«هجوم الجبل» يشارك فيه 11 ألف جندي ولا موعد محدداً لنهايته

الإعلان عن «أوسع عملية من شقين» ضد طالبان

TT

قتل جنديان من قوات التحالف الدولي و14 من مقاتلي حركة طالبان في اشتباك بأفغانستان، في وقت اعلن فيه التحالف أن قواته تشن، بالاشتراك مع القوات الافغانية، في جنوب البلاد أوسع هجوم لها منذ إطاحة حركة طالبان عام 2001.

وقال المتحدث باسم القوات الدولية، كوينتين اينيس، أمس ان جنديا اميركيا قتل اول من امس في كمين في اقليم هلمند (جنوب)، حدث بعده اشتباك عنيف هاجمت فيه قوات التحالف مدعومة بطائرات الهليكوبتر والمقاتلات مواقع لطالبان. واضاف اينيس ان 12 من مقاتلي طالبان قتلوا في القصف، مضيفا ان التحالف يتحرى حول وقوع اصابات بين المدنيين خلال الغارات. وقال الجيش الأميركي ان جنديا اجنبيا آخر قتل في اقليم كونار (شرق) اول من امس، لكنه لم يحدد هويته. وقتل عنصران من طالبان في معركة باقليم زابل المضطرب بعد ان نصبا كمينا لقافلة اميركية، مما أسفر عن اصابة جنديين أميركيين.

ويأتي هذا في وقت أوضح فيه متحدث آخر باسم قوات التحالف هو اللفتنانت كولونيل بول فيتزباتريك ان الحملة التي بدأها التحالف مع القوات الافغانية في منتصف مايو (ايار) الماضي واطلق عليها اسم «عملية الهجوم على الجبل»، يشارك فيها 11 ألف جندي من قوات التحالف، بينهم بريطانيون وكنديون واميركيون.

وشهد الجنوب الأفغاني في الأشهر الأخيرة ارتفاعا ملحوظا لهجمات طالبان. وكانت المعلومات المحيطة بالعملية لا تزال سرية حتى الآن، لكن العمليات التي قادها التحالف في جنوب البلاد في الأسابيع الاخيرة وادت الى مقتل 500 عنصر من حركة طالبان كانت ترمي الى الاعداد لهذه الحملة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث فيتزباتريك قوله: «اننا في صدد الانتقال الى المرحلة التالية من العملية في الولايات الشمالية جنوب افغانستان»، مضيفاً انه لا وجود لموعد محدد لانتهاء الحملة. واشار المتحدث الى انه «لن تكون هناك عملية انزال كبيرة كما حصل على شاطئ النورماندي (في اواخر الحرب العالمية الثانية). انه جزء من حملة مستمرة».

من جانبه اعلن الكولونيل توم كولينز، وهو متحدث ثالث باسم التحالف، خلال مؤتمر صحافي في كابل، ان الهدف المعلن لهذه العملية هو «قطع الطريق امام العدو وخصوصا الممرات التي يستخدمها، وفي الوقت ذاته تحقيق مشاريع انسانية واخرى لإعادة الإعمار». واضاف كولينز ان هدف هذه العملية «ليس فقط قتل أو أسر المتطرفين وكل الذين يهددون امن الشعب الأفغاني بل هو ايضا تأمين الظروف التي ستسمح للحكومة الافغانية بفرض سلطتها على المناطق غير الخاضعة لها حاليا».

وحتى الآن لم تستفد المنطقة كثيرا من المساعدات الدولية المخصصة لأفغانستان منذ سقوط نظام طالبان والمقدرة بمليارات الدولارات لأسباب أمنية. وفي عدة مناطق جنوبية لا تمثل قوات الشرطة الأفغانية التي غالبا ما تكون في الخطوط الأمامية للجبهة لمواجهة مقاتلي طالبان، سوى عشرات العناصر الذين يتقاضون أجورا بسيطة. وفي أواخر مايو الماضي، تمكنت قوات طالبان من السيطرة رمزيا لبضعة أيام على منطقة في ولاية اوروزغان بعد ان طردت قوات الشرطة منها. ويصعب تقدير عدد المقاتلين بدقة في الولايات الجنوبية، اذ تفيد مصادر غربية بأن عديدها يقدر ببضعة آلاف، في حين يقول احد قادة طالبان إنهم 12 ألفا.

والفساد المتفشي في المنطقة ينعكس سلبا على سمعة حكومة الرئيس كرزاي، في حين تؤجج عمليات تهريب المخدرات اعمال العنف. وقال الكولونيل كولينز «انه سيتم ادخار اكثر من نصف الجهود في عملية «الهجوم على الجبل» لإعادة الاعمار والعمل الانساني». واكد ان هذه الجهود ستتيح «ايجاد الشروط لانتقال القوات الافغانية والمؤسسات الحكومية والمنظمات الانسانية الى المنطقة وبدء العمل الفعلي الواجب انجازه». وخلص كولينز الى القول انه يتوقع ان يستمر الشقان السياسي والإنساني من العملية لأشهر.

ومن ناحية أخرى، أعلن مصدر امني باكستاني أمس أن ناشطين موالين لحركة طالبان قطعوا رأس باكستاني متهم بالتجسس لحساب القوات الأميركية في باكستان. وعثر على جثة القتيل قرب بلدة قريبة من ميرانشاه، كبرى مدن منطقة وزيرستان القبلية حيث تطارد القوات الباكستانية ناشطي تنظيم «القاعدة». وقال المصدر انه تم العثور على رسالة على الجثة تقول إن القتيل هو حسيب خان ويتحدر من ولاية خوست الأفغانية. وأضاف أن «الرسالة تقول انه قتل لمعاقبته بسبب تجسسه لحساب القوات الأميركية في أفغانستان»، إلا انه لم يحدد تاريخ مقتله.