع اطفال عائلة غالية أصيبوا بصدمة نفسية، قائلا: «أصبحت لديهم عقدة نفسية من البحر.. لا يريدون الذهاب إليه ولا السباحة فيه». وناشد يونس «جميع أحرار العالم بالوقوف مع عائلة غالية وتقديم يد العون لجراحها والوقوف معها في مصابها الجلل».

وتحدث في المؤتمر، المصور الصحافي، زكريا أبو هربيد، مدير المصورين في وكالة أنباء «رامتان» بغزة، الذي وثق مشهد بحث هدى عن عائلتها قبل أن تعرف ما حل بها. وقال: «جاءني اتصال هاتفي أن هناك قصفا في منطقة الواحة. ركبت سيارة إسعاف أنا وزميلي، وتوجهنا إلى موقع القصف وكنا من الأوائل الذين تواجدوا في المكان».

وأضاف: «نزلت بعيدا عن المكان وجريت فرأيت أن هناك أشلاء واحترت في ما أعمل، ووجدت نفسي أمام الطفلة هدى ومن دون مبالغة أنني بكيت أكثر منها، ولكني سيطرت على مشاعري وتركت الكاميرا تشتغل بمشاعري وكان الموقف صعبا جدا، فالعائلة جميعها مستشهدة في منطقة على الشاطئ». وقال: «كان الموقف إنسانيا.. لا أستطيع أن أجمع أفكاري وما حصل معي التحديد. تفاصيل الصورة وتفاصيل المكان كانا يحكيان كل شيء.. كل شيء.. الألعاب هنا وهناك.. سرير الطفل.. الطعام والشراب».