وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني: بلير لا يدعم خطة أولمرت ومجزرة شاطئ غزة عمل شنيع

أكد العمل على إعادة مشتبهين جزائريين ومغاربة إلى بلديهم

TT

أكد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف ملف الشرق الاوسط كيم هاولز ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لا يدعم الخطة الاسرائيلية للانسحاب الأحادي الجانب من الاراضي الفلسطينية، معترفاً بأن «الاوضاع وصلت الى أسوأ حال ممكن ان تصل إليه في فلسطين». وشدد هاولز في لقاء مع صحافيين عرب في لندن أمس على ان بلير لم يدعم الخطة الاسرائيلية الأحادية الجانب. وأشار الى التغطية «المنقسمة» للصحافة البريطانية لتصريحات بلير أثناء زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود المرت الى لندن قبل يومين، والتي ادت الى تفسيرات متناقضة حول موقف بلير من خطة اولمرت. ولكنه أكد ان بلير لا يدعم الخطة. وأعرب هاولز عن معارضته لمسار الجدار الفاصل الاسرائيلي. وحث المسؤول البريطاني الاسرائيليين على «اعادة النظر في مسار هذا الجدار، فلا يمكن حل هذه المسألة بطريقة احادية الجانب».

وأضاف: «بناء الجدار وأخذ الأراضي الفلسطينية سيعقدان المسألة ولن يجلبا السلام، ويجب ان يتبع الجدار الخط الأخضر». واعتبر هاولز ان مجزرة شاطئ غزة «عمل شنيع ورمز لفظاعة المشاكل هناك». وأضاف: «قبل ان نوجه الاتهام الى احد، يجب ان ننتظر نتيجة التحقيق الجاري، ولكن في حال ثبت ان التفجير نتيجة للقصف (الاسرائيلي) يجب ألا تقبل أية اعذار». وتابع: «ان اقتتال الفلسطينيين الداخلي فضيع». وعلى الرغم من عدم إفصاحه عن تفاصيل حول الآلية الدولية الجديدة المنتظر ان تطلق لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني، إلا انه توقع بأن تكون هذه الآلية جاهزة خلال شهر أو شهرين. وبينما أكد هاولز قلق حكومته من الاوضاع الصعبة في الاراضي الفلسطينية، اعرب عن استغرابه حول شحة الموارد في فلسطين، متسائلاً: «اين هي ملايين الدولارات والجنيهات التي سلمت الى فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية»، مضيفاً: «هذا هو الفساد». وعلى صعيد آخر، تحدث هاولز عن زيارته الأخيرة الى المغرب والجزائر، والتي قال انها تطرقت للعلاقات الثنائية، وركزت على مساعي بريطانيا لإعادة عدد من الجزائريين والمغاربة المشتبه بتورطهم في اعمال ارهابية الى بلديهما من المملكة المتحدة. وأكد هاولز انه تلقى «رداً اتسم بالتعاون والتعاطف» من المسؤولين هناك لهذه القضية. ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن عدد المشتبه بتورطهم في عمليات ارهابية والذين يمكن اعادتهم الى الجزائر والمغرب، قال هاولز ان عدد الجزائريين يتراوح بين 10 و20 مشتبها فيه، و«في الأقل مغربي واحد مشتبه بمشاركته مباشرة في تفجيرات الدار البيضاء». واضاف: «لا استطع تحديد أسمائهم أو التهم الموجهة لهم حتى لا اؤثر على العملية القضائية».

وقال هاولز ان البلدين مهتمان بهذه المسألة، لكنه أردف قائلاً: «لن نرسل أي شخص الى أي بلد نتصور انه سيُعذب فيه ولهذا نبذل جهودا طائلة للتأكد من ان العملية ستكون شفافة». وقارن هاولز الأوضاع في المغرب والجزائر حالياً بما كانت عليه قبل عام، موضحاً: «شعرت بتغيير كبير هناك، فكلتا الدولتين تدرك أهمية ان تظهرا دولياً بأنهما تتقدمان في مجال حقوق الانسان وتوقيعهما عددا من المعاهدات الدولية التي تحظر التعذيب». وشدد هاولز على اهمية زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لبريطانيا، والمقررة يوم 11 يوليو (تموز) المقبل لتطوير العلاقات بين البلدين. وعن العراق، قال هاولز: «سررت كغيري باكتمال تشكيل الحكومة العراقية»، مضيفاً: «علينا رؤية ما تنجزه الخطة الامنية في بغداد ولنرى ما اذا سيكون من الممكن تطبيق خطة مماثلة في البصرة».

ولفت هاولز الذي زار البصرة قبل اسابيع عدة الى ان «اهاليها كانوا يشعرون بأن الحكومة في بغداد تهملهم، ولكن اقتراحات رئيس الوزراء نوري المالكي ستكون مهمة لأنه سلط الضوء على هذه المشكلة». وقال هاولز ان «المشكلة الكبيرة في الجنوب هي البصرة»، معتبراً انها تعاني من «الساسة غير الصالحين والجيوش الخاصة والفاسدين الذين يصبحون من اصحاب الملايين بسبب تهريب النفط وفرق الموت والطائفية المستشرية هناك والميليشيات». وركز على اهمية معالجة الوضع المتدني لصناعة النفط العراقية، قائلاً: «من الجنون ان العراق استورد منتجات نفطية بقيمة 5 مليارات دولار، فالعراق لديه افضل انواع النفط في العالم وباستطاعته التصدير بـ60 الى 70 دولارا للبرميل وتشغيل آلاف وآلاف من الشباب في البصرة والعاطلين عن العمل». وأضاف: «من أوليات حكومة المالكي اعادة تشغيل صناعة النفط في العراق. واذا أراد المجتمع الدولي ان يساعد العراق، فعليه ان يدعم هذه الصناعة وبسرعة». وحول قرار ايطاليا خفض قواتها في جنوب العراق، قال هاولز: «ستبقي ايطاليا فريقا يعمل على مشاريع إعادة الاعمار في الجنوب، وسيقوم جنود ايطاليون بحماية الفريق، ولذا فان خفض عدد القوات الايطالية سيكون بسيطاً». من جهة أخرى، اكد هاولز: «لم أسمع بأية خطط لابقاء قواعد عسكرية في العراق، ويجب ألا ننسى بأن العراقيين لم يرضوا بالسابق بمثل هذه القواعد ولن يقبلوا بوجود قوات اجنبية في الامد الطويل»، ولكنه اردف قائلاً: «لا استطع ان اتكلم عن الموقف الاميركي».