موسكو: نجاح القوات الحكومية في تصفية سعيد اللايف «الرئيس» الخامس للشيشان

عمروف «الرئيس» الشيشاني الجديد قريب من توجهات باساييف المتطرفة

TT

أعلنت مصادر الحكومة الشيشانية عن مصرع عبد الحليم سعيد اللايف الرئيس الخامس لجمهورية الشيشان الذي لم يمض على توليه منصبه اكثر من سنة وثلاثة اشهر منذ نصٌَبه المقاتلون رئيسا لهم بعد مصرع الرئيس الشيشاني الاسبق اصلان مسعدوف في مارس (آذار) من العام الماضي. وقالت المصادر، ان عملية تصفية سعيد اللايف جرت في بلدة ارغون جنوب شرقي العاصمة غروزني. وقد اكد علي اطاهيروف رئيس شرطة البلدة هذه المعلومات، مشيرا الى ان اجهزة التحقيق استجوبت عددا من معارف سعيد اللايف لتأكيد هويته فيما اعتبر رمضان قادروف رئيس الحكومة الشيشانية هذه العملية انتصارا كبيرا على صعيد مكافحة الارهاب. وإذ أشار على الخانوف رئيس الجمهورية الشيشانية المنتخب في عام 2005 خليفة لسلفه احمد قادروف، الى العملية بوصفها انجازا مبهرا حققته اجهزة الأمن قال: ان سعيد اللايف لم يكن يوما رئيسا للجمهورية بل كان زعيما لعصابات الارهابيين ممن يتحملون مسؤولية الكثير من الكوارث التي حلت بالمدنيين من ابناء الشعب الشيشاني. وافادت شبكة «ان تي في» ان سعيد اللايف قتل خلال عملية «تحقق» اجرتها الاجهزة الخاصة الروسية (كي جي بي سابقا) في احد منازل ارغون، مشيرة الى ان عددا من المقاتلين بينهم امرأة كانوا داخل المنزل وفتحوا النار فقتل سعيد لاييف ومقاتل اخر في تبادل اطلاق النار.

واكد ابراهيم تميرباييف رئيس ادارة ارغون انه «تم التعرف (الى الجثة) ثم نقلت الى تسنتوروي» معقل رجل موسكو القوي في الشيشان رئيس الحكومة الموالية لروسيا رمضان قادروف.

ولم يعرض التلفزيون الروسي اي مشهد عن الجثة. ولم يؤكد موقع «قفقاز سنتر» الانفصالي على الإنترنت الذي تنشر فيه حركة التمرد بياناتها على الفور اليوم السبت مقتل الزعيم.

واكتفى الموقع بالكتابة «قتل سعيد لاييف صباح امس في معارك بمدينة ارغون، بحسب المحتلين والدمى»، بدون الادلاء «باي تعليق».

ويعتقد معظم المحللين انه تم تنصيب سعيد اللايف كحل وسط بين اثنين من اكبر زعماء المتمردين شامل باساييف ودوكو عمروف. وتختلف المعلومات الضئيلة المتوافرة حول خلف مسخادوف الذي كان في الخامسة والثلاثين من العمر عند تعيينه وبالكاد تجاوز السنة في سدة الرئاسة الانفصالية. وقال سعيد اللايف في وقت سابق من هذا الشهر ان عمروف سيخلفه.

ويتهم الروس عمروف وباساييف بانهما من رجال عصابات ويهاجمان المدنيين.

ومن جهته، اعرب الكولونيل عمر سيجايوف رئيس الحرس الجمهوري السابق في الشيشان الحاصل على اللجوء السياسي في بريطانيا في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن عن اعتقاده بان خليفة الرئيس الشيشاني سيكون نائبه دوكو عمروف، وهو رجل عسكري اشتهر بالضبط والحزم، ويبلغ من العمر 41 عاما. صرح الموفد الشيشاني و«وزير الخارجية» في الحكومة الانفصالية الشيشانية، المقيم في لندن احمد زكاييف امس للاذاعة الروسية، ان الرئيس الشيشاني الانفصالي الجديد هو نائب الرئيس دوكو عمروف الذي يخلف عبد الحليم سعيد اللايف الذي قتل صباح امس.

وقال زكاييف لاذاعة «صدى موسكو» الروسية «يمكننا القول ان رئيس الجمهورية الشيشانية هو دوكو عمروف اعتبارا من اليوم»، مؤكدا بالتالي ضمنا مقتل عبد الحليم سعيد اللايف.

ويعتبر دوكو عمروف الذي طرح اسمه كخلف محتمل للرئيس اصلان مسخادوف اثر مقتله في مارس (آذار) 2005، قريبا من التوجه الراديكالي الذي ينتهجه زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف. ولد عمروف سنة 1964 في قرية اتشكوي ـ مرتان غرب الشيشان، وشارك في سلسلة من الهجمات في القوقاز الروسي، على ما اوردت صحيفة كومرسانت التي تذكر بمعارضته لأي مفاوضات مع موسكو. وكان اعلن عن مقتله عدة مرات لكن الشرطة الشيشانية الموالية لروسيا اكدت انه حي يرزق.

واوضح احمد زكاييف انه «بموجب الدستور الشيشاني» يقوم نائب الرئيس بخلافة الرئيس لدى وفاته الى حين اجراء انتخابات علما ان هذه المسالة تبقى نظرية باعتبار ان «السلطات» الانفصالية غير شرعية بالنسبة الى موسكو.

ولدى تعيين سعيد اللايف في مارس 2005، اكد احمد زكاييف انه تم تعيينه من قبل «لجنة دفاع» مؤلفة من انفصاليين. ويعتبر سعيد اللايف الخامس في سلسلة الرؤساء الشرعيين وغير الشرعيين للجمهورية الشيشانية ممن دفعوا حياتهم منذ اعلانها في عام 1991 برئاسة الجنرال جوهر دودايف الذي لقي حتفه في ابريل 1995، ليخلفه سليم خان يندرباييف الذي لقي حتفه في عملية قالوا انها من تدبير المخابرات الروسية في العاصمة القطرية الدوحة التي لجأ اليها في اعقاب هزيمته في الانتخابات الرئاسية في فبراير 1997 امام اصلان مسعدوف. وفي اعقاب الشقاق بين رفاق الامس في الشيشان وجنوح الكثيرين الى جانب السلطة الفيدرالية في موسكو جرت انتخابات جديدة اسفرت عن فوز الحاج احمد قادروف الذي سرعان ما لقي حتفه ايضا نتيجة تفجير عبوة ناسفة اطاحت بمنصة الاحتفالات المكرسة لاعياد النصر على الفاشية في غروزني في 9 مايو 2004. اما الرئيس الاخير اصلان مسعدوف فقد لقي حتفه على ايدي القوات الحكومية في مارس من العام التالي. وكان المتمردون الانفصاليون عينوا عبد الحليم سعيد اللايف في العاشر من مارس اذار 2005 خلفا للرئيس الانفصالي اصلان مسخادوف الذي قتل في مطلع الشهر نفسه في هجوم شنته القوات الروسية ونقل التلفزيون الروسي صور جثته ممددة وسط بركة من الدماء.