«المحاكم الإسلامية» الصومالية: مقتل الصحافي السويدي عمل «وحشي»

اعتبرت أن اغتياله يستهدف ضرب اتفاق الخرطوم

TT

انتهت مظاهرة حاشدة أقيمت في العاصمة الصومالية مقديشو، بمقتل صحافي سويدي كان يعمل لمصلحة القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية. إذ أطلق مسلح مجهول النار على الصحافي السويدي مارتن ادلر فأرداه. واستنكر رئيس المحاكم الاسلامية الشيخ شريف شيخ احمد عملية الاغتيال، ووصفها بأنها «جريمة قتل وحشية» تستهدف اتفاق الخرطوم، وتعهد بمعاقبة مرتكبيها.

وكان أدلر الى جانب عشرات الصحافيين الصوماليين والأجانب، يغطي مظاهرة الصوماليين الذين احتشدوا للترحيب بالاتفاق الذي وقعته الحكومة الانتقالية والمجلس الاعلى للمحاكم الإسلامية في الخرطوم يوم الخميس الماضي، برعاية الجامعة العربية.

وخرج اكثر من 10 آلاف من الصوماليين بعد صلاة الجمعة الي الشوارع في مظاهرة دعت اليها منظمة إسلامية تؤيد المحاكم الإسلامية تدعى «الانتفاضة الشعبية للدفاع عن الدين والوطن» للتعبير عن ترحيبهم باتفاق إعلان المبادئ الذي تبادلت فيه الحكومة و«المحاكم» الاعتراف، واتفقتا على انهاء اعمال العنف ووقف الحملات الاعلامية ومحاكمة مجرمي الحرب.

وأفاد شهود بان شخصاً يحمل مسدساً خرج من وسط المتظاهرين الى حيث تجمع عدد من الصحافيين وأطلق النار علي الصحافي السويدي، ثم تسلل وسط المتظاهرين مجدداً، حيث عمت الفوضى، مما اتاح له الفرار. وقد سادت فوضى عارمة ميدان التريبونا، وسط العاصمة مقديشو الذي كانت تجري فيه المظاهرات ولم يصب أحد آخر في الحادث، الذي يعتقد أنه كان مدبرا، لأن المهاجم لم يطلق سوى طلقة واحدة من مسدسه في اتجاه الصحافي السويدي، الذي نقل الي المستشفي حيث فارق الحياة قبل أن يصله. وقال الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس المحاكم الإسلامية، «إن أيادي خفية تقف وراء حادث الاغتيال.. وليس لدي ادنى شك في أن الحادث استهدف ضرب اتفاق إعلان المبادئ بين الحكومة الانتقالية والمحاكم الإسلامية.. وكذلك ضرب الأمن والاستقرار الذي تشهده العاصمة مقديشو بأيدي المحاكم الإسلامية». ووجه التعازي الى اسرة القتيل، مؤكداً ان «مرتكبي هذه الجريمة ليسوا اشخاصا مسؤولين ولا يمثلون سكان مقديشو ولا المحاكم الاسلامية ولا الشعب الصومالي».

ودانت نقابة الصحافيين الصوماليين في بيان بشدة جريمة القتل، ودعت المحاكم الاسلامية الى ملاحقة القاتل.

وأكد الشيخ شريف، الذي لم يتهم جهة معينة بالاسم، بأن التحقيقات جارية في الحادث وأن نتائجه ستصدر في وقت قريب. وكان عشرات الصحافيين الأجانب العاملين لحساب وسائل الإعلام الغربية قد تدفقوا الي العاصمة الصومالية، بعد سيطرة المحاكم الإسلامية عليها وعلى عدد من المدن الصومالية.

وكان مسلحون مجهولون قد اغتالوا صحافية بريطانية كانت تعمل لحساب الخدمة العالمية في شبكة تلفزيون «بي بي سي» في فبراير (شباط) من العام الماضي، وذلك في حادث يشبه ما حصل أمس، إذ اغتيلت بعد انتقال رئيس البرلمان الصومالي ومجموعة من الوزراء الي العاصمة مقديشو، بحجة أنها مكان آمن وبإمكان الحكومة أن تعمل فيها، وهو ما كان يرفضه فريق آخر من الحكومة والبرلمان فجاء مقتل الصحافية البريطانية وسط هذا النزاع، لكن حادث الاغتيال سجل باسم مجهول.