بيرتس: «حماس» أمرت بوقف الصواريخ نتيجة تهديدات الجيش الإسرائيلي

TT

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، أمس، في الكنيست أن الهدوء الذي ساد منطقة قطاع غزة والجنوب الإسرائيلي نجم عن الأوامر التي أصدرتها حكومة إسماعيل هنية والقيادة السياسية لحركة «حماس» الى رجالها بوقف إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل. وحسب بيريتس فان هذا التوقف جاء نتيجة ضغط.

وقال بيرتس ان وقف الصواريخ لفترة طويلة سيلغي الخطة العسكرية الكبيرة التي أعدها الجيش الإسرائيلي لتصفية خلايا إطلاق الصواريخ، وهي الخطة التي كان الجيش ينوي البدء بها في منتصف ليل اليوم وتتضمن سلسلة اغتيالات ضد قادة «حماس»، بمن في ذلك عدد من السياسيين الذين جرى التلميح لبعضهم أمثال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» المقيم في دمشق، خالد مشعل، ونائبه، موسى أبو مرزوق، وحتى رئيس الوزراء، اسماعيل هنية، ووزير الخارجية، محمود الزهار. ورد بيرتس على حملة الانتقادات الواسعة التي يتعرض لها من اليمين والوسط بسبب عجزه عن وقف إطلاق صواريخ «قسام» باتجاه البلدات الإسرائيلية، ومن اليسار بسبب المذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون بسبب القصف الجنوني الإسرائيلي للمناطق المأهولة بالسكان في مدن غزة وأحيائها، فقال: «أنا رجل سلام يركض لأجل السلام، ولم أتخل عن مهمتي للبحث عن السلام، وكنت وما زلت أفضل طريق الحوار مع الفلسطينيين، والجميع يعرف أنني أخوض معارك قاسية في الحكومة وفي الحلبة السياسية عموما من أجل تغليب لغة الحوار، ولكنني في الوقت نفسه وزير دفاع ومهمتي الأولى هي حماية أمن المواطن الإسرائيلي. في هذه المهمة لن أتراخى. فإذا استمر الهدوء في جبهة غزة سيجدونني أول المناصرين للغة الحوار وسألجم كل الخطط العسكرية، وأما إذا استمروا في اطلاق الصواريخ فإن الجيش سيطلق خططه الجاهزة الى حيز التنفيذ».

وكان أعضاء الكنيست العرب قد هاجموا بيرتس بشدة على عمليات القصف الأخيرة، التي راح ضحيتها العديد من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وقالوا للوزير بيرتس «إنك أسوأ ممن سبقك في هذا المنصب، وأصبحت خاتما مطاطيا لدى جنرالات الحرب. وبدلا من أن تغير من سياستهم، فإنهم يغيرون في أفكارك ويستخدمونك «أداة سلمية» لتنفيذ مخططاتهم الحربية وتغطية جرائم الحرب التي ينفذونها».

الى ذلك يتواصل الإسرائيليون والفلسطينيون الاتهامات المتبادلة حول المذبحة التي راحت ضحيتها عائلة غالية الفلسطينية يوم الجمعة الماضي من جراء الانفجار على شاطئ البحر في قطاع غزة. فقد أصر الفلسطينيون على ان اسرائيل هي التي اقترفت هذه الجريمة جراء القاء القذيفة القاتلة، فيما يتعاطى الإسرائيليون مع الموضوع بزعم أن سبب الانفجار هو عبوة ناسفة زرعها الفلسطينيون على الشاطئ. وتلقى الفلسطينيون دعما لروايتهم، اذ رفضت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية غير الحكومية والأمم المتحدة نتائج التحقيق الإسرائيلي. وقال مارك غارلاسكو، المحلل العسكري لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن الانفجار الذي تسبب في مقتل المدنيين نجم عن قذيفة إسرائيلية «على الأرجح». وأضاف غارلاسكو المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية لصحافيين في غزة ان «السيناريو المرجح هو ان قذائف إسرائيلية أصابت المنطقة».

وأضاف غارلاسكو، الذي استند في نتائج تحقيقه الى تحقيقات في الموقع ومقابلات وفحوص للجرحى وتحليل الشظايا، أن «البعض قال ان العائلة قتلت بلغم، ومن الواضح ان هذا لم يحصل». وأوضح ان «الجرحى الذين نقلوا الى المستشفى مصابون في الصدر والرأس ولا يمكن ان يتسبب اللغم بذلك».

وقال الامين العام للأمم المتحدة، كوفي انان، إن الحديث عن انفجار لغم «غريب». وأضاف ردا على سؤال لصحافيين حول التوضيحات الإسرائيلية، إن «وجود لغم على شاطئ أمر غريب». وردا على سؤال عما اذا كان تحقيق دولي يمكن أن يجرى في هذه القضية، قال أنان «سنحتاج الى تعاون السلطات الإسرائيلية والفلسطينية في تحقيق من هذا النوع»، موضحا «ان محاولاتنا السابقة لإجراء تحقيقات من هذا النوع لم تكن ناجحة».