جاب الله يتهم الحكومة الجزائرية «بمحاولة تصفيته سياسيا»

بعد أن جمد القضاء رئاسته لحركة «الإصلاح» الإسلامية

TT

اتهم الزعيم الاسلامي الجزائري عبد الله جاب الله السلطات الجزائرية، «بمحاولة تصفيته سياسيا، بسبب مواقفه المعارضة لتعديل الدستور»، وذلك بعد ان قضت محكمة جزائرية، الاثنين الماضي، بتجميد رئاسته لحركة «الاصلاح الوطني»، في اطار نزاع داخلي داخل الحركة ذات التوجه الاسلامي.

وقال جاب، في لقاء مع «الشرق الأوسط» بمكتبه بالعاصمة الجزائرية، «إن النخب النافذة في البلاد تعتمد مع الأحزاب ذات المصداقية إحدى سياستين: إما الترويض أو التكسير، وقد حاولوا ترويضي بطرق شتى، ولما استعصى عليهم ذلك لجأوا إلى تكسيري، وهذا الذي فعلوه لما كنت على رأس حركة النهضة»، في إشارة إلى حزب إسلامي أسسه وأطيح به من رئاسته في 1998 على أيدي قياديين، اصبح عدد منهم وزراء. وفي العام الموالي أطلق جاب الله «حركة الإصلاح» والتحقت به قاعدة النهضة التي اندثرت لاحقاً.

وكانت محكمة الجزائر العاصمة قد جمدت يوم الاثنين، نشاط جاب الله، كرئيس لحزب «حركة الإصلاح الوطني»، الأهم من حيث تمثيل الإسلاميين في البرلمان والثالث من حيث عدد المقاعد (34 مقعدا)، حيث فصلت في نزاع داخلي فجره قياديون ومؤسسون في عام 2004. وحكم القاضي أيضا بتجميد أرصدة الحزب في البنوك إلى غاية تسوية النزاع عن طريق مؤتمر مرتقب، يثبت جاب الله في القيادة أو يختار زعيما جديدا.

وتلقى جاب الله، أثناء المقابلة، سيلا من المكالمات الهاتفية من أشخاص مهتمين بمصيره بعد الحكم القضائي، واتصل به شقيقاه الأصغر منه، اللذان يقيمان بالولايات المتحدة، يعبران عن قلقهما مما سمعاه حول الموضوع، فطمأنهما قائلا: «اهتما بتجارتكما في الغربة فسأخرج بإذن الله من هذا الوضع أصلب عودا». ويفسر جاب الله، أسباب محاولات إبعاده من رأس الحزب، فيقول: «لقد أدرك الرئيس بوتفليقة أنني سأقود حركة معارضة قوية لمشروع تعديل الدستور فأحب أن يسكت هذا الصوت الذي وجد قبل التعددية الحزبية واستمر أثناءها، وهو مستمر بعدها إن شاء الله».

ولدى سؤاله ما اذا كان يعتزم تأسيس حزب آخر إذا فشل في الاحتفاظ برئاسة «الاصلاح» قال: «وهل تسمح السلطات باعتماد أحزاب جديدة اليوم؟». وتابع: لقد انتخبني المؤتمر التأسيسي، فكيف ينحيني قرار سياسي أو حكم قضائي؟».

من جهته قال جهيد يونسي، الرجل الثاني في الحزب سابقا، وأحد الذين رفعوا شكوى ضد جاب الله، أفضت إلى تجميده، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد انتهى جاب الله ولم يعد صالحا كشخصية عمومية، وهذا مصيره لأنه رجل لا يحسن التعامل مع الغير ولا يقدر الكوادر ولن يستطيع التغيير من سلوكه. وحول ما يِؤخذ عليه أنه «أداة استعملتها السلطات لتنحية جاب الله»، وقال يونسي: «إن الرجل (جاب الله) فنان في إلقاء اللوم على الآخرين».