متظاهرون شيعة غاضبون يهاجمون قنصليتي إيران في البصرة وكربلاء

بعد تصريحات «مسيئة» لمرجعهم بثتها قناة إيرانية «تحرض» ضد معارضي ولاية الفقيه

TT

امتدت الى مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) امس اعمال العنف التي طالت اول من امس القنصلية الايرانية في مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) احتجاجا على تصريحات مناهضة لرجل دين شيعي عراقي ادلى بها رجل دين شيعي لبناني لقناة فضائية ايرانية. فقد هاجم نحو الف متظاهر عراقي شيعي امس القنصلية الايرانية في البصرة وأضرموا النار وكسروا زجاج النوافذ وبعض المحتويات في قسم الاستقبال في المبنى ودمروا محتوياتها، متحدين الاجراءات الأمنية المضروبة حول المبنى.

وكان رجل الدين علي الكوراني، اللبناني الاصل، قد اعلن في لقاء تلفزيوني بثته قناة «الكوثر» الايرانية، ان آية الله محمود الحسني ليس مرجعا دينيا.

واكد الشيخ احمد الكعبي مسؤول المكتب الاعلامي للحسني ان «هذه التظاهرة تأتي مناصرة للمرجع الحسني وتنديدا واستنكارا للتصريحات التي ادلى بها الكوراني واتهم فيها آية الله الحسني بانه يلتقي بالإمام المهدي المنتظر ويدعي انه يتناول الشاي معه وانه زوج أخته».

واضاف ان «ادعاءاته هذه ليس لها اي اساس من الصحة ونطالبه بأن يأتي بإثبات يشير الى ان الحسني ادعى فعل ذلك في كتاب او منشور او اي شيء».

وتابع «نطالب الحكومة الايرانية بوضع حد لأقاويل علي الكوراني واستدعائه الى البرنامج نفسه في قناة (الكوثر) الايرانية من اجل الاعتذار من مقلدي الحسني»، مهددا بانه في حال لم يقدم الكوراني هذا الاعتذار خلال اسبوع «فإننا سنرفع ايدينا من غضب الجماهير».

وانزل المحتجون الذين كانت بينهم عشرات من النساء العلم الايراني من على مبنى القنصلية ووضعوا في مكانه العلم العراقي، وهتفوا مطالبين بالاعتذار وبإغلاق القناة الفضائية التي وصفوها بانها تحرض ضد بعض رموز الشيعة الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه في إيران. وافتتحت القنصلية الايرانية في البصرة اواخر الشهر الماضي في آخر يوم من زيارة وزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي الى العراق.

وكانت مدينة كربلاء قد شهدت تظاهرة مماثلة اول من امس حيث حطم المئات من المتظاهرين الغاضبين زجاج ونوافذ مقر القنصلية هناك.

وطلب المتظاهرون في كربلاء من المسؤولين في القنصلية الايرانية مطالبة الحكومة الإيرانية بـ«الاعتذار ومعاقبة الشخص الذي افترى على رمز من رموز الاسلام»، بحسب البيان الذي وزع أثناء التظاهرة ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية. واوضح البيان ان «المصالح الايرانية في العراق وخارجه سوف لن تكون في وضع أمان ولا ضمانة من سلامتها».

وطالب مناصرو الحسني بأن «تقدم السفارة الايرانية اعتذارا رسميا وتغلق القناة» وامهلوها اسبوعا لذلك «وإلا ستتعرض المصالح الايرانية الى الخطر».

ورفض القنصل الايراني في كربلاء اعطاء اي تصريح معتبرا ان «القناة تمتلك حرية اعلامية والشخص المضيف هو لبناني الجنسية ولا علاقة للحكومة الإيرانية بهذا الموضوع».