الشيخ يوسف مستعد للتفاوض حول دولة ويقول إن حركته تعترف ضمنيا بإسرائيل

أحد قادة أسرى «حماس» يوجه رسالة سلام إلى الشعب والحكومة الإسرائيلية

TT

بادر أحد قادة أسرى «حماس» البارزين، الشيخ حسن يوسف، الى توجيه رسالة سلام الى الشعب والحكومة الاسرائيلية يقول فيها ان حركته تعترف ضمنيا باسرائيل ومستعدة للحوار السلمي معها. وينصح حكومة ايهود اولمرت بالتفاوض مع قادة «حماس» وهم في الحكومة وعدم السعي للاطاحة بها، لأن نزولها الى العمل السري يزيد من تعقيد القضية ويؤدي الى تدهور أمني كبير.

والشيخ حسن يوسف هو من قادة «حماس» البارزين في الضفة الغربية وأحد الأسرى الذين انتخبوا لعضوية المجلس التشريعي وهو في السجن. وسبق له أن أطلق تصريحات مشابهة في الماضي. واعتقلته قوات الاحتلال في مطلع السنة غداة اطلاقه تصريحا يبدي فيه استعدادا للسلام مع اسرائيل.

وأطلق يوسف تصريحاته الجديدة أمس في حديث مع صحيفة «هآرتس» العبرية الصادرة في تل أبيب. وحسبما يقول محرر الشؤون العربية في الصحيفة، آفي يسخاروف، فإن الشيخ يوسف هو الذي بادر للمقابلة الصحافية باتصال هاتفي منه. واستغرب الصحافي هذا الاتصال، حيث ان ادارة السجون تمنع الاتصالات الهاتفية عن الأسرى الفلسطينيين مع الصحافة. فسأل الشيخ يوسف إن لم يكن يخشى من عقاب ادارة السجون فأجاب: «لقد رأيت من الضرورة أن أوجه رسالة الى الاسرائيليين عبر صحافتهم، فهذا هو الأهم». واستغرق اللقاء الصحافي ساعة كاملة.

وقال الشيخ يوسف للصحيفة الاسرائيلية ان حركة «حماس» اعترفت ضمنيا باسرائيل عندما وافقت على الهدنة أول مرة. وهي اليوم عندما تقترح أن تنسحب اسرائيل الى حدود 1967 وأن تتفق مع اسرائيل على هدنة طويلة الأمد، انما تعلن عمليا الاعتراف باسرائيل في حدود 1967. ثم استعرض الشيخ حسن يوسف عددا آخر من مواقف «حماس» وقراراتها للدلالة على انها تعترف ضمنيا باسرائيل فقال: «ان قرار رئيس الوزراء اسماعيل هنية بالسماح للوزراء من حركة حماس أن يقيموا الاتصالات ويجروا الحوارات مع نظرائهم الاسرائيليين هو أيضا نوع من الاعتراف. وموافقتنا على وثيقة الأسرى التي تنص على اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 هي أيضا نوع من الاعتراف وتدل على تغيير ايجابي في مواقفنا».

واشار الشيخ يوسف، حسبما جاء في المقابلة التي ستنشر في الصحيفة اليوم، الى ان «حماس» هي خير شريك للمفاوضات مع اسرائيل لأنها تتمتع بالمصداقية والأمانة وتحترم الاتفاقيات. وقال: «لقد وافقنا على الهدنة في مارس من السنة الماضية، وها هي قد مضت سنة وثلاثة اشهر لم تقم حماس خلالها بتنفيذ أية عملية تفجير في تخوم اسرائيل العام 1967. وإذا خاضت حماس انتخابات الرئاسة الفلسطينية وفازت فيها سوف تفاوض اسرائيل بشكل مباشر حول العلاقات المستقبلية. وهذا أمر لا تفهمه اسرائيل بعد». واضاف: «أنا أنصحكم بالتعاطي مع حماس وعدم السعي لاسقاط حكومتها. ان التفاهم مع حماس وهي في الحكم أفضل لكم من جميع النواحي. لا تدفعوا حماس الى العمل السري، فذلك سيؤدي الى تدهور خطير أمنيا ويزيد من تعقيدات القضية».