إيران: عرض الدول الأوروبية «إيجابي جدا».. والرد بالتفصيل في أقرب وقت

قمة شنغهاي تبحث الملف الإيراني.. ونجاد يستحوذ على الأضواء ويلتقي بوتين وجينتاو للمرة الأولى

TT

وصف وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي امس في مدريد عرض التعاون، الذي قدمته 3 دول أوروبية لبلاده مقابل تعليق انشطتها في تخصيب اليورانيوم، بأنه «ايجابي جدا»، ويعد خطوة الى الامام. وفيما تجري وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مشاورات مهمة مع نظرائها في الدول الكبرى حول الملف الايراني، يستحوذ الرئيس محمود أحمدي نجاد على الاضواء في قمة آسيوية تبدأ اليوم في مدينة شنغهاي الصينية، يشارك فيها زعماء ست دول في وسط القارة الصفراء، بينهم نظيراه الصيني والروسي، حيث يلتقي بهما لاول مرة.

وقال متقي لدى وصوله الى مطار مدريد قبيل اجراء محادثات مع نظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس، حول البرنامج النووي الايراني، ان عرض التعاون التقني والتجاري الذي قدمته بريطانيا وفرنسا والمانيا «هو خطوة الى الامام». واضاف ان ايران «تدرس حاليا العرض بجدية كبيرة، وستعطي ردا في اقرب وقت ممكن»، واصفا العرض بأنه «ايجابي جدا». واوضح «سنبلغ زملاءنا الاوروبيين والآخرين برأينا حول الاقتراح»، موضحا ان ايران «ستستكمل مشاوراتها مع إسبانيا ودول أوروبية أخرى والصين وروسيا ودول عدم الانحياز». ويشمل عرض الدول الغربية حزمة من الحوافز والتجارة، من بينها عرض بنقل التكنولوجيا النووية السلمية لطهران. وصرح متقي بأن إيران تسعى لايجاد حل يكفل لها حقها في استخدام الطاقة النووية من ناحية، ويبدد مخاوف الاخرين من ناحية أخرى. وأضاف الوزير الايراني قائلا: إن بلاده ستدرس المقترحات الاوروبية بالتفصيل وستعلن موقفها في وقت لاحق.

وقال وزير الخارجية الايراني، إن طهران اختارت أن تبحث القضية مع إسبانيا، لانها بلد أوروبي مهم ولان موراتينوس، وهو مبعوث أوروبي سابق للشرق الاوسط، على دراية جيدة بالوضع في المنطقة.

ودعت الصين ايران امس للرد بالايجاب على العرض الاوروبي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانتشاو للصحافيين: «الثلاثي الاوروبي أتى بحزمة جديدة، في ما يختص بالمسألة النووية الايرانية. وقد اطلعوا ايران عليها. وايران تنظر فيها بكل جدية». وأضاف «نأمل في ان تخرج كل الاطراف برد ايجابي وان تنتهج موقفا ايجابيا عمليا ومرنا حتى يتسنى لنا ايجاد الظروف المواتية لاستئناف المفاوضات.

من ناحية ثانية، نفى رضا حميد آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية وجود مهلة محددة للرد على عرض الدول الغربية. وقال «لا يوجد في عرض الاوروبيين اجراءات عقابية او مهلة محددة، وحين ننتهي من دراسة العرض ونتوصل الى استنتاجات، سنعلن عنها. لا وجود لمهلة محددة». واضاف ان ايران مستعدة لمناقشة مسائل لا تزال غير واضحة. وسيشارك الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي تشكل روسيا والصين ابرز عضوين فيها، والتي تتمتع ايران فيها بصفة مراقب. وسيلتقي احمدي نجاد للمرة الاولى نظيريه الصيني هو جينتاو والروسي فلاديمير بوتين.

وسيكون الملف الايراني من ابرز ملفات القمة التي يشارك فيها ايضا زعماء كازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان واوزبكستان، بالاضافة الى ملفات النفط والارهاب والسيطرة على الحدود. وذكرت وكالة الانباء الطلابية الايرانية، ان الرئيس احمدي نجاد قال ان «قمة شنغهاي سيكون لها تأثير كبير لتعزيز السلام والهدوء في العالم». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين جانج لرويترز: «ان الاعضاء ربما يبحثون النزاع النووي الايراني مع الولايات المتحدة والقوى الاوروبية الغربية». وكشفت مصادر الكرملين، ان الرئيس بوتين لا يزال يتمسك بوعده بشأن زيارة ايران، فيما اكدت انه سيلتقي الرئيس الايراني لاول مرة في شنغهاي. وقال سيرغي بريخودكو مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، ان بوتين سيبحث مع الرئيس الايراني «قضايا العلاقات الثنائية، بما في ذلك التعاون في مجال الطاقة والوقود ومشاركة روسيا في تقرير مشاكل الطاقة في ايران، واستيعاب ثروات بحر قزوين وقضايا النقل». واشارت المصادر الى ان الجانب الروسي يبدو مدعوا الى استيضاح آخر تطورات الموقف الايراني من المقترحات الخاصة بالبرنامج النووي الايراني وابعاد موقف طهران من هذه المسألة. وتتعرض ايران لضغوط متزايدة، للرد على مجموعة حوافز وعقوبات عرضتها عليها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، ومن بينها الصين وروسيا، بالاضافة الى المانيا، بهدف اقناعها بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم. واذا رفضت ايران هذا العرض فان القوى الغربية ربما تسعى الى فرض عقوبات من الامم المتحدة، وهي خطوة قاومتها الصين وروسيا.

وفي واشنطن اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اجرت مشاورات مع القوى العظمى حول الملف النووي الايراني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، ان وزيرة الخارجية اتصلت خصوصا بنظيرها الصيني لي تشاو شينغ. واضاف ماكورماك «اتصلت فقط حول موضوع ايران»، موضحا ان رايس اتصلت بعدد من نظرائها حول هذا الموضوع. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، ان رايس تحدثت مع نظيرها الياباني تارو اسو ومع نظيرتها البريطانية مارغريت بيكيت ونظيرها الالماني فرانك فالتر شتاينماير.

واوضح «انها ستجري اتصالات اخرى خلال النهار، خصوصا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف». وردا على سؤال عن مضمون محادثاتها مع الوزير الياباني، قال المسؤول الكبير ان الوزيرين «تحدثا عن الدور الذي يمكن ان تضطلع به اليابان في الملف النووي الايراني». ولا تشارك اليابان مباشرة في المناقشات حول ايران، التي يجريها الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا)، وانضمت اليهم المانيا بصفتها عضوا في المجموعة الاوروبية المؤلفة ايضا من باريس ولندن.

وباعلانها عن الاتصال الهاتفي بين لي ورايس، كررت وزارة الخارجية الصينية تأكيد ارادة الصين «الاضطلاع بدور بناء للمساعدة على حل المشكلة النووية الايرانية بطريقة سلمية».

وتنتظر القوى العظمى رد ايران على مقترحات التعاون التي طرحتها عليها، مقابل تعليق انشطتها لتخصيب اليورانيوم.