الشيخ شريف: إثيوبيا وراء قرار البرلمان نشر قوات أفريقية في الصومال

رئيس «المحاكم الإسلامية» ينفي لـ الشرق الاوسط عزمه الدخول في مواجهة مع الحكومة الانتقالية رغم تعليق الحوار معها

TT

نفى رئيس «المجلس الاعلى للمحاكم الإسلامية» في الصومال الشيخ شريف احمد عزمه مهاجمة المقر المؤقت للحكومة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية، كما نفى تقدم ميليشياته باتجاه مدينة بيلدوين قرب الحدود الاثيوبية. وقال في اتصال هاتفي اجرته «الشرق الأوسط» بمقديشو: «لا توجد أية خطة للتقدم باتجاه بيداوة ولسنا منافسين للحكومة بالعكس نحن نريد أن نعمل سويا من اجل مصلحة بلادنا والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار فيها، ولسنا في حالة عداء مع السلطة الانتقالية، مشكلتنا كانت ضد أمراء الحرب وزعماء الميليشيات، وليس صحيحا أننا قررنا غزو معقل الحكومة في بيداوة، هذا كلام غير صحيح ولا ينبغي لأحد تصديقه».

واستغرب شريف وجود اجندة سرية له يتم تنفيذها على مراحل في الصومال لبسط الهيمنة الكاملة للمحاكم عليها، وقال: «ليست لدينا أجندة أو خطة سرية وما نقوله نفعله في العلن، وليس بمقدورنا مع ذلك أن نعلن مسبقا عن تحركاتنا حتى لا تستغلها أية جهات في الداخل أو الخارج ضدنا، لكن برنامجنا كان واضحا منذ البداية وهو أننا نرى ضرورة وقف الفوضى السياسية والأمنية العارمة التي شهدتها مقديشو بسبب ممارسات أمراء الحرب، وتقدمنا باتجاه مدينة جوهر كان في الإطار نفسه».

وسئل عن هجوم قواته على جوهر رغم تأكيده بأن هذه القوات لن تقتحم المدينة؟ فأجاب: «الوضع في جوهر مختلف.. فأمراء الحرب الذين خسروا مواقعهم في مقديشو بفضل الله، هربوا إلى المدينة وبدأوا في تحصينها والاستعداد لشن هجوم علينا وبالتالي كان لابد من مهاجمة المدينة فورا لمنعهم من التقدم باتجاه قواتنا، أما فيما يتعلق بالحكومة فلسنا طلاب سلطة ولا يعنينا الحكم وما يشغلنا هو كيفية تحقيق الأمن للمواطن الصومالي الذي عانى لسنوات طويلة ويلات الحرب الأهلية الطاحنة.. ستبقى قواتنا في جوهر حالياً لفرض الأمن والنظام الى ان يتمكن سكان المدينة من تولي المهمة بأنفسهم، وعندما نطمئن لذلك ونتأكد من أن المدينة باتت آمنة ولا حاجة لقواتنا فيها سنخرج منها وسندعم محاولات السكان إبقاء هذه الحالة الأمنية وعدم السماح بوجود أي من أمراء الحرب وزعماء الميليشيات بداخلها».

ونفى ما تردد عن أن ميليشيات المحاكم الاسلامية باتت على أبواب مدينة بيلد وين قرب الحدود الإثيوبية، وقال: «ليست لدينا قوات هناك حول هذه المدينة أو في الطريق إليها ولست أدري من أين تأتي هذه المعلومات غير الصحيحة».

وحمل الشيخ شريف أحمد بعنف على موافقة البرلمان الصومالي الاربعاء الماضي على خطة رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي الاستعانة بقوات حفظ سلام من أوغندا والسودان، واعتبر أن هذا القرار «غير موفق وخاطئ». واتهم إثيوبيا بأنها تقف خلف تمرير هذا المشروع، وقال: «اعتقد بأنه ليس قرار أعضاء البرلمان انفسهم.. انه قرار دولة إثيوبيا، لا يمكن للبرلمان الصومالي الموافقة على خطة تتضمن هذه الخطوات»، لكنه تفادى الرد مباشرة على سؤال عما إذا كانت ميليشيات المحاكم الإسلامية تنوي الدخول في مواجهات عسكرية محتملة ضد القوات السودانية والأوغندية في حال نشرها في الصومال أم لا؟

وقال: «هذا قرار الشعب الصومالي الذي لا أتصور أنه سيوافق على دخول غزاة أجانب إلى البلاد، مازلنا نعتقد أن بالإمكان حل مشاكلنا بيننا مهما كانت ومن دون الاستعانة بقوات أجنبية».

وعما إذا كان الحوار قد توقف بين الحكومة الانتقالية و«المحاكم الاسلامية»، قال: «لا لم يتوقف الحوار.. ولكنه فقط معلق من جانبنا بسبب مساعي الحكومة للاستعانة بقوات حفظ سلام من الخارج، وهو قرار غير سليم وسيؤثر سلبا على المساعي المبذولة لتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية».

وفتح شريف الباب أمام ما وصفه بـ«توبة أمراء الحرب» الذين بدأوا في التخلي عن عضويتهم في «التحالف لمكافحة الإرهاب واستعادة السلام». وسئل عما إذا كان بعض أمراء الحرب الذين أعلنوا التخلي عن عضويتهم في مجلس «مكافحة الارهاب»، يجرون اتصالات مع «المحاكم الاسلامية»، فأجاب: «لا..ونحن من جانبنا حذرناهم أكثر من مرة بان يتحملوا العواقب الناتجة عن استمرارهم في عضوية هذا المجلس الذي كانت تموله أميركا... وباب التوبة مفتوح امامهم على الدوام، والله سبحانه وتعالى تواب غفور ويمكن للإنسان أن يتوب عما اقترفته يداه حتى وهو في أرذل العمر»..

وسئل عما إذا كان هناك سعي من الإدارة الأميركية لإقامة حوار عبر قنوات سرية مع «المحاكم الاسلامية» فقال: «ليست لدينا أية اتصالات سرية أو علنية مع الولايات المتحدة، والخطاب الذي وجهته إليها الأسبوع الماضي كان ضمن رسائل مماثلة إلى كل المنظمات العربية والإقليمية والدولية وبعض الدول المعنية بالشأن الصومالي كي نشرح حقيقة الوضع الراهن وننفى تماما أية علاقة لنا بالإرهاب أو ما يشاع عن وجود تنظيم القاعدة».