بوش: أريد إغلاق غوانتانامو

القمة الأوروبية ـ الأميركية بحثت الإرهاب والتجارة العالمية

TT

أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس انه يريد اغلاق معتقل غوانتانامو بعد ايجاد وسيلة لإحالة الموقوفين فيه الى المحاكمة او اعادتهم الى بلادهم. كما دعا كوريا الشمالية الى الالتزام بالاتفاقيات الدولية وحذرها من اطلاق صاروخ بعيد المدى تجريبياً.

وقال بوش خلال مؤتمر صحافي عقب القمة الاوروبية ـ الاميركية في فيينا انه يود اغلاق معتقل غوانتانامو، مؤكدا انه عرض على قادة الاتحاد الاوروبي «رغبتنا في اعادة» معتقلي غوانتانامو الى ديارهم، لكنه اضاف انه ينبغي احالة بعضهم امام محاكم اميركية. وقال «انهم قتلة» و«سيقتلون بدم بارد اذا اطلق سراحهم». واوضح انه «يتفهم» الاحتجاجات الاوروبية المناهضة للابقاء على سجن غوانتانامو، مشيرا الى انه ينتظر ان تحدد المحكمة العليا الاميركية الطريقة التي سيحاكم بها الموقوفون في هذا السجن العسكري. ومن المتوقع ان تبت المحكمة العليا الاميركية في الفترة المقبلة امكانية مثول المعتقلين امام محاكم عسكرية.

وبخصوص اعتزام كوريا الشمالية اجراء تجربة على صاروخ باليسيتي من طراز «تايبودونغ ـ2» قادر على الوصول الى الاراضي الاميركية بفضل مداه البعيد، قال بوش انه يتعين على بيونغ يانغ التقيد بالاتفاقيات الدولية. واضاف بوش: «ان الكوريين الشماليين وقعوا اتفاقيات معنا في الماضي ونتوقع منهم ان يلتزموا بتعهداتهم، ولا سيما في ما يتعلق بتجارب الصواريخ». واكد بوش ضرورة مشاركة الدول الاربع الاخرى المعنية في الجهود المبذولة من اجل نزع الاسلحة النووية الكورية الشمالية في اي مفاوضات مع هذا البلد، رافضا ضمنا عرض بيونغ يانغ اجراء مفاوضات مباشرة.

وحول ملف التجارة الدولية، اكد الرئيس بوش عزم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة معا على التوصل الى اتفاق حول تحرير المبادلات التجارية الدولية، مقرا في الوقت نفسه بان هذه المهمة «شاقة».

وقال بوش: «اننا نريد ان تحقق جولة (المفاوضات) نجاحا لكن المهمة تبدو شاقة». واقر بأن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول العشرين النامية تواجه «مشكلات» بشأن مواقفها المختلفة.

وادلى بوش بهذه التصريحات بعد قمة جمعته امس مع المسؤولين في الاتحاد الاوروبي وتطرقت الى موضوع مكافحة الارهاب والبرنامج النووي الايراني وتحرير التجارة العالمية، اضافة الى عدة ملفات دولية اخرى. يشار الى ان القمة السنوية بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة كانت قد بدأت عام 1990، وهي تجمع اكبر قوتين سياسيتين واقتصاديتين في العالم. وجاءت قمة امس في جو من المصالحة اثر الانقسامات المرتبطة بحرب العراق.

وبدا الارتياح على بوش مع بدء القمة التي شارك فيه من الجانب الاوروبي، رئيس المفوضية مانويل باروسو والممثل الاعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا والمستشار النمساوي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد، ولفغانغ شوسل. ولدى سؤاله عن الكيفية التي سارت بها المحادثات، قال بوش «جيدة جدا».

وقبل القمة، ناشد زعماء الاتحاد، الرئيس بوش، اغلاق سجن غوانتانامو الذي يحتجز فيه 460 شخصاً. وتعززت المطالب الدولية باغلاق غوانتانامو بعد انتحار ثلاثة من المعتقلين فيه في الآونة الاخيرة. وقال باروسو في مقابلة مع صحيفة «هيرالد تريبيون» نشر امس «اننا نخاطر بان نفقد ارواحنا. نحن ملتزمون بمحاربة الارهاب، لكننا اذا قمعنا الحقوق والحريات المدنية لاننا نحارب الارهاب فهذا سيكون نصرا للارهابيين»، مشيرا ايضا الى تقارير عن تواطؤ بعض الحكومات الاوروبية في عمليات مزعومة قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي. اي. ايه) لخطف اشخاص يشتبه في علاقتهم بالارهاب.

وكان مقرراً ان يوقع الجانبان اعلانا يشير الى احترام حقوق الانسان في اطار الحرب على الارهاب، حسبما افادت وكالة رويترز مسبقاً. وجاء في نسخة من مسودة الاعلان: «تماشيا مع مبادئنا المشتركة سنعمل على ضمان ان تتفق الاجراءات المتخذة لمكافحة الارهاب بشكل كامل مع التزاماتنا الدولية والقانون الانساني الدولي».

وبزيارته الى النمسا امس، اصبح بوش اول رئيس اميركي يزور هذا البلد منذ جيمي كارتر عام 1979. وقد التقى قبل مباحثاته مع مسؤولي الاتحاد، الرئيس النمساوي هاينز فيشر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الاوروبي، في جناح يعود للقرن السابع عشر في قصر هوفبورغ احد اكبر القصور في العالم. وشبه بوش المبتسم نفسه ومضيفه «بشوكتين بين وردتين» وهي مجاملة لوزيرتي خارجية البلدين كوندوليزا رايس واورسولا بلاسنيك اللتين كانتا الى جانبهما.

وفي دولة تعارض غالبية سكانها جورج بوش بحسب الاستطلاعات، تظاهر الف شخص وهم يهتفون «بوش عد الى ديارك!» و«قاتل!» في شمال فيينا على مسافة بعيدة من قصر هوفبورغ. وتظاهر ايضا بعض المحتجين وأسمعوا اصواتهم قرب القصر.