20 قتيلا من طالبان و4 جرحى كنديين وأميركا تتوقع مزيداً من العنف

TT

حصدت أعمال عنف جديدة 20 قتيلاً على الأقل من قوات طالبان وتسببت في إصابة أربعة جنود كنديين بجروح، في وقت عبر فيه الجيش الاميركي عن توقعه بوقوع مزيد من اعمال العنف مع استعداد قوات حلف شمال الأطلسي توسيع مهامها في الجنوب الأفغاني.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الكندي، الكومندان ماريو كوتور، عن إصابة أربعة جنود كنديين، إصابة أحدهم خطرة، في انفجار قنبلة يدوية الصنع لدى مرور آليتهم المدرعة صباح أمس في ولاية قندهار. وفي هجوم وقع الليلة قبل الماضية في ولاية هلمند، قتلت القوات الدولية والأفغانية 20 عنصرا من طالبان، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد القوات المسلحة الأفغانية في الجنوب الجنرال رحمة الله رؤوفي.

ويفترض أن ينجز الجيش البريطاني نشر 3300 جندي بحلول يوليو (تموز) المقبل في ولاية هلمند الجنوبية التي تشهد عدم استقرار كبيرا وتعتبر من اكبر مناطق أفغانستان إنتاجا للأفيون. وفي حادث منفصل أول من أمس، اعتقل ثلاثة متمردين في ولاية زابل في جنوب شرق البلاد، وجرح احدهم خلال مواجهات مع جنود التحالف وفق ما أضاف الجنرال رؤوفي. وتعتبر زابل معقلا لحركة طالبان.

أما في شرق البلاد، فأعلن متحدث عسكري أن القوات الدولية قتلت ثلاثة من رجال الشرطة الأفغان اول من أمس لرفضهم التوقف عند نقطة تفتيش. وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف، الكولونيل توم كولينز، للصحافيين ان ثلاثة شرطيين كانوا على متن آلية مموهة ويرتدون ثيابا مدنية، وعندما طلب منهم جنود دوليون التوقف عند نقطة تفتيش في ولاية كونار رفضوا «فاعتبر جنود التحالف انهم في خطر داهم وفتحوا النار على الآلية» مما أدى الى مقتل الشرطيين.

وكونار من أكثر الولايات خطرا بالنسبة لقوات التحالف في أفغانستان حيث تتوالى الاعتداءات التي ينفذها مقاتلو طالبان الذين شنوا سلسلة من الهجمات بالسيارات المفخخة في مختلف انحاء البلاد. وقتل سبعة مدنيين في هذه الولاية في ابريل (نيسان) الماضي في غارة شنتها قوات التحالف والقوات الأفغانية على المتمردين الأفغان.

وتأتي هذه الحوادث مع تزايد أعمال العنف في البلاد حيث سقط نحو 1000 قتيل العام الحالي بينهم 47 جنديا اميركيا و18 جنديا أجنبيا. وقالت متحدثة اميركية باسم قيادة القوات المشتركة في أفغانستان، هي اللفتنانت تامارا لورانس، امس «اننا نتوقع مزيدا من العنف بينما تستعد قوات حلف شمال الأطلسي وقوة المعاونة الأمنية الدولية لتوسيع مهمتها في انحاء البلاد وتقليل الأماكن الآمنة وتقييد قدرة الأعداء على العمل بحرية».

ويرى محللون ومسؤولون افغان ان تجدد القتال يعكس تأييد السكان المتزايد لمقاتلي طالبان وخيبة أمل ازاء الحكومة. وقال المحلل الأمني انتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، ان سيطرة الحكومة الافغانية ضعيفة على المناطق الجنوبية. وأضاف: «ما نراه الآن هو حكومة أفغانية تفتقر للسلطة وللقوات التي ستحل محل القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي التي ينظر اليها على أنها ضعيفة وأنها أهداف جذابة». واعتبر ان قوات طالبان «أصبحت قادرة ليس فقط على اعادة تشكيل نفسها وانما على العودة من باكستان الى افغانستان».

وقال كوردسمان ومحللون آخرون إن الأقاليم الجنوبية التي تستضيف طالبان تعاني من مجرمين عاديين وصراعات تجارية وتجارة مخدرات. كذلك، اعتبرت المتحدثة تامارا لورانس أن الحديث عن عودة طالبان مبالغ فيه «والعدو يحاول إعطاء صورة القوة والعودة من خلال وسائل الإعلام باستخدام المبالغة والأكاذيب والهجمات العنيفة ضد أهداف مدنية». وأضافت قائلة: «قوة ونفوذ طالبان تنامت في بعض المناطق، لكن ليس كل العنف يمكن أن ينسب الى طالبان».