12 شخصا أبناء عمومة يتعرضون للخطف والقتل في أطراف بغداد

اعتقلتهم مجموعة ترتدي ملابس الشرطة وتستقل سيارات تستخدمها الأجهزة الأمنية

TT

لم يكن عدي حاتم يعلم أن هناك من يتربص به وبزملائه عند نقطة السيطرة في حي الزعفرانية ببغداد، فقد كان يحلم بالعودة الى أهله في منطقة هور رجب عند أطراف بغداد للاتفاق على من ستكون عروسه في الأيام القليلة القادمة، بحسب ما ذكرت والدته التي فجعت بمقتل ولدها على يد مسلحين بعد اسبوع من اختطافه وأقاربه، ويبلغ عددهم ثلاثة عشر شابا جميعهم أولاد عمومة من عشيرة واحدة، إثر عودتهم من عملهم في شركة رمز الحضارة للمقاولات الكهربائية في الزعفرانية.

وعدي الذي لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين ابن لعائلة ليس لها علاقة بالسياسة من قريب او بعيد، ويشير أحد أقارب العوائل المفجوعة وهو من عائلة وليد خالد الابن الوحيد لعائلته، الى ان أشخاصا قد تابعو الاختطاف منذ بدايته قبل أسبوع؛ فقد لاحقت سيارات مسلحة سيارات الموظفين الخارجة من الشركة واقتادت احدى السيارتين نوع كيا، بينما هربت الأولى منهم لتلاحقهم وتقتل من فيها، وتم اختطاف كل من في السيارة الثانية.

ويشير احد الناجين من السيارة الاولى، الى ان السيارة المختطفة كان فيها ثمانية عشر راكبا جميعهم من عشيرة واحدة يعملون في هذه الشركة، وهم من الطائفة السنية التي تقطن منطقة هور رجب. ويؤكد أحد أبناء عمومة المجني عليهم «أن مفاوضات أثناء فترة غيابهم قد جرت مع أطراف في منطقة أبو دشير، محاولين إيجاد أي خيط يوصلنا لهم، لكن أحد الاقارب في الطب العدلي أشار لنا بعد اسبوع من اختطافهم الى أن صورا جديدة قد اخذت لجثث احضرتها القوات الامنية بعد ان وجدتها مرمية في احدى مناطق بغداد وعليها آثار تعذيب واضحة، وقد تعرف هذا القريب على صورة أحد أبناء عمومته، ليخبر الجميع ولتتوقف المفاوضات التي طلب فيها الآلاف من الدولارات للافراج عنهم سالمين». وكانت الضحايا قد قتلوا جميعا بعد يوم واحد من اختطافهم.

من جانبه، أعلن مؤتمر أهل العراق عن استيائه لهذه الجريمة الجديدة، وقال في بيان صحافي امس انه «بالرغم من دخول ما يسمى بالحملة الأمنية اسبوعها الثاني، إلا ان عمليات القتل والخطف ما زالت مستمرة، حيث تم اليوم العثور على جثث ثمانية عشر مواطناً من أهل السنة وعليها آثار تعذيب وحشية، تم خطفهم يوم الاثنين الماضي على يد مجموعة مسلحة ترتدي زي مغاوير الداخلية وتستقل سيارات حكومية لا تستخدمها إلا عناصر الاجهزة الامنية».

وطالب مؤتمر أهل العراق وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بـ«التحقيق في هذه الجريمة البشعة وكشف ملابساتها وتقديم الجناة الى العدالة، ووضع حد للأعمال الاجرامية التي ازدادت بشكل كبير تزامناً مع الحملة الأمنية، وتستهدف جميع العراقيين على يد تلك الجماعات التي ترتدي زي الأجهزة الأمنية وتستقل سياراتها وتقوم بعمليتها في وضح النهار». وقدم المؤتمر أسماء بعض الذين وجدت جثثهم في الطب العدلي؛ أحمد زيدان خلف، فالح ثرثار، اكرم فالح ثرثار، وليد خالد، محمد سعدون، رحيم سلمان، احمد رحيم سلمان، رياض ناصر، محمد عبد الامير، جلال عبد الامير، محمد عبد الجليل، حيدر سعدون، عمار عبد الرزاق ياسين، حميد فاضل.