المالكي يعلن اليوم خطة للمصالحة الوطنية غداة تطبيق خطة بغداد الأمنية

قال إنها تتضمن حوارا مع المسلحين «غير الملوثة أيديهم بالدماء»

TT

بينما بدأ في بغداد تطبيق الخطة الأمنية الخاصة بالعاصمة، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، امس، أنه سيعلن اليوم مبادرة للمصالحة الوطنية تتضمن حوارا مع «المسلحين الذين عارضوا العملية السياسية ويريدون العودة اليها مقابل تعهدات».

وقال المالكي في مؤتمر صحافي «في مبادرة المصالحة الوطنية باب للحوار مع المسلحين الذين عارضوا العملية السياسية ويريدون العودة اليها وسط تعهدات». وأضاف «اذا لم تكن ايديهم ملوثة بالدماء سنفتح معهم باب الحوار».

وتابع المالكي «شخصيا لا أعرف هؤلاء ومن هم زعماء هؤلاء المسلحين الذين يعارضون العملية السياسية». وأكد «لكننا لن نتفاوض مع القتلة والمجرمين الذين قتلوا الأبرياء»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأعرب المالكي عن الأمل في ان «يراجعوا مواقفهم لأنهم لن يتمكنوا من عرقلة العملية السياسية وإسقاطها، سواء أكانوا راغبين بإعادة النظام السابق او بفرض نظام طائفي مقيت على العراق الجديد».

وأشار المالكي الى ان مبادرة المصالحة الوطنية التي ستسير جنبا الى جنب مع الخطة الأمنية، تتضمن «إصدار عفو عن الكثير من السجناء ممن لم يتورطوا بدماء العراقيين او بالجرائم التي تسيء الى الوضع الأمني».

وكان المالكي قد أعلن في التاسع من الشهر الماضي أنه على استعداد للتحاور مع كل من حمل السلاح وعارض العملية السياسية، شرط ألا يكون متورطا في سفك دم العراقيين.

وصرح الرئيس العراقي جلال طالباني الاحد الماضي في مدينة السليمانية الكردية (330 كلم شمال بغداد)، انه على وشك الوصول الى اتفاق مع الفصائل المسلحة، وان نهاية هذا العام ستشهد وضع حد للعنف في العراق.

وقال طالباني «إننا على وشك الوصول الى اتفاق مع المقاومة العراقية (..) واعتقد بنهاية هذا العام سنكون قد وضعنا حدا للعنف في البلاد».

وأعلن المالكي أيضا عن البدء بالخطة الأمنية الجديدة في بغداد وضواحيها التي اطلق عليها اسم «معا الى الامام»، وتهدف للقضاء على الزمر «الارهابية» المنتشرة في المدينة، والتأمين على حياة سكانها الذين طالبهم بأن يكونوا إيجابيين وبنائين في دعم الخطة.

وقال المالكي على هذا الصعيد «نعلن عن أسفنا وتقديرنا لأهالي بغداد عن المشاكل التي ربما سيتحملونها بسبب بعض الإجراءات التي ستتخذ لإنجاح هذه الخطة»، وناشد كافة القوى السياسية المشتركة في العملية السياسية، اتخاذ موقف إيجابي من هذه الخطة، وتحمل المسؤولية في دعمها، كونها ستعمل على دعم العملية السياسية، داعيا خطباء وأئمة الجوامع والحسينيات والمساجد الى القيام بالدور الايجابي لتعبئة الرأي العام وحشد الجماهير من أجل إسناد الخطة. واعتبر المالكي أن الخطة مقدمة لخطط أخرى سيتم تعميمها على بقية مدن العراق في المستقبل القريب، لمواجهة تحديات الارهاب، فمن المحتمل تطبيق مثل هذه الخطة في محافظات البصرة وديالى والانبار، لافتا الى انه ليس بالضرورة ان تكون هذه الخطط عسكرية فقط وإنما خدمية وإنسانية على حدا سواء.

وأوضح رئيس الوزراء العراقي، أن الخطة الأمنية هي خطة انسانية ايضا «فهما حدثان يكمل بعضهما الآخر؛ فالشق الأمني منها هو (تحقيق) استقرار الأوضاع، والشق الإنسانى حيث سنتمكن من توفير الخدمات بعد توفير الجانب الأمني، وإعادة المهجرين من ديارهم في ظل أجواء أمنية هادئة، والتصدي للارهابيين القتلة الذين يؤرقون حياة المواطنين، إضافة الى كونها خطة وحملة وطنية لا يراد منها استهداف منطقة دون أخرى، وإنما جميع المدن والمناطق العراقية، وانها لا تتحدد بسقف زمني معين، وانما تتوقف على ما تحققه من انجازات».وتوعد المالكي خليفة أبو مصعب الزرقاوى بأنه سيلقى نفس مصير سلفه قائلا «ان ردود فعل تنظيم القاعدة متوقعة ومعروفة من قبلنا، فهناك اهتزاز وانشقاقات داخل التنظيم، وان تصريح خليفة الزرقاوي هي قضية إعلامية من أجل رأب الصدع الموجود داخل التنظيم»، موضحا عدم وجود صلة بين توقيت تطبيق الخطة ومقتل الزرقاوي لأنها «كانت معدة سلفا، وكانت تحت الدراسة وتحت المعالجة والتصحيح لبعض بنودها، وستكون هناك عمليات ملاحقة وضربات أخرى متواصلة من أجل مزيد من الانكسارات في الجبهة الإرهابية».

وانتشر 40 ألفا من الجنود العراقيين والأميركيين أمس في شوارع العاصمة العراقية في إطار الخطة. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، ان قوات من الجيش والشرطة والمغاوير تشترك في العملية، حيث تم وضع الحواجز ونقاط التفتيش. ويقيم في بغداد وحدها اكثر من سبعة ملايين نسمة، ما يصل الى ربع سكان العراق ويمثلون كافة الأطياف والأعراق في البلاد. وتعتبر بغداد إحدى المحافظات غير المستقرة. ولم تحدد وزارة الدفاع العراقية الفترة الزمنية للخطة الأمنية. وأوضح اللواء عبد العزيز محمد، مدير غرفة عمليات وزارة الدفاع العراقية في مؤتمر صحافي اول من امس، ان «الخطة ستشمل زيادة عدد ساعات حظر التجول، حيث يبدأ تطبيق حظر التجول عند الساعة الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي ولغاية الساعة السادسة صباحا»، بالإضافة إلى حظر حركة المركبات كل يوم جمعة من الساعة الحادية عشرة صباحاً الى الساعة الثالثة من بعد الظهر.

وبموجب الخطة يمنع على المدنيين حمل السلاح في الشوارع. ولاحظت «الشرق الأوسط» تحركا كثيفا للقوات الأمنية المشتركة في المناطق الساخنة خصوصا وتحديداً المنصور والعامرية والأعظمية والدورة.