البابا شنودة الثالث يعالج في ألمانيا من «الحزام الناري» وآلام في الظهر

بلغ الرابعة والثمانين ومرضه يطرح قضية خلافته

TT

قالت مصادر مقربة من البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه تقرر مد رحلة علاج البابا إلى ألمانيا للعلاج من آلام في العمود الفقري بالإضافة للعلاج من «الحزام الناري» الذي يعاني منه منذ عام 1998 والمعروف بـ «الهيربس»، وهو فيروس يهاجم الأعصاب فيسبب ألماً مبرحاً وطفحاً جلدياً والجزء المصاب في جسد البابا هو منطقة البطن وتسمى الإصابة في هذه المنطقة «الحزام الناري» لأن الطفح الجلدي يصيب منطقة البطن في شكل يشبه الحزام، ورغم أن علاجه يسير ـ عبارة عن مسكنات ودهان موضعي ـ إلا أنه يعاود الرجوع، وقد عولج منه البابا من قبل في أميركا، لكنه لم يبرأ منه تماماً فنصحه أطباء متخصصون بالسفر إلى ألمانيا.

وكان من المقرر عودة البابا شنودة إلى القاهرة نهاية الأسبوع المقبل إلا أنه شعر بآلام في العمود الفقري، مما أدى إلى تمديد رحلة العلاج، وقد اتصل الرئيس المصري حسني مبارك، والقيادات السياسية بالبابا في مشفاه بالمانيا للاطمئنان علي صحته.

وجاء مرض البابا وتقدمه في العمر (84 عاما) ليطرح مجدداً قضية تتجنب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية الاقتراب منها وهي قضية خلافة البابا شنودة بعدما جلس على الكرسي البابوي خمسة وثلاثين عاماً بدأت في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1971. ويرفض رجال الكنيسة الخوض في هذه القضية بل أنهم يقولون إن من يفكر في خلافة البابا شنودة يرتكب خطيئة.

الأنبا موسى أسقف الشباب اعتبر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان الأقباط وبخاصة رجال الكنيسة يرفضون طرح قضية من يخلف البابا، لأن هذا العنوان على حد قوله «مؤلم للنفس لأن البابا عندنا ليس فقط شخص لكنه رمز ورأس». وتنظم عملية اختيار البابا اللائحة الصادرة في نوفمبر 1957 وأهم ما تتضمنه أنه إذا ما خلا الكرسي البابوي بسبب وفاة شاغله أو لأي سبب آخر فإن المجمع القدسي والمجلس الملي العام يعقدان اجتماعا مشتركا بناء على دعوة أقدم المطارنة وبرئاسته في ميعاد لا يتجاوز 7 أيام من تاريخ خلو الكرسي البابوي لاختيار أحد المطارنة قائماً مقام البطريرك ويصدر أمرا جمهوريا بتعيين قائم مقام البطريرك ليتولى إدارة شؤون البطريركية الجارية حسب القوانين والقواعد والتقاليد الكنسية.

وتحدد المادة الثانية من اللائحة الشروط الواجب توفرها في المرشح لهذا المنصب وهي ثلاثة: أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسياً من فئة الرهبان المتبتلين (لم يسبق لهم الزواج)، وأن يكون بلغ من العمر أربعين سنة ميلادية في الأقل عند خلو الكرسي البطريركي، وأن يكون أمضى في الرهبنة مدة لا تقل عن خمسة عشر عاماً.

وتتولى وضع قائمة المرشحين لكرسي البطريركية لجنة تؤلف من القائم مقام البطريرك رئيساً وثمانية عشر عضواً يختارهم المجمع القدسي بحيث يكون نصفهم من المطارنة والأساقفة والنصف الآخر من المجلس الملي العام وتصدر قرارات اللجنة بالأغلبية المطلقة.

وبعد اختيار المرشحين الذين لا يقل عددهم عن خمسة ولا يزيد على سبعة يتم طرح أسمائهم على فئة مختارة من الأقباط من الأعيان وكبار الموظفين ورجال الدين ليختاروا ثلاثة مرشحين ثم تجرى قرعة هيكلية في الكنيسة المرقسية الكبرى بالقاهرة لاختيار البطريرك من بين المرشحين الثلاثة.

ومن أقوى الأسماء المرشحة لخلافة البابا شنودة، الأنبا موسى، أسقف الشباب، وهو من مواليد 30 نوفمبر 1938 وحاصل على بكالوريوس في الطب عام 1960 ورسم أسقفاً عام 1978 وتولى أسقفية الشباب عام 1980 وخلال السنوات الماضية استطاع أن يوجد في حياة الشعب القبطي بمؤلفاته وكتاباته ومشاركته في الندوات الدينية، وهو معتدل في مواقفه.

من بين المرشحين أيضاً الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، والذي عمل سنوات طويلة سكرتيراً للبابا وهو يبلغ من العمر 63 عاماً ويتمتع بعلاقات طيبة مع أجهزة الحكومة المصرية لتواضعه الشديد في التعامل مع الآخرين وتقديم خدمات إلى أقباط ومسلمين من أبناء أبرشيته.

ومن أقوى الأساقفة المؤهلين للمنافسة على الكرسي البابوي الأنبا بيشوي أسقف دمياط وسكرتير المجمع القدسي ورئيس لجنة محاكمة الكهنة، وهو يبلغ من العمر 64 عاماً وبدأ حياة الرهبنة عام 1969 وهو أكثر رجال الكنيسة قوة ونفوذاً.

وهناك الأنبا يؤانس الأسقف العام وسكرتير البابا شنودة، وهو يعد من أصغر الأساقفة المرشحين عمراً 46 عاماً فهو من مواليد 1960 وحاصل على بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة أسيوط عام 1983 ورسمه البابا شنودة أسقفاً عام 1993 ويتسم الأنبا يؤانس بشخصية قوية، وهو صاحب نفوذ وعلاقات واسعة مع كبار رجال الدولة المصرية.

ويدخل أيضاً ضمن المرشحين شقيق الأنبا يؤانس، وهو الأنبا غبريال وهو أصغر منه عمراً وتم ترسيمه أسقفاً سنة 1996 وهناك أيضاً الأنبا رديس الأسقف العام وهو من مواليد 1939 واختاره البابا شنودة أسقفاً عاماً عام 1977.

وبعيداً عن القاهرة هناك الأنبا سرابيون أسقف لوس أنجليس بأميركا والذي كان أسقفاً عاماً للخدمات قبل سفره وهو من مواليد 1946 ويحظى بشعبية جارفة في الأوساط القبطية والمهجر. ورغم استعراضنا لهذه الأسماء المعروفة إلا أن الترشيحات قد تأتي براهب لم تتناقل وسائل الإعلام اسمه قبلا فلائحة انتخاب البابا تعطي حق الترشح للكرسي البابوي لكل راهب تخطى سن الأربعين وقضى 15 عاماً في الرهبنة.