باحثة أميركية: التوتر يقود إلى عقم النساء

العلاج النفسي قلل مستوياته وأعاد الخصوبة إلى 80 % من الحالات

TT

النساء اللواتي يحاولن جاهدين للحمل بجنين، يمكنهن تحسين فرصة الحمل لديهن بحضور جلسات علاجية خاصة تهدف الى تقليل التوتر، وفقا لتقرير قدمه علماء اميركيون امام مؤتمر التناسل البشري وعلم الأجنة الاوروبي المنعقد في براغ. وعثر باحثون في جامعة إيموري في اتلانتا بولاية جورجيا، على دلائل تشير الى ان ازدياد مستويات التوتر يمكنه ان يقود الى تقليل خصوبة المرأة بعد إخلاله بانتظام دورتها الشهرية، بل ويؤدي في بعض الحالات الى منع نزول البيضة (الإباضة) تماما. الا ان دراسة محدودة اجريت على نساء انقطعت دورتهن الشهرية على مدى ستة اشهر على الاقل، اكتشفت ان العلاج النفسي قاد الى تأثير دراماتيكي، اذ قلل مستويات التوتر وأعاد الخصوبة بنسبة 80 في المائة من الحالات المدروسة! ويعتقد العلماء ان بين 5 و10 في المائة من النساء يتعرضن الى انقطاع دورتهن الشهرية في فترة ما، وان اغلب هذه الحالات تحدث بسبب التغذية السيئة او ممارسة التمارين الرياضية اكثر من اللازم. الا ان من المعتقد ان نسبة اكبر من النساء يعانين من خلل طفيف في انتظام الدورة الشهرية الذي يؤدي الى التأثير على خصوبتهن.

وقالت سارة بيرغا البروفسورة في الجامعة التي اشرفت على الدراسة، ان العلاج النفسي يمكن ان يصبح بديلا مناسبا لعلاج العقم العالي الكلفة. والمعقد غالبا. واضافت ان الكثير من النساء يحاولن التغلب على التوتر بممارسة التمارين الرياضية الا ان الاختبارات اشارت الى ان ذلك لن يقود الا الى زيادة اكثر في مستويات التوتر. وفي المقابل فان قلة الحركة داخل المنزل لم تكن كافية لتقليل القلق.

وراقب الباحثون في دراستهم، النساء اللواتي كن مصابات بعرض إنحباس الطمث الوظيفي المسمى Functional Hypothalamic Amenorrhea الذي ينتج عن تناقص هرمون GnRH المحفز لعملية الإباضة، وانقطعت دورتهن الشهرية ستة اشهر. ورصدت الاختبارات ارتفاعا في مستويات هرمون التوتر «كورتيسول» لديهن.

وقسمت البروفسورة بيرغا النساء الى مجموعتين من تسعة نساء، حضرت الاولى منهما جلسات استغرقت 20 اسبوعا للعلاج السلوكي الإدراكي، وهو نمط من العلاج الموجه الى تنظيم طريقة تفكير النساء لتقليل مستويات التوتر، بينما لم تحصل المجموعة الثانية على أي علاج.

وقالت بيرغا ان الإباضة ظهرت لدى نسبة مدهشة من النساء وصلت الى 80 في المائة من اللواتي تلقين العلاج مقابل 25 في المائة من اللواتي لم يتلقينه. واظهرت الاختبارات ان النساء اللواتي رجعت لهن خصوبتهن قلت لديهن مستويات الكورتيسول، وازدادت مستويات الهرمون GnRH.

ورغم ان الباحثين لم يسألوا أيا من النسوة اللواتي تراوحت اعمارهن بين 20 و25 عاما ان كن يرغبن في الحمل، فقد حملت امرأتان في غضون شهرين من انتهاء الاختبارات. وعلقت بيرغا بالقول ان «الناس لا يصدقون بأن التوتر هو سبب العقم. الا ان المسمار الذي يدق (نعش العقم) هو أن تقليل الكورتيسول يزيد من الهرمون المحفز للإباضة».

وقالت البروفسورة الاميركية ان أي احد من هؤلاء النساء لم تشتكي من التوتر، الا ان حديثنا معهن كشف انهن كن يعانين من حالة من الضياع.. «وقد توجه علاجنا الى الاشياء التي تثير شجونهن والى تعويدهن على حب انفسهن». واضافت انها تتأهب الآن الى اجراء بحث جديد على ما بين 2000 و4000 امرأة للتأكد من العلاقة التي تربط بين التوتر والعقم.