قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إن عدم ترشيح نفسه إلى الانتخابات الرئاسية القادمة ليس نابعا من عجز أو من مرض يعيقه عن تحمل المسؤولية خلال الفترة الرئاسية وإنما يريد أن يؤسس لمبدأ التداول السلمي للسلطة. واضاف عند افتتاحه للمؤتمر العام الاستثنائي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه إن ما يجري في هذا الشأن بعد إعلانه عن عدم رغبته في الترشيح منذ نحو عام من الآن ليس مسرحية سياسية أو غزلا سياسيا مع حزبه أو مع أبناء الشعب اليمني. وتابع القول إنه يضع اليمن وحزبه أمام مسؤولية تاريخية فليس الأمر مظاهرات أو مسيرات، مشيرا إلى أنه أمضى في حكم اليمن 28 عاما واستطرد قائلا «إن أحسنت فيها فهذا أمر جيد وإن كنت قد أخفقت فأطلب المسامحة من الشعب اليمني».
وشدد الرئيس صالح على أن انعقاد هذا المؤتمر غير العادي ليس مسرحية سياسية أو لإصدار بيان ختامي ولكن ليقف الجميع أمام استحقاق دستوري ومسؤولية تاريخية، وانه ينطلق من ذلك مما حققه وأسسه في الماضي بتحقيق الوحدة اليمنية وإنهاء مشاكل وقضايا الحدود مع الدول المجاورة لليمن وما أنجز من تنمية شاملة طوال فترة حكمه وبخاصة بعد حرب صيف 94. وعبر عن رغبته في رعاية هذه الإنجازات بتسليمه للسلطة بصورة سلمية. وأشار إلى انه يتحدث في هذه المؤتمر بثقة مطلقة وبأعصاب هادئة من دون انفعال أو ورد فعل، وأن السلطة هي التي جاءت إليه ولم يطلبها. وعند وصوله إليها كان اليمن يمر بظروف ومخاطر صعبة من سفك للدماء وهدر للمال العام، خاصة في الأزمة والحرب التي اندلعت في اليمن منتصف العقد التاسع من القرن الماضي، مشيرا إلى أن الاقتصاد اليمني في ذلك الوقت وصل إلى درجة الصفر. وأكد أن السلطة مغرم وليست مغنما. وقال إن الشعب هو مصدر السلطة، وأن زمن التآمر للاستيلاء على السلطة والاستقواء بالخارج لم يعد له وجود في ظل دولة المؤسسات.
ثم تحدث رئيس الوزراء عبد القادر باجمال بصفته الأمين العام للحزب الحاكم في اليمن فأكد على أن حزب المؤتمر الشعبي العام حسم أمره بترشيح المواطن علي عبد الله صالح للانتخابات القادمة، ثم حول الرئيس علي صالح الجلسة إلى مغلقة للنقاش ربما كان الغرض منها أن يشرح الدواعي التي جعلته يقرر عدم الترشيح للمنصب الرئاسي. لكن مصادر قالت لـ«الشرق الأوسط» إن العديد من المشاركين حولوا الجلسة إلى منبر للخطابة، وهو ما لم يكن الرئيس يريده ثم قرر رفع الجلسة على أن يعود المؤتمر الاستثنائي الخاص بمرشح الرئاسة للحزب الحاكم إلى صباح اليوم.