عباس: الآلية الأوروبية غير كافية لأنها تلغي دور الحكومة

مبارك وأبو مازن يبحثان التصعيد الإسرائيلي

TT

اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك أمس في القاهرة، الآلية الأوروبية لتحويل المساعدات الى الفلسطينيين بدون المرور عبر حكومة حماس، بأنها «غير كافية»، لكنه قال انها تشكل «خطوة الى الامام». وفي نفس الوقت، قال إن الاستفتاء الذي قرر تنظيمه في يوليو (تموز) في حال فشل الحوار مع حركة حماس ليس تهديدا، ويجب ألا يعطي احدا مبررا للاقتتال الداخلي. واضاف ان حماس ملتزمة بالهدنة في العمليات العسكرية ضد اهداف اسرائيلية، معتبرا إطلاق صواريخ «قسام» الاسبوع الماضي على شمال اسرائيل «خروقات صغيرة».

وكان الرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس عباس (أبو مازن)، بحثا المستجدات على الساحة الفلسطينية في ضوء التصعيد العسكري الإسرائيلي والاتصالات الجارية مع الأطراف المعنية بالشأن الفلسطيني، كما ناقشا آفاق الحوار الدائر حاليا بين حركتي فتح وحماس بغزة، وحرصت مصر أمس على تأكيد أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني، مؤكدة في نفس الوقت استمرار جهودها لتوصيل المساعدات للشعب الفلسطيني.

وقال السفير سليمان عواد، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، للصحافيين، عقب المباحثات التي جرت بين مبارك وأبو مازن أمس بالقاهرة، انه تم استعراض التطورات في الأراضي الفلسطينية والجهود المبذولة لدعم الحوار الفلسطيني، والتنسيق بين السلطة والحكومة بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني. وقال عباس (ابو مازن) في مؤتمر صحافي امس ان «الالية التي وضعتها اللجنة الرباعية ولم تعتمد بعد، باعتقادي ليست وافية، لأنه اولا يجب ان تصل الاموال عبر الحكومة». وأضاف: «هذه خطوة، ونعتبرها خطوة الى الامام، لكنها خطوة ليست كافية اطلاقا، لأن هذا بالنتيجة إلغاء لدور الحكومة، إلغاء لدور السلطة.. نحن لم نستشر في هذه الآلية، لم يستشرنا أحد... ولكن نحن سنطالب بأن تكون أفضل».

وكشف ابو مازن من جهة ثانية، ان الجانب الاوروبي احتج بشدة على قيام مسؤولين من حركة حماس ومن الحكومة بإدخال ملايين الدولارات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر الى قطاع غزة للالتفاف على منع إدخال أموال الى الاراضي الفلسطينية. وقال: «قانوننا الفلسطيني لا يمنع ادخال الاموال من خلال المعبر. هذه نقطة يجب ان تكون واضحة وبالتالي.. فهي ليست مسألة تهريب، حيث يجري تسجيل هذه الاموال وتذهب الى وزارة المالية. هناك احتجاجات اوروبية شديدة وجدية بأنهم لا يريدون او لا يقبلون مثل هذه التصرفات». وأضاف: «نحاول أن نعالج الموضوع، ولا نريد ان نصل الى مرحلة يقول الاوروبيون فيها نحن نغادر المعبر، لأن هذا سيكون خطيرا جدا».

وعن الاستفتاء، قال عباس ان «الاستفتاء ليس سيفا مصلتا، أرجو أن تتركوا هذه التعابير، وألا تكرروها في اجهزة اعلامكم. الاستفتاء هو الرجوع الى الشعب اذا فشل الناس، فشلنا في قضية ونرجو ألا نفشل، فنحن نذهب الى الشعب». وردا على سؤال حول امكانية ان يؤدي تنظيم الاستفتاء الى التسبب بحرب اهلية فلسطينية في ظل المواجهات الدامية بين الاجهزة الموالية لفتح وتلك الموالية لحماس في الفترة الاخيرة، قال ابو مازن: «لا أعتقد ان الاستفتاء يعطي أحدا مبررا لحرب أهلية، وأرجو أن تلغوا من قاموسكم هذه الكلمة».

وردا على سؤال بشأن إمكانية اختيار شخصية جديدة لرئاسة الحكومة الفلسطينية في ظل القطيعة الدولية للحكومة التي شكلتها حماس، قال عباس: «هذا سابق لأوانه جدا جدا لأننا نحن الآن في حوار بدأ في رام الله ويجري الآن في غزة».

وأضاف: «تجري مناقشة الامور الخاصة بوثيقة الاسرى. كما تعلمون هذه وثيقة فيها دولة في حدود 1967 وتتحدث عن الاجماع الوطني والشرعية العربية والشرعية الدولية ومنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني مع اعتبار ان تدخل كل الفصائل فيها وإنشاء حكومة وحدة وطنية، اذن عندما ننتهي ونتفق على الوثيقة عند ذلك سنبحث في تطبيق الوثيقة وتسويقها الى العالم».

وتابع: «طبعا مع العلم قلنا ان هناك استفتاء وما زلنا، الاستفتاء شيء قائم انما ليس هدفا. لا نريده هدفا. اذا اتفقنا سيكون ذلك افضل لنا وللشعب الفلسطيني ولا حاجة الى الاستفتاء». وقال عباس، ردا على سؤال حول تراجع حماس عن الهدنة بعد مقتل اكثر من عشرين مدنيا فلسطينيا قبل اسبوع في قصف اسرائيلي على غزة «معلوماتي الرسمية والواقعية، ان حماس لم تخرق الهدنة.