أعضاء من الكونغرس يطالبون بمحاكمة «البشير» في لاهاي بسبب دارفور

مظاهرة تضامن مع «ضحايا الحرب» في غرب السودان تفترش الأرض أمام البيت الأبيض

TT

انتقد أعضاء في الكونغرس الاميركي بشدة تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير التي رفض فيها التدخل الأممي في دارفور، وقال دونالد باين عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ان «البشير يرفض تدخل قوات أممية لحماية النساء والاطفال في دارفور لانه يخشى ان يقدم للمحاكمة بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الحكومية».

واضاف باين «لابد ان يحاكم البشير كما يحاكم حالياً تشارلس تايلور (الرئيس الليبري السابق) في محكمة لاهاي» لارتكابه مجازر في بلاده. وقال باين إن استقالة روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الاميركية تحتم تعيين مبعوث أميركي خاص بالسودان. يشار الى ان زوليك كان قد أشرف على الوصول الى اتفاقية ابوجا بين الحكومة السودانية وإحدى حركات التمرد في اقليم دارفور المضطرب.

وكان الرئيس البشير قد عبر عن معارضته دخول قوات دولية إلى بلاده قائلا إن السودان لن يعاد «استعماره». ويأتي ذلك بينما تدرس الأمم المتحدة إرسال قوات دولية لحفظ السلام في إقليم «دارفور» في غرب السودان لاستبدال قوات الاتحاد الأفريقي المرهقة والعاجزة عن حفظ السلام في المنطقة.

وكان باين يتحدث للمراسلين أثناء مظاهرة مساندة لسكان دارفور جرت اول من امس امام البيت الابيض، وخاطب ثلاثة من النواب المشاركين في المظاهرة التي رفعت شعارات تندد «بالابادة الجماعية في دارفور» ونظمت تحت شعار «لا اتفاق في اتفاقية ابوجا»، وتحدث الى جانب باين كل من ماجور اوينز (نيويورك) وبربارة لي (كاليفورنيا)، وكالوا جميعاً الاتهامات لحكومة الخرطوم ووصفوها بأقذع النعوت.

وانتقد اوينز موقف الصين وروسيا من أزمة دارفور وقال «إننا نطالب الادارة الاميركية باتخاذ موقف متشدد حتى لا يتكرر ما حدث في رواندا في دارفور». وقالت بربارة لي، التي ذكرت إنها شاهدت بنفسها وامام عينيها عمليات إبادة في معسكرات اللاجئين في دارفور، إنها تعتزم تقديم مشروع قانون لمجلس النواب الاسبوع المقبل يمنع على الشركات التي تعمل في السودان من الحصول على عقود عمل اميركية، وتحدث امام المتظاهرين، وكان معظمهم من الاميركيين الافارقة، النور آدم أحد نشطاء دارفور الذي يعمل في إحدى مجموعات الضغط، وقال إن المآسي ما تزال مستمرة في الأقليم. وقال إنهم يقدرون روح التضامن التي عبر عنها المتظاهرون. وقالت المجموعة التي نظمت المظاهرة وتدعى «افريكا آكشن» إن آلاف الاشخاص اضطروا للنزوح في دارفور خلال هذا الشهر بسبب تواصل اعمال العنف، واوضحت المجموعة ان أزمة اللاجئين في دارفور وشرق تشاد تتفاقم مع اقتراب موسم الامطار، وطالبت المجموعة في بيان وزع خلال المظاهرة «بالانتشار الفوري للقوات الأممية في الاقليم». وانتقد البيان إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش وقال إنها تتحدث عن السلام في دارفور لكن سياستها لم تحقق اي تحسن على الأرض مع استمرار أعمال الابادة.

وفي بيان منفصل قالت المجموعة إن حصيلة النزاع في دارفور تمثلت في مقتل 200 الف شخص من طرف الحكومة والميليشيات الموالية لها في حين فقد 200 الف آخرون حياتهم بسبب حرق وتدمير القرى والمساكن. واصبح هناك ما يناهز مليوني نازح اضافة الى 200 الف لاجئ في تشاد في حين يتوقع ان ينضم 650 الف من السكان للنازحين. وكان المتظاهرون الذين يرفعون لافتات ويرددون شعارات مساندة لسكان دارفور قد انتقلوا من ساحة «حديقة لافاييت» المقابلة للبيت الابيض الى حيث يوجد السياج الحديدي الذي يحيط بحديقة البيت الابيض، وافترشوا جميعاً الأرض تحت اشعة شمس حارة يحيط بهم السياح الذين يزورون هذه الساحة كل يوم.

وسرعان ما احاطت الشرطة بالمنطقة وطلبت من السياح والفضوليين الابتعاد، لكن المتظاهرين نهضوا بعد ذلك وعادوا الى مكانهم في الساحة يرددون الشعارات، ولم يحدث ما يعكر صفو الأمن.

تجدر الاشارة الى انه باستثناء النور آدم الذي كان احد المتحدثين امام المتظاهرين لم يشارك سودانيون في المظاهرة، كما لوحظ غياب الجماعات اليهودية التي دأبت على تنظيم مظاهرات حول ما تطلق عليه «الإبادة الجماعية في دارفور»، ونظمت المظاهرة بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين.