5 تفجيرات في العراق تلقي الشكوك حول خطة «معا إلى الأمام»

31 قتيلا و90 جريحا حصيلة أمس وأميركا تبحث عن جنديين مفقودين

TT

استمرت اعمال العنف امس في بغداد رغم دخول الخطة الامنية الجديدة «معا الى الامام» التي وضعتها حكومة نوري المالكي يومها الرابع، اذ وقعت خمسة تفجيرات في العاصمة العراقية وهجوم الى الجنوب منها ما اسفر عن مقتل 31 شخصا على الاقل واصابة 90 اخرين.

ووقعت اعنف الهجمات عند حاجز تفتيش مشترك للجيش والشرطة في منطقة العلوية في وسط بغداد حيث قتل 11 من الجنود ورجال الامن واصيب 15 اخرون في تفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري وفق مصدر امني.

واكد المصدر ان انفجارا ثالثا بعبوة ناسفة وقع في سوق هرج في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد. واوضح مصدر طبي في مستشفى الكندي ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 25 اخرون في هذا الانفجار. وقال المصدر الامني ان اربعة اشخاص قتلوا واصيب سبعة اخرون في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الامين جنوب شرقي بغداد. واضاف ان «مدنيا قتل واصيب خمسة اخرون بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة بالقرب من المسرح الوطني في منطقة الكرادة (جنوب)». وكانت ثلاث قذائف هاون سقطت صباح امس في سوق السربادي في حي الكاظمية (شمال بغداد) ما ادى الى مقتل عراقيين واصابة 14 اخرين. وفي المحمودية (على بعد 30 كلم جنوب بغداد)، قال مصدر امني ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب ستة اخرون في انفجار سيارة مفخخة كانت تنتظر على جانب الطريق بالقرب من مكتب الصدر التابع لتيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر.

وجاءت سلسلة تفجيرات بغداد غداة عملية انتحارية على مسجد للشيعة في بغداد اسفر عن مقتل 11 شخصا واغتيال الشيخ الدكتور يوسف الحسان رئيس ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية (البصرة).

ودان الرئيس العراقي جلال طالباني الاعتداءين، معتبرا انهما يستهدفان اشعال «الفتنة». كما ندد الحزب الاسلامي (اكبر الاحزاب السنية في العراق) بهذه «الحوادث»، معتبرا انها «تثبت بما لا يدع مجالا للشك عمق المؤامرة على شعبنا ووطننا»، ودعا «القيادات الدينية والسياسية الى تهدئة التوتر». واستنكرت هيئة علماء المسلمين كذلك الاعتداءات التي وقعت الجمعة وخاصة اغتيال الشيخ الحسان وهو احد اعضائها. ودعت الجبهة حكومة المالكي الى «تحمل مسؤولياتها». وبدأت حكومة المالكي تطبيق خطتها الامنية منذ الاربعاء الماضي في بغداد حيث نشرت الشرطة العراقية والقوات الاميركية ما يزيد على 50 الف رجل لتعزيز الدوريات وحواجز التفتيش. وتخشى الحكومة العراقية من عمليات انتقامية يحتمل ان يقوم بها تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه في العراق ابو مصعب الزرقاوي في غارة اميركية في السابع من يونيو (حزيران) الجاري. واكد زعيم ثمانية فصائل في العراق منها القاعدة اول من امس ان «الجهاد» ضد قوات التحالف في العراق بقيادة الولايات المتحدة «سيزداد قوة وشراسة» اثر مقتل الزرقاوي. وقال عبد الله رشيد البغدادي «امير مجلس شورى المجاهدين في العراق» الذي انشئ في يناير (كانون الثاني) الفائت في رسالة صوتية عبر الانترنت ان حديثه موجه الى «اعداء الله من صليبيين وصفويين ومرتدين»، وتلا الرسالة ابو عمار الدليمي الناطق الاعلامي باسم امير المجلس. واعلنت وزارة الدفاع العراقية امس مقتل ثلاثة «ارهابيين» واعتقال نحو 120 بينهم خمسة من المطلوبين في غضون الـ 24 ساعة الماضية في عمليات امنية متفرقة في العراق. وقال البيان ان «دوريات للجيش العراقي قتلت ثلاثة من الارهابيين واعتقلت 101 من المتشبه بهم في عمليات عسكرية في الموصل (370 كلم شمال بغداد)». واضاف البيان ان «قوات الجيش اعتقلت ضمن عمليات الخطة الامنية في بغداد اربعة من المشتبه بهم».

وتابع البيان انه «تم اعتقال خمسة من المطلوبين في محافظة صلاح الدين (180 كلم شمال بغداد) فيما اعتقلت القوات العسكرية العراقية 16 من المشتبه بهم في عمليات متفرقة في كل من الرمادي وبعقوبة والديوانية بالاضافة الى مصادرة كميات من الاسلحة والعتاد». وتبحث القوات الاميركية عن جنديين من قواتها فقدا بعد هجوم اول من امس قتل فيه جندي اخر في منطقة اليوسفية معقل المسلحين السنة في «مثلث الموت» جنوب بغداد. وقال الجيش الاميركي انه يقوم بعملية بحث عن الجنديين المفقودين. وقال في بيان «بعد سماع أصوات نيران اسلحة صغيرة وانفجارات في محيط نقطة تفتيش توجهت قوة للرد السريع الى المكان. وبدأت قوات التحالف عملية تفتيش لتحديد وضع الجنود». وقتل أكثر من 2500 جندي اميركي في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.