السودان يفشل في مكافحة وباء «الإسهال المائي»

منظمة الصحة العالمية تعتبره «كوليرا» تمدد من الجنوب الى الشمال

TT

فشلت الحكومة السودانية في السيطرة على وباء تعتقد منظمة الصحة العالمية بأنه مرض «الكوليرا» تمدد من «جنوب البلاد الى الشمال»، حصد حتى الآن أرواح نحو700 شخص، وبلغت الإصابات حسب المنظمة الدولية 15 الف حالة حتى الآن في كل أنحاء البلاد، ويقتل المرض المصاب به في 24 ساعة، ومن أعراضه «الإسهال الشديد والحمى».

وفي هذا الوقت ترفض الحكومة السودانية بشدة تسمية الوباء المتفشي في البلاد بأنه «الكوليرا» وتقول انه «إسهال مائي» قاتل أعراضه اقرب الى أعراض الكوليرا، رغم مطالبة منظمة الصحة العالمية لها باعلان المرض حتى تتمكن من الحصول على العون الدولي، وتتحاشى أسئلة الصحافيين حول المرض.

وبينما، أعلن وزير الصحة بولاية الخرطوم ان ولايته في حالة أعجاز صحي بسبب الاسهالات المائية، ينتظر ان تخضع وزيرة الصحة السودانية الأسبوع المقبل الى جلسة محاسبة امام البرلمان حول تعامل الحكومة مع الوباء ووسائل احتوائه.

وقالت مارغريت صموئيل رئيسة لجنة الصحة بالبرلمان السوداني في تصريحات «نريد مساءلة وزيرة الصحة تابيتا بطرس عن عدد القتلى والإصابات بسبب الوباء والامكانات المرصودة لمحاصرته».

وظهر وباء الكوليرا في جنوب السودان في يناير الماضي في منطقة «ياي» القريبة من الحدود مع أوغندا، ثم انتقل بعد ايام فقط الى مدينة جوبا، وذكر اخر تقرير عن المرض في الجنوب ان عدد المصابين بلغ اكثر من «13.600» منها «500» الف حالة وفاة، فيما ظهر «الاسهال المائي»، حسب التسمية الحكومية، للمرض القاتل في العاصمة السودانية الخرطوم وولايات سودانية اخرى في ابريل الماضي في ضاحية «الجريف» شرق الخرطوم مما ادى الى مقتل 8 اشخاص، وبدا في الانتشار بمعدل 15 حالة في اليوم الواحد، ثم انخفض في الأسبوع الأخير من مايو الماضي الى 8 اصابات في اليوم.

وقال الدكتور الصادق الهادي المهدي وزارة الصحة بولاية الخرطوم في تصريحات صحافية ان ولايته في حالة انفجار صحي في مدينة ام درمان، وعزا ذلك الى انقطاع المياه لمدة عشرة ايام عن عدد من الاحياء مما دفع بالمواطنين الى الحصول على المياه بطرق بدائية رفع من معدل الإصابة بالامراض الوبائية من بينها الاسهال المائي.

وامر المهدي في سياق حملة لاحتواء الموقف الصحي تبناها بنفسه باغلاق نحو 300 محل تجاري في المدينة، وقال الوزير ان الوضع في اسواق الشعبي، وصابرين، وحلايب، والفتح، وليبيا، وابوزيد في امدرمان يحتاج لمعالجات صحية عاجلة لافتاً الى وجود ذبيح غير شرعي «كيري» ومحال لبيع الأجزاء الداخلية للذبائح تفتقد لابسط الاجراءات الصحية.

وبلغ عدد الاصابات بـ«الاسهال المائي» في العاصمة – حسب مصدر صحي في ولاية الخرطوم تحدثت لـ «الشرق الاوسط» ـ حتى الخميس الماضي اكثر من 350 حالة، و القتلى نحو 19، وقال المصدر ان الاصابات مركزة في ام درمان وشرق وشمال الخرطوم، وطبقا للمصدر فان معدل الاصابة في العاصمة السودانية لم يبلغ نسبة الـ 10 % واذا وصل فان عد المصابين سيكون نحو 600 مصاب من جملة سكان الخرطوم، واضاف «وهذا معدل مقبول».

وقال الدكتور مجدي صالح مدير ادارة الوبائيات في وزارة الصحة ان اعراض «الاسهال المائي» شبيهة لحد كبير بأعراض أمراض اخرى مثل الكوليرا والدسنتاريا الباسيلية. وفي جنوب كردفان بلغ عدد المصابين حتى الاسبوع الماضي 290 حالة، من بينها نحو 8 قتلى، وقال مسؤول في شبكة المنظمات الوطنية بـ«جبال النوبة» ان مستشفى مدينة «كادقلي» كبرى مدن جنوب كردفان لم يسع لحالات الاصابة، وسجلت السلطات في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم 20 حالة ولم تسجل قتلى، بينما ذكر المسؤولون في وزارة الصحة بالولاية الشمالية شمال الخرطوم بانها خالية من «الاسهال المائي».