العاهل الأردني: موقف المتفرج لن يساعد على تحقيق التقدم في عملية السلام

في افتتاح المؤتمر الثاني لحائزي جائزة نوبل بالبتراء

TT

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن موقف المتفرج في وقت تحيق فيه كارثة إنسانية بالشعب الفلسطيني لن يساعد على تحقيق التقدم بصورة عملية السلام في المنطقة. واضاف الملك عبد الله الثاني في كلمة افتتاح المؤتمر الثاني لحائزي جائزة نوبل والذي يُعقد في مدينة البتراء الاثرية الاردنية «ان السلام الدائم لا يمكن تحقيقه الا من خلال تسوية نهائية يتم التفاوض عليها بطرق سلمية وتستند إلى الشرعية الدولية على اساس دولتين فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة، إلى جانب إسرائيل آمنة وليس هناك ما سيمنع تحقيق التقدم بصورة مؤكدة أكثر من اتخاذ موقف المتفرج في الوقت الذي تحيق فيه كارثة إنسانية بالشعب الفلسطيني».

وتابع القول «ان السلام بين الدول يعتمد على الثقة التي تُبْنى عندما يدرك الناس القيم والأهداف المشتركة. وان التعاون غالباً ما يبدأ بأفضل صورة في المجالات التي تشتمل على فائدة عملية وخبرة فنية تشترك فيها الأطراف المعنية، مشيرا الى «اننا بحاجة إلى أن نعزّز مثل هذه التجارب والخبرات لدى الفلسطينيين والإسرائيليين. وهناك خبراء في الجانبين يتعاملون بشكل مُنتظم مع القضايا المهمة ذاتها ـ الصحة، والتنمية الاقتصادية وقضايا أخرى».

وقال ايلي فيزل رئيس مؤسسة ويزلي الدولية الأميركية ان «العالم مصاب بمرض الكراهية وعلينا ان نبحث عن علاج لهذا المرض». واضاف «اننا هنا قريبون الى فلسطين واسرائيل. وعندما أرى الاطفال الفلسطينيين، فانني اتأذَّى بشكل كبير ولا بد ان نبذل جهدا كبيرا لمساعدتهم حيث انه عندما يعاني طفل يجب علينا ألا نتحقق من هوية الطفل». ودعا الفلسطينيين «ألا يصبحوا اعداء للاسرائيليين» رغم انني «أعلم ألمكم ومأزقكم والبعض منا يخبركم ان تحاولوا ان تتجاوزوا فلا يجب ان تحولوا معاناتكم الى بؤس وارهاب لان العنف ليس الاجابة الصحيحة على المعاناة».

واوضح فيزل ان المؤتمر سيناقش مواضيع الصحة والتعليم والسلام ومخاطر الاسلحة النووية والارهاب والانتحاريين، مشيرا الى أن الامل يحدو الجميع في الوصول الى حلول لهذه الموضوعات ومن المتوقع ان يخرج المؤتمر بثلاث مبادرات؛ تعنى الاولى منها بالعلم والمعرفة وانشاء مؤسسة خاصة بحائزي جائزة نوبل لتعزيز فرص المعرفة والبحث العلمي، وأخرى مرتبطة بالتنمية الشاملة والمستدامة والثالثة مرتبطة بالسلام والحوار بين الشعوب والتقريب بين الأديان والفرقاء لتعزيز فرص السلام والاستقرار.

ويتضمن المؤتمر اربعة محاور تتمثل في الصحة والحد من الاسلحة النووية بالاضافة الى الفقر والبطالة والتعليم والتنمية الاقتصادية.

ويشكل المؤتمر فرصة نادرة لعدد من أصحاب الإسهامات البارزة عالميا لمناقشة وتحديد أدوارهم في التصدي للأزمات الدولية بدون ان تبقى حكرا على السياسيين. ويُعقد المؤتمر بالتعاون ما بين صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومؤسسة أيلي ويزل الإنسانية انطلاقا من قناعة الملك عبد الله الثاني بأهمية تسخير القدرات الفكرية المتميزة في هذه اللحظة التاريخية المهمة من حياة الشعوب لمجابهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤرق العالم.

وأقيم أول ملتقى للفائزين بجوائز نوبل عام 2005 في المدينة الوردية البتراء تحت الرعاية الملكية بعنوان «مؤتمر البتراء للحائزين جائزة نوبل» بمبادرة من الملك عبد الله الثاني تقديرا للدور والجهود الكبيرة التي قام بها الفائزون بالجائزة لتطوير البشرية وتخفيف معاناة الشعوب ولتمكين أصحاب العقول النيرة من تبادل الآراء حول التحديات التي تواجه المجتمع الإنساني.

وتم تقسيم المشاركين إلى خمس مجموعات تتمثل في السلام والتسامح، الأمن والاستقرار، التنمية الاقتصادية، التنمية البشرية والثقافة والإعلام.

ويشارك في المؤتمر العشرات من الحائزين جائزة نوبل في الحقول الستة التي تمنح فيها الجائزة كل عام وهي: السلام، والاقتصاد، والآداب، والفيزياء، والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء والطب.