وساطة تركية.. وحكومة إيران تتهم واشنطن بالعمل على إطاحتها

لاريجاني: العرض الغربي «خطبة مملة» وسنقدم مقترحات مضادة موسعة

TT

يبدأ اليوم وزير الخارجية التركي عبد الله غل في طهران مباحثات وصفت بأنها «تسهيلية» بشأن البرنامج النووي الايراني، ويأتي ذلك فيما اتهمت طهران الولايات المتحدة بالعمل على اطاحة الحكومة الايرانية، مستغلة الملف النووي، مشيرة في الوقت ذاته الى ان عرض الحوافز الغربي لها عبارة عن «خطبة مملة»، وأنها ستقوم بتقديم عرض، وصفته بأنه «مضاد» يشمل تفاصيل واضحة لما تريده ايران من الغرب. وحول زيارة غل، قال دبلوماسي تركي، طلب عدم ذكر اسمه امس «تأتي هذه الزيارة في اطار الدور التسهيلي الذي تقوم به تركيا في هذا الخلاف بناء على رغبة المجتمع الدولي»، وتحديدا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا». ويلتقي غل في طهران الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وكبير المفاوضين في الملف النووي علي لاريجاني والرئيس الاسبق على اكبر هاشمي رفسنجاني قبل عودته الى تركيا غدا. وأوضح الدبلوماسي ان الوزير التركي طلب لقاء المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، لكنه لم يتلق ردا حتى الآن. وأضاف ان غل سيحمل ايضا رسالة، لا يعرف مضمونها، من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.

الى ذلك، قال علي لاريجاني كبير المفاوضين النووين الايرانيين، ان الولايات المتحدة مصممة على اسقاط الحكومة الايرانية مهما يحدث في المحادثات بشأن خططها النووية. ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن لاريجاني قوله ان «القضية النووية مجرد ذريعة. اذا لم تكن القضية النووية، فكانوا سيخرجون بشيء آخر». وتقول الولايات المتحدة التي تشتبه بأن ايران تحاول صنع يورانيوم عالي التخصيب لصنع اسلحة نووية، انها تريد حلا دبلوماسيا ولكنها لم تستبعد القيام بعمل عسكري. وتقول ايران انها تحتاج الى التكنولوجيا الذرية لتوليد الطاقة.

واتهم لاريجاني واشنطن بالاعتماد على القوة لتحقيق أهدافها في الشرق الاوسط ، وقال ان السياسات الاميركية في العراق والاراضي الفلسطينية عقدت أيضا جهود التوصل الى صفقة بشأن الطموحات النووية الايرانية. وتابع لاريجاني «اذا استمروا على نفس النهج فان ثمن البترول سيرتفع بشدة وسيعزز ذلك عزيمتنا. انهم يريدون اشعال النار في المنطقة. الاستراتيجية الاميركية تقضي باستخدام القوة لتأمين مصالحهم». وعرضت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا على ايران حوافز، من بينها الحصول على تكنولوجيا نووية مدنية بهدف احتواء برنامجها النووي. وقالت الصحيفة ان لاريجاني وصف العرض بأنه «خطبة مملة» ورفض تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق للمفاوضات. وقال ان ايران ستقدم مقترحات مضادة موسعة ومفصلة لعرض القوى الكبرى الذي وصفه بأنه غامض. ونفى لاريجاني اعتزام ايران وقف صادرات النفط عبر مضيق هرمز الذي يمر منه خمسا كل تجارة النفط العالمية. ولكن الصحيفة قالت ان لاريجاني حذر من انه في حالة قيام مجلس الأمن الدولي بعمل ضد ايران فانها «ستعيد النظر في علاقتها»، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما قد يؤذن بنهاية لعمليات تفتيش الامم المتحدة للمنشآت النووية الايرانية.

الى ذلك، قال مسؤول ايراني كبير، ان ايران لا تفكر في وقف برنامجها لانتاج الوقود النووي حتى بعد أي مفاوضات مع القوى الكبرى. وقالت السفارة الايرانية في فيينا انه قد أسيئ نقل تصريحات نائب المفاوض النووي الايراني في ترجمة الى اللغة الالمانية لكلمة ألقاها الخميس، طرحت امكانية ان توقف ايران تخصيب اليورانيوم كنتيجة للمفاوضات. ووفقا لنص مصحح لكلمته قدمتها السفارة الايرانية قال جواد واعدي لمركز أبحاث نمساوي «إيران لا تفكر في تعليق تخصيب اليورانيوم، لا كشرط مسبق للمحادثات ولا كنتيجة لمثل هذه المحادثات». وأضاف «وتعتبر ايران في هذا الاطار استمرار المحادثات دون أي شروط مسبقة الحل السلمي الوحيد للقضية لتبديد مخاوف ايران والثلاثي الاوروبي»، في اشارة الى بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وكان نص الترجمة الالمانية الذي وزعته السفارة بعد الخطاب ترجم عن وعيدي بطريق الخطأ قوله «ايران لا تفكر في تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق للمحادثات وانما في أفضل الاحوال كنتيجة لمحادثات». وقال متحدث باسم السفارة «الخطأ في الترجمة هو خطؤنا». ولم تقدم السفارة نصا بالانجليزية ولكن ترجمة شفهية لاقت تصفيقا حادا في المركز البحثي المؤيد لايران. ولم يتسن الوصول الى مسؤولين ايرانيين عقب الخطاب.

وقال واعدي ايضا، إن ايران تأخذ وقتها للرد على العرض الذي قدمته القوى الغربية والذي يشمل حوافز اقتصادية لوقف أنشطتها النووية بهدف «إتاحة أكبر فرص للنجاح أمام العرض». وقالت طهران انها سترد على العراض في 22 اغسطس (اب) بينما تريد القوى الكبرى ردا ايرانيا بحلول منتصف يوليو (تموز).

وفى بكين ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة ان وزير الخارجية الصيني لي تشاو تشينغ تحادث امس هاتفيا مع نظيرته البريطانية مارغريت بيكيت وتطرقا الى الملف النووي الايراني. وأفادت الوكالة في خبر لها من دار السلام حيث يرافق وزير الخارجية رئيس الوزراء وين جياباو في زيارة الى تنزانيا، ان الوزيرين «تبادلا وجهات النظر حول مسائل مثل التوصل الى حل للمسالة النووية الايرانية». وكانت الصين دعت الخميس ايران الى التجاوب مع جهود المجتمع الدولي، كما طالبت باستئناف المفاوضات حول الملف النووي الايراني «في اقرب وقت ممكن».