«مفاوضات أسمرة» بشأن شرق السودان.. بلا مراقبين دوليين

حركة «العدل» في دارفور تحذر من إقصائها من المحادثات

TT

واصلت مفاوضات السلام السودانية الجارية بالعاصمة الاريترية اسمرة، جلساتها بشأن النزاع في شرق السودان، وكانت افتتحت بجلسات اجرائية، لصياغة أجندة ومناقشة مشروع «اعلان المبادئ»، فيما أبدى الرئيس الاريتري اسياس افورقي تفاؤله بالنجاح، مؤكدا ان المفاوضات سودانية صرفة تتم بدون ضغوطات من أية قوى خارجية وبلا مراقبين دوليين. ورغم أن الجلسة الافتتاحية أول من أمس، شهدت حضورا دوليا مكثفا، الا ان الجلسات التالية عقدت بين الاطراف السودانية وحدها، اضافة للوسيط الاريتري. وساد الجلسات تكتم اعلامي شديد بين وفدي الحكومة السودانية و«جبهة الشرق» المكونة من عدة حركات مسلحة في شرق السودان، اضافة الى حركة العدل والمساواة في دارفور (غرب)، واتفق الطرفان على الابتعاد عن التصريحات الاعلامية، وترك الامر للوسيط الاريتري. ويضم الوفد الحكومي 18 عضوا من بينهم ياسر عرمان ومالك حقار من الحركة الشعبية وصلاح عبد الله غوش رئيس جهاز المخابرات، بينما يضم وفد جبهة الشرق الدكتورة آمنة ضرار وعبد الله كنه ومبروك سليم المبارك وادريس نور محمد علي وآخرين.

وقال مصطفى اسماعيل رئيس الوفد الحكومي ان وفده «يحمل تفويضاً كاملا للوصول إلى سلام يرضي كافة الأطراف»، مشيرا الى ان النزاعات أقعدت السودان. ودعا الى ايجاد حكم فيدرالي في كل الاقاليم السودانية للنزوح من الازمة الراهنة. كما دعا الى اقامة سودان جديد يقوم على العدالة والمساواة والتحول الديمقراطي.

ووصف الأمين محمد سعيد رئيس وفد جبهة الشرق، المفاوضات بأنها «تاريخية». وقال «من محاسن الصدف أن تعقد المفاوضات في أسمرة التي شهدت ميلاد مؤتمر القضايا المصيرية عام 1995»، معددا في نفس الوقت المظالم التاريخية التي تعرض لها الاقليم من التهميش والاقصاء والفقر وسوء التغذية التي وصلت مستوياته قمتها، خصوصا في عهد الانقاذ على حد قوله. ودعا سعيد ان يكون الطرف الحكومي اكثر جدية ولا يلجأ للمراوغات وكسب الوقت. مشيرا الى ان ايجاد صيغة الحكم الفيدرالي الحقيقي، هو الحل الامثل حتى لا تندلع الحرب الاهلية من جديد بصورة اكثر ضراوة حسب تعبيره. واضاف ان جبهته تتفاوض باسم اهل الشرق قاطبة، وتعمل على اشراكهم في تنفيذ الاتفاقيات اذا ما تم التوصل اليها.

وأكد الوسيط الاريتري من جانبه دعمه لإيجاد تسوية لقضية الشرق، مشيداً بتوفر الارادة السياسية للوفدين، «مما يؤشر إلى إمكانية تخطي كافة العقبات التي قد تعترض عملية التفاوض». وقال ياسر عرمان، إن الحركة الشعبية ستحاول استثمار علاقاتها الوثيقة مع «مؤتمر البجة»، خصوصا وجبهة الشرق عموما لدفع المفاوضات. كما اشار الى ان حركته ستقود مفاوضات جانبية مع عدد من قادة فصائل دارفور الرافضين لاتفاق السلام، الذي وقع في ابوجا اخيرا، لإقناعهم بالانضمام له. ويوجد في اسمرة حاليا عبد الواحد محمد مور زعيم حركة تحرير السودان، وخليل ابراهيم زعيم العدل والمساواة، وهما من الفصائل الرافضة للاتفاق. من جهتها هددت «العدل والمساواة» بإفساد المفاوضات إذا لم يتم اشراكها فيها. وقال خليل ابراهيم ان حركته التي لم تدع للمفاوضات لن تقبل استبعادها منها، باعتبارها عضوا في جبهة الشرق. وأضاف «الخرطوم لن تنعم بالسلام، إذا لم نشارك» مشيرا الى ان حركته تملك الخبرات التفاوضية التي يمكن لأبناء الشرق الاستفادة منها، للحصول على المزيد من الحقوق. مضيفاً ان «جبهة الشرق تحتاج الى دعم سياسي حقيقي».