الأمراض والأوبئة.. تعصف بسكان المخيمات في بغداد

20 فردا في خيمة واحدة.. و«الإعانات أكذوبة» ومقترحات لبناء مجمعين أحدهما للسنة والآخر للشيعة

TT

«حكومة الوعود الكاذبة»، هذا ما وصف به سكان مخيم «أجكوك» في منطقة الكاظمية، الحكومة العراقية السابقة والحالية. هذا المخيم يضم أكثر من 290 عائلة هجرت قسرا من بعض المناطق الواقعة وسط بغداد ومحيطها وبدت علامات المرض والتعب على وجوه السكان فيه وبخاصة الأطفال الذين عصفت بهم أمراض كثيرة مثل الحميات والأمراض الجلدية والالتهابات، جراء تكدس الأوساخ وعدم وجود مياه صالحة للشرب وأيضا عدم وجود شبكة للصرف الصحي.

أكدت سيدة طلبت ان يشار اليها باسم أم مازن، وهي احدى ساكنات المخيم، أن جميع العوائل تعيش حالة مأساوية جدا، «فهناك عوائل تتكون من خمسة عشر فردا وقد تصل إلى عشرين يسكنون خيمة واحدة وهناك نقص حاد في المياه، فقسم من العوائل يعتمد على نقل المياه بواسطة مركباتهم من مناطق أخرى لكن من لا يملك وسيلة نقل يعاني الأمرين».

وتضيف «هناك أيضا مشكلات أخرى تتمثل في عدم وجود الكهرباء ونقص المواد الغذائية والوقود وشبكات الصرف الصحي وغيرها من الأمور الضرورية لحياة الإنسان، وتضافرت جميع هذه الظروف لتشكيل بيئة مناسبة لظهور أمراض كثيرة، وخاصة بين الأطفال فهم غير معتادين على العيش في مثل هذه الظروف الصعبة».

أم زهراء وهي أرملة مسؤولة عن إعالة أربع بنات وصبي لم يبلغ العامين من عمره، أكدت أنها لا تملك أي مصدر للعيش بعد أن قتل زوجها في منطقة حي الجهاد، واضطرت إلى السكن في المخيم بعد أن هددت وعائلتها أكثر من مرة. وأضافت أن جميع العوائل لم تتسلم حتى الآن ولو درهما واحدا من أي جهة حكومية أو غير حكومية. وقالت ان جميع الأخبار عن تخصيص مبالغ مالية وتوزيعها على العوائل المهجرة هي «مجرد أكاذيب» يستفيد منها البعض لتلميع صورهم وإيهام العالم والشعب العراقي خاصة بأن هناك إجراءات سريعة تتخذ لمساعدة الشرائح المتضررة من الشعب. واضافت «هذا غير صحيح فلم نتسلم أي مساعدات غير تلك التي قدمت لنا من منظمات إنسانية؛ أغلبها أجنبية مثل الإيطالية والإسبانية وأخرى عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي».

تقول ام زهراء «بعد مراجعاتنا المتكررة لوزارة العمل بعد إعلانها شمول العوائل المهجرة برواتب الرعاية الاجتماعية، وجدنا ان الامر مجرد أوهام وتعب من دون فائدة فقد أدخلونا متاهات الروتين الممل ولم نحصل منها على شيء». أما عن الرعاية الصحية، فقالت أم زهراء أن فرقا صحية أرسلت من وزارة الصحة زارت المخيم ثلاث أو أربع مرات قامت بفحص بعض العوائل لكن لم تقدم لهم سوى أدوية قليلة لم تفلح في شفاء الإمراض العديدة التي يعاني منها الأطفال».

أما لجنة المهجرين التابعة لمجلس محافظة بغداد فقد أكد أحد مسؤوليها «أن المجلس قام بعدة زيارات إلى المخيمات الخاصة بالعوائل المهجرة والمنتشرة في بعض مناطق بغداد؛ ومنها مخيم «أجكوك» وقمنا ولأكثر من مرة بتوزيع الماء المعقم عليهم وبمساعدة منظمة كير والصليب الأحمر الإيطالي وبعض مؤسسات المجتمع المدني».

واكد المسؤول ان فرقا صحية ارسلت للمخيمات لمتابعة أحوالهم الصحية «لكن تبقى هذه الإجراءات غير مفيدة لهم، وخاصة أنهم يعانون مشاكل عديدة أهمها حاجتهم إلى المال والغذاء والمدارس والمياه وغيرها من الخدمات ولو تمكنا من إحضار أحد مسؤولي الدولة إلى المخيم والمكوث في الخيمة لساعة واحدة فقط لعرف معنى المعاناة واستطعنا إجباره على مساعدتهم بأسرع وقت». وأشار المسؤول الى ان مسؤولي الدولة بعيدون كل البعد عن أحوال شعبهم وان مجلس بغداد «مستاء أيضا من الوعود الكاذبة التي تطلقها بعض الجهات او الأشخاص ونحن أيضا نسمع عن طريق الإعلام أنهم خصصوا مبالغ بالدولار ستوزع ورواتب رعاية لكنها مجرد أكاذيب». وعن آخر الإجراءات التي ينوي المجلس تنفيذها، أكد المصدر أن المجلس يسعى إلى الحصول على موافقة رسمية للشروع في بناء مجمعين سكنيين؛ أحدهما في جانب الكرخ سيخصص للعوائل المهجرة من أبناء السنة ويسع لأكثر من (200) عائلة وآخر في جانب الرصافة سيخصص للعوائل الشيعية وبنفس السعة، مضيفا أن هاذين المجمعين لا يحتاجان إلى وقت طويل للتنفيذ فمجرد تخصيص الأرض سنقوم باستيراد (كرفانات) جاهزة للسكن وبأحجام مختلفة وبحسب حجم العائلة. واضاف «المهم أن تعمل هذه البيوت الجاهزة على استقرار العوائل بشكل مؤقت وأيضا انتشالهم من حالة البؤس التي يعيشونها الآن».