شقيقان بنغاليان اعتقلا في حملة لمكافحة الإرهاب يفكران في مقاضاة الشرطة البريطانية

الأصوليون يتظاهرون أمام اسكوتلنديارد.. والتعويضات تقترب من نصف مليون إسترليني

TT

قالت محامية رجل بنغالي أصيب بعيار ناري وألقي القبض عليه مع شقيقه خلال مداهمة قامت بها شرطة مكافحة الارهاب في لندن، انه ربما يقاضي شرطة العاصمة للمطالبة بتعويض.

وقالت داعية حقوق الانسان، المحامية جاريث بيرس، ان محمد عبد القهار، 23 عاما، الذي أصيب بعيار ناري في المداهمة التي قامت بها الشرطة بناء على بلاغ عن وجود «قنبلة كيماوية» ما زال يتعافى من اصابته، وأن أسرته تعاني من «مشاكل عملية».

وسئلت المحامية امس عن تقارير اعلامية أفادت بأن عبد القهار وشقيقه سيقيمان دعوى، فقالت للصحافيين: «بالطبع، هذا مرجح الى حد بعيد، ولكن القرار يخص العائلة». وتفاوتت التقديرات امس حول ما سيحصل عليه الشقيقان البنغاليان من دعوى تعويض سيرفعانها ضد الشرطة البريطانية. وتراوحت التقديرات من 100 الف الى نحو نصف مليون جنيه استرليني. واتهمت شرطة لندن بارتكاب سلسلة من الاخطاء بعد أن داهمت المنزل الواقع في منطقة فوريست جيت المختلطة عرقيا في شرق لندن مستخدمة قوة ضخمة.

واعتذرت الشرطة عن المتاعب التي سببتها المداهمة لسكان المنزل، لكنها تقول انه لم يكن امامها «أي خيار»، سوى التحرك بناء «على معلومات محددة للغاية» تلقتها. كما تعهدت الشرطة بإصلاح الاضرار التي لحقت بالمنزل خلال تفتيشه.

وكانت المداهمة التي ارتدى خلالها افراد الشرطة، ملابس واقية من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والاشعاعية واحدة من أكبر عمليات الشرطة منذ هجمات يوليو (تموز) الماضي الانتحارية التي استهدفت قطارات انفاق في لندن وحافلة، وأسفرت عن مقتل 52 شخصا.

وقالت بيرس انها تناقش مع الاسرة إمكان إقامة دعوى تعويض لكنها شددت على ان الاسرة تعاني من مشاكل أكثر إلحاحا.

وتظاهر زهاء 60 من النشطاء الاصوليين اليوم امام اسكوتلنديارد مقر شرطة العاصمة في لندن للتعبير عن غضبهم مما وصفوه بأنه «معاداة الاسلام المتصاعدة».

وأدى المحتجون الصلاة على الرصيف ثم تظاهروا رافعين لافتات تطالب بـ «العدل للمسلمين»، وتطالب الشرطة بالكف عن «ترويع المسلمين». وقال مسعود شجرة، عضو اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان، وهي احدى الجماعات التي نظمت المظاهرة، ان المداهمة تبعث برسالة الى المسلمين مفادها انهم ليسوا مواطنين يتمتعون بالمساواة مع غيرهم من مواطني البلاد.

وأضاف: «نحن نطلق النار على ابرياء، ونحن مدركون لما نفعل ثم نقول ان هذا مقبول»، مشيرا الى تصريح رئيس الوزراء توني بلير بعد المداهمة بأنه يؤيد الشرطة «بنسبة 101 في المائة». ومازالت الآراء في بريطانيا منقسمة بعد إفراج الشرطة عن شقيقين مسلمين بنغاليين اعتقلا في مداهمة لمكافحة الإرهاب على منزل بشرق لندن، من دون توجيه اتهامات لهما. وقال وزير الداخلية جون ريد إن الشرطة تصرفت وفقا لمصالح المجتمع بعد أن تلقت معلومات عما يشتبه أنه سلاح كيماوي، غير أن مجلس مسلمي بريطانيا قال إنه يأمل «أن يكون قد تم استخلاص الدروس مما حدث»، ودعا مجلس مسلمي بريطانيا الشرطة الى الاعتراف بأنها ارتكبت اخطاء في المداهمة حتى لا تستغل الجماعات المتطرفة مشاعر الاستياء بين المسلمين.