مظاهرات معادية لـ«الأطلسي» تجبر الجنود الأميركيين على مغادرة أوكرانيا

TT

فيدوسيا (أوكرانيا) ـ أ.ف.ب: بدأ 200 جندي من جنود الاحتياط الأميركيين، كانوا قد قدموا للاعداد لمناورات أميركية أوكرانية أمس، مغادرة أوكرانيا دون انجاز مهمتهم، اثر مظاهرات معادية لحلف شمال الاطلسي في شبه جزيرة القرم جنوب اوكرانيا. واتخذ قرار المغادرة، عقب «نهاية مدة عقد» هؤلاء الجنود «الذين تمت دعوتهم الى الخدمة العسكرية لأسبوعين او ثلاثة اسابيع» بحسب المتحدث باسم البحرية الاوكرانية فلوديمير بوفا الذي قال ان مغادرة جنود الاحتياط الاميركيين لا يعني، حاليا، الغاء مناورات عسكرية اوكرانية اميركية التي يطلق عليها «سي بريز 2006»، والتي يفترض ان تبدأ في 17 يونيو (حزيران) الحالي في القرم، حيث قدم جنود الاحتياط الاميركيين للتحضير لها.

من جانبه، قال المتحدث باسم السفارة الاميركية في اوكرانيا برنت بيار للصحافيين في فيدوسيا، ان واشنطن «انزعجت» لأن عسكرييها «لم يتمكنوا من انجاز مخططاتهم التي هي مفيدة للعسكريين الأوكرانيين». وكان من المقرر ان يشيد الاحتياطيون وهم من مهندسي مشاة البحرية، ثكنات في ميدان تدريب اوكراني قرب فيدوسيا، غير انهم لم يتمكنوا حتى من بدء العمل بسبب الاحتجاجات. ولم يخف بضع مئات من المحتجين المناهضين للحلف الاطلسي تجمعوا عند مدخل مقر اقامة جنود الاحتياط الاميركيين، سرورهم لمغادرة الأميركيين فيدوسيا. وهتف أحد هؤلاء مستخدما مكبر الصوت «ايها (اليانكي) الجنود الأميركيون لا تأتوا الينا مسلحين (..) بل تعالوا للاستجمام»، في اشارة الى ما تشتهر به شبه جزيرة القرم من منتجعات. وهلل آخرون حين بدأت ثلاث حافلات محاطة بحراسة مشددة نقل جنود الاحتياط الاميركيين وسط الاهازيج الوطنية السوفياتية، التي كان يبثها المحتجون. واثارت الاستعدادات لهذه المناورات المقررة من 17 يونيو الى الثاني اغسطس (آب) المقبل في القرم والهادفة الى تعزيز التعاون بين اوكرانيا والحلف الاطلسي، مظاهرات حاشدة من المعارضة المؤيدة لروسيا في شبه الجزيرة. وتسود مشاعر شديدة العداء للحلف الاطلسي في شبه جزيرة القرم، التي هي في الأصل أراض روسية ضمها نيكيتا خروتشوف في 1954 الى اوكرانيا، ويقطنها العديد من الناطقين بالروسية وتستخدم قاعدة للاسطول الروسي. وتواصلت المظاهرات المعادية للحلف الاطلسي منذ نهاية مايو (ايار) الماضي في القرم، ويقول نواب مقربون من السلطات الاوكرانية ان روسيا قد تكون شجعت على تنظيمها.وكانت هذه التظاهرات بدأت في 27 مايو الماضي في فيدوسيا اثر وصول طائرة اميركية تنقل معدات بناء لاستخدامها في التحضير للمناورات. ومنذ ذلك التاريخ تمكن المتظاهرون من عرقلة العمل في ميناء فيدوسيا وسدوا مدخل مقر اقامة جنود الاحتياط الاميركيين، مؤكدين ان هذا الوجود الاميركي ليس الا مقدمة لانشاء قاعدة للحلف الاطلسي في القرم. ولم يعط البرلمان الاوكراني المنشغل بتشكيل اغلبية حاكمة، حتى الآن موافقته على اجراء هذه المناورات. وفي هذا السياق قررت سلطات كييف تأجيل مناورات مشابهة اوكرانية ـ بريطانية كان من المقرر ان تنطلق في 13 يونيو الحالي في جنوب اوكرانيا، الى اجل غير مسمى. ورأى بعض الخبراء ان التظاهرات تكشف ضغوطا تمارسها المعارضة المقربة من موسكو التي تسعى الى الانضمام الى الائتلاف الحكومي، على الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو المصمم على انضمام بلاده الى الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي.