مصدر فلسطيني لـ: الشرق الاوسط اتفاق وشيك بين الفصائل يؤذن بإلغاء الاستفتاء على وثيقة الأسرى

يفتح الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية

TT

كشف مصدر فلسطيني كبير لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماعات الحوار الوطني تتقدم بشكل كبير جداً وغير متوقع، وأنه من المتوقع التوصل لاتفاق نهائي بين جميع الفصائل مساء الاثنين. واكد المصدر أن هذا التطور يفتح الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية، والغاء الاستفتاء الذي اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن نية تنظيمه حول وثيقة «الوفاق الوطني» التي بلورها عدد من قادة الأسرى في سجون الاحتلال. وحسب المصدر فقد تم خلال لقاءات الحوار التي عقدت، اليومين الأخيرين، التوصل لتفاهم حول عدد من النقاط الخلافية الكبرى التي أعاقت في الماضي انجاح الحوار الوطني، وتحديداً موقف منظمة التحرير. وذكر المصدر أنه تم الاتفاق على اعتبار منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني بعد اجراء انتخابات في الداخل والخارج لانتخاب مجلس وطني جديد يعبر عن موازين القوى داخل الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو الشتات.

وشدد المصدر على أنه سيتم تمثيل الفصائل الفلسطينية في مؤسسات منظمة التحرير بناء على موازين القوى التي تحددها نتائج انتخابات المجلس الوطني. وأكد المصدر أن الاتفاق على هذه النقطة يفتح المجال أمام مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير، وتحديداً حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وحول النقطة الاشكال الثاني التي اعاقت التوصل في الماضي لإنجاح الحوار والاتفاق على وثيقة الأسرى والمتعلقة بقرارات الشرعية الدولية، فقد توصل المتحاورون الى اتفاق على أن الفصائل الفلسطينية تقبل قرارات الشرعية الدولية بما لا يتناقض مع مصالح الشعب الفلسطيني. وأكد المصدر أن حركة حماس سحبت اعتراضها السابق على القانون الأساسي للفلسطيني على اعتبار انه بشكل غير مباشر يعترف بإسرائيل.

واضاف المصدر أن نقطة الخلاف في الحوار الوحيدة التي ظلت عالقة وتوقع أن يتم انجازها حتى فجر اليوم (أمس) تتعلق بمرجعية المفاوضات، مشدداً على أن الحكومة الفلسطينية لا تعارض من حيث المبدأ المفاوضات مع إسرائيل، لكنها في نفس الوقت تطالب بألا تكون منظمة التحرير بتركيبتها الحالية هي مرجعية المفاوضات. وحسب المصدر فإن الاقتراح المعروض للخروج من هذه المشكلة يقضي أن يتم اعتبار المجلس الوطني الفلسطيني الذي يفرز بعد اجراء الانتخابات في الداخل والخارج هو مرجعية المفاوضات مع دولة الاحتلال. واشار المصدر الذي حضر جزءاً من اللقاءات أنه كان واضحاً من خلال المداولات ان كلاً من حركة حماس والحكومة الفلسطينية معنيتان بإنجاح الحوار الوطني. وأكد المصدر أن حركة حماس باتت مقتنعة بضرورة تفكيك الحكومة القائمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد أن تم التوافق على جميع القضايا الخلافية التي اعاقت في الماضي فرص تشكيل حكومة الوحدة بعيد الاعلان عن نتائج الانتخابات وتكليف هنية بتشكيل الحكومة. وشدد المصدر على أن هنية عاقد العزم على انجاح مهمة تشكيل حكومة الوحدة حتى لو أدى ذلك الى تخليه عن موقعه. إلى ذلك، نفت حركة حماس بشدة ما سمته «مزاعم» حول خلافات بين هنية واحمد الجعبري، قائد الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة بشأن العمل العسكري. وكانت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية قد نشرت خبراً مفاده أن الجعبري رفض طلباً من هنية بوقف العمل المسلح واطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقال سامي ابو زهري الناطق الرسمي باسم حماس أن هذا الخبر «عار عن الصحة»، مستهجناً في الوقت ذاته أن تقوم بعض المواقع الاخبارية الفلسطينية على شبكة الإنترنت بنشر هذا الخبر.

وفي تصريح تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قال ابو زهري «تستهجن حركة حماس الدور الذي تمارسه بعض الوكالات والمواقع المحلية الفلسطينية المعروفة بانتمائها المعادي لحركة حماس بالمساهمة في الحرب الإعلامية التي تستهدف الحركة».