لبنان: استمرار التحقيق مع «الشبكة الإرهابية» وتصاعد الرفض لـ«تثميرها» سياسياً

التقدمي الاشتراكي ينفي ارتباطه برئيسها والحريري يشيد بعودة الاستخبارات إلى الاضطلاع بمسؤولياتها

TT

تواصلت امس التحقيقات الأمنية اللبنانية مع عناصر «الشبكة الإرهابية» الاسرائيلية التي اعلن الجيش اللبناني عن كشفها، وسط محاولة تثمير سياسية لهذا الانجاز، الذي تسابق السياسيون اللبنانيون على الإشادة به، فيما نفى الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط ، ان يكون المتهم بترؤس الشبكة من اعضائه، شاكياً من «حملة تشويه مبرمجة».

وأصدر الحزب التقدمي أمس ثلاثة بيانات. الأول عن مكتب العلاقات الخارجية دعا فيه البرلمان الاوروبي للاعلان عن «إدانته لجرائم اسرائيل الوحشية في فلسطين واعتداءاتها المتكررة والمتنوعة على لبنان»، واضعاً هذا «العدوان المتجدد امام العالم بأسره ليتعرف اكثر فاكثر الى حقيقة هذا الكيان وجرائمه المستمرة والمتمادية».

أما البيان الثاني فقد صدر عن وكالة الشؤون الداخلية لمنطقة حاصبيا ـ مرجعيون في الحزب التقدمي الاشتراكي. واكد ان لمنطقة حاصبيا «تاريخاً نضالياً عربياً لا يمكن لاحد ان يشوهه، حيث قامت بواجباتها الوطنية وقدمت التضحيات والشهداء وساهمت في الحفاظ على عروبة لبنان وانتمائه. وكانت حاصبيا ومنطقتها احد خطوط المواجهة مع العدو الاسرائيلي. وكذلك قدمت الشهداء في مواجهة الجيش المحتل. وساهمت في انجاح عمليات المقاومة اللبنانية وفي عملية التحرير».

واعتبر البيان انه «إذا كان كشف احد ابناء المنطقة ضمن شبكة عميلة حجة لدى البعض لتشويه تاريخها، فهذا ظلم وافتراء، ولذلك رفض الشرفاء في حاصبيا ومنطقتها العملاء والمشبوهين وتبرأوا منهم، من اي فئة كانوا او طائفة». مشدداً على ان «محمود رافع لم يكن يوماً حزبياً، لا انتماء ولا حضوراً ولا مشاركة».

البيان الثالث صدر عن مجلس قيادة الحزب الذي ثمن «النشاط الدؤوب للجيش اللبناني وسرعة تحركه لكشف هذه الشبكة الارهابية» متمنياً ان «تنسحب هذه الفاعلية بدورها على كشف مرتكبي كل الجرائم والاغتيالات والتفجيرات التي حصلت خلال العام الفائت، ما يفسح في المجال امام ملاحقتهم وانزال اشد العقوبات بهم». وشدد على انه «لو تحركت هذه الاجهزة بالفاعلية والسرعة المطلوبة في مراحل سابقة لكانت ربما اسقطت الكثير من الاعمال الارهابية التي استهدفت لبنان». ورأى ان الفاعلية التي اظهرتها هذه الاجهزة اليوم هي نتاج المناخ السياسي الذي اتاح لها ممارسة دورها وفق ما هو مطلوب منها ووفق ما نص عليه اتفاق الطائف».

واعتبر الحزب التقدمي «ان ما حققه الجيش اللبناني في كشف هذه الشبكة الارهابية يشكل دليلاً اضافياً على قدرته على تسلم امن الجنوب وامن لبنان. ويؤكد بالتالي قدرته على حمايتهما. وهو ما يتلاءم مع الخطوط العريضة للخطة الدفاعية التي تقدم بها اللقاء الديمقراطي الى مؤتمر الحوار الوطني». وشدد على انه كان «في طليعة القوى المقاومة، حتى قبل ان تولد مقاومات اخرى»، محتفظاً بحقه القانوني في ملاحقة «بعض ازلام السياسة الذين يتهمونه بضم اعضاء لهم علاقات استخباراتية مشبوهة وشبكات تخريبية مع الموساد الاسرائيلي».

ونوه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بدور الجيش والقوى الامنية في «كشف الشبكة الاسرائيلية وحماية لبنان ومصالح المواطنين، والتأكيد على اننا فعلاً نستحق استقلالنا ووطننا».

وقال في تصريح ادلى به امس: «ان ما قامت به مخابرات الجيش اللبناني لجهة كشف عناصر ضالعة في عملية اغتيال الشهيدين محمود ونضال المجذوب، يعتبر من الانجازات الهامة لهذه الاجهزة الامنية اللبنانية. وهي تستحق التهنئة عليه بما يشجعها على الاستمرار في اداء دورها الحقيقي في حماية الامن الوطني كما نصت عليه القوانين المرعية الاجراء». واعتبر «ان الخطوة التي قامت بها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية تعتبر دليلاً قاطعاً على ان الدولة اللبنانية غير قاصرة او عاجزة عن حماية المواطنين والأمن الوطني، حين تمنح الثقة ويعطى لها المجال. وعلى ذلك فان الدولة اللبنانية عازمة على المضي قدماً في طريق تدعيم قدرتها واجهزتها الامنية والقضائية من اجل بسط سلطتها وسيادتها كاملة على جميع الاراضي اللبنانية. وهي ستعمل على تعزيز هذه السلطة والسيادة بشكل دائم».

ورأى السنيورة «ان الوقائع تثبت يوماً بعد يوم، وآخرها جريمة اغتيال الشهيدين مجذوب والكشف عن الشبكة الاسرائيلية، ان على اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا المحتلة حيث ان استمرار احتلالها لجزء من الاراضي اللبنانية يشكل عاملاً اساسياً في استمرار حالة عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة. وهو المعطل الرئيسي لقيام الدولة اللبنانية ببسط سلطتها وسيادتها على كامل ترابها الوطني».

وهنأ رئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري، قيادة الجيش اللبناني ومديرية المخابرات على «الانجاز الكبير الذي حققته في القبض على افراد الشبكة التخريبية المرتبطة بجهاز المخابرات الاسرائيلية والتي ارتكبت سلسلة جرائم وتفجيرات ارهابية كان آخرها اغتيال الأخوين الشهيدين محمود ونضال المجذوب في صيدا».