البرلمان العراقي يصادق على نظامه الداخلي

جدل حاد سبق الإقرار بتلاوة آيات من القرآن عند افتتاح جلساته

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: أقر اعضاء مجلس النواب العراقي بالإجماع امس النظام الداخلي للمجلس بعد جدل دام اسابيع حول صلاحيات رئيس البرلمان.

وقال الشيخ خالد العطية، النائب الاول لرئيس مجلس النواب، «لقد انتهى الجدل واصبح لدينا الآن نظام داخلي يسير عمل البرلمان في دورته الحالية».

واوضح ان «صلاحيات الرئيس ونائبيه ستكون بالتوافق حيث سيكون اتخاذ القرارات حول تعيين الموظفين وترقيتهم ونقلهم بالاضافة الى عقد الجلسات ورفعها مع احتفاظ الرئيس بدوره كما نص عليه الدستور العراقي».

واضاف «يوم غد (اليوم) سيبدأ المجلس بتشكيل اللجان الدائمة التي يبلغ عددها 24 لجنة تتوزع على المهام المختصة بأجهزة الدولة حيث سيتم انتخاب رؤساء لهذه اللجان ونوابها».

واوضح العطية ان «عدد اعضاء هذه اللجان سيتراوح ما بين 7 الى 15 نائبا».

ودار جدل منذ اسابيع بين نواب البرلمان حول الصلاحيات الممنوحة لرئيس المجلس محمود المشهداني حيث طالبت ثلاث قوائم (الائتلاف العراقي الموحد الشيعية، والتحالف الكردستاني، والقائمة الوطنية العراقية) بتحديد صلاحيات رئيس المجلس وربطها بالهيئة الرئاسية للمجلس، اي الرئيس ونائبيه.

وتضم هيئة الرئاسة في البرلمان بالاضافة الى محمود المشهداني (رئيس البرلمان) الشيخ العطية النائب الاول (شيعي) وعارف طيفور النائب الثاني (كردي).

وتشغل لائحة الائتلاف العراقي الموحد التي يتزعمها عبد العزيز الحكيم 130 مقعدا في المجلس فيما تشغل قائمة التحالف الكردستاني برئاسة الرئيس العراقي جلال طالباني 53 مقعدا ويبلغ عدد مقاعد قائمة «جبهة التوافق العراقية» برئاسة عدنان الدليمي 44 مقعدا.

ووسط جدل ونقاش حاد أقر المجلس ايضا مقترحا تقدم به اعضاء من لائحة الائتلاف العراقي الموحد يقضي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم عند بداية كل جلسة من جلسات المجلس، وصوت 111 نائبا من اصل 146 على المقترح.

وقال الشيخ جلال الدين الصغير عضو الائتلاف «لنصوت على المقترح ومن يقبل يقبل ومن يرفض يرفض»، واضاف «القرآن قرآن الجميع، وهو كتاب الله، والبدء به للبعض وجيه، وهذا شأن البرلمان طالما اخذ مسارا قانونيا».

وعارض العديد من النواب هذا الاقتراح، وقال فؤاد معصوم من قائمة التحالف الكردستاني «انا اقترح أن تبدأ كل جلسة بكلمة باسم الله تعالى». واضاف «اذا فرضنا تلاوة ايات على مجلس النواب فيجب ان ينتقل الامر لمجلس الوزراء وهيئة الرئاسة وكل الجهات الاخرى ما سيتسبب في مشكلة كبيرة».

وتابع معصوم «ليست هناك مجالس نيابية في العالم يتلى فيها القرآن، هل نعين قارئا او نخصص عضوا لتلاوة القرآن»، مضيفا «في الوقت الذي نتمسك بديننا فاننا لا نوافق على هذا الموضوع»، معتبرا انه «ارهاب فكري».

ورفض نائب آخر المقترح، معتبرا انه «سابق لأوانه ومخالف للدستور».

من جانبه، اقترح النائب علاء مكي من جبهة التوافق السنية «تأجيل مناقشة الموضوع الى إشعار اخر وعدم خلق مشكلة كبيرة داخل المجلس». ومن جهته، اقترح حسين البرزنجي من قائمة التحالف الكردستاني حلا للإشكال، ولعدم زج مجلس النواب في مسائل مثيرة للانشقاق، تأجيل دراسة المقترح «كي نستوضح هل هناك برلمانات اخرى في العالم تتلو القرآن».

لكن النائب سامي العسكري من الائتلاف رأى انه طالما تقدمت مجموعة من النواب بمقترح فانه «من الطبيعي ان تجرى عملية التصويت عليه». واضاف «فليصوت لصالح المقترح من يعتقد به، وليصوت ضده من لا يعتقد به».